ماذا فعلت بنا يا أميرنا؟ كيف احتويت كارثة من اكبر الكوارث التي مرت على الكويت بهذه السلاسة؟ كيف حافظت على لحمة شعبك بهذه السهولة؟ كيف دفعت الجميع سنة وشيعة للاقتداء الفوري بك والسير على خطاك في مؤازرة اخواننا واهلنا الشيعة في مصابهم ومصابنا الجلل؟ كيف اسلت بدموعك الغالية دموعنا؟ كيف احييت بوطنيتك وطنيتنا؟ كيف جعلت بلادنا انموذجا يحتذى ودرسا يُعلم ومثالا يقتدى امام العالم كله في ازمة يغرق غيرنا في تبعاتها بينما نحن نجني منها ثمارا ونحن ندعو لشهدائنا الابرار؟ كيف صار العالم كله فجأة يشيد بنا مذهولا من لحمتنا وحبنا المتبادل؟ هل قرأتم مقالات كتبت بماء الذهب من اشقاء لنا في المملكة العربية السعودية التي ذاقت نفس الكأس المر؟ ومقالات لاخوة في الخليج، واشادات في صحف عالمية، واقلام كثيرة انحنت احتراما وتقديرا لبلد يعرف كيف يتخطى الصعاب ولرجل يعرف كيف يحكم، رجل يعرف كيف يحب، رجل يعرف كيف يصبر، رجل يعرف كيف يعاقب، وكيف يكافئ ويجزي خير الجزاء.
والله ان مدرستك يا صاحب السمو لجدير ان يجلس خلف مقاعدها كبار من ظنوا او ظن العالم انهم اساتذة السياسة والحكم ليعلموا ويعلم العالم انهم مجرد هواة او مبتدئين.
عندما خرج آخر ملوك العرب من الاندلس قالت له امه: ابك كالنساء حكما لم تحفظه كالرجال، اما انت يا صاحب السمو فلله درك، علمتنا كيف يبكي الرجال فيحافظون على حكمهم وحكم آبائهم واجدادهم، ولكنها دموع الحقيقة، دموع الابوة الصادقة، ولهذا نفذت الى قلوب الجميع فأدمتها واصابت عيون الجميع فأدمعتها، لله درك كم تستحق ان ينحني العالم امامك احتراما، الله لا يخلي الكويت منك.