يصادف اليوم الذكرى السبعين لافتتاح المكتب الثقافي الكويتي في القاهرة أقدم المكاتب الثقافية الكويتية في الخارج والذي تولى إدارة البعثات التعليمية للطلبة وعرف باسم «بيت الكويت في القاهرة».
وشكلت البعثات الكويتية إلى الخارج دافعا كبيرا لافتتاح المكتب الثقافي في القاهرة بهدف تقديم الخدمات للطلبة الكويتيين مثل توفير الرعاية والإشراف والمتابعة وخدمتهم في جميع المستويات التعليمية والتخصصات المختلفة منذ وصولهم وحتى تخرجهم وعودتهم الى البلاد.
ورغم أن افتتاح المكتب الثقافي (بيت الكويت) كان في عام 1945 وما شهده من تدشين رسمي لمقره الحالي في عام 1958 فان البعثات الكويتية سبقت ذلك التاريخ بعدة أعوام فقد كانت أولاها في عام 1934 حين أرسلت الحكومة الكويتية سبعة طلاب شكلوا البعثة الأولى.
ومنذ إنشاء مجلس معارف الكويت عام 1936 توالت البعثات الكويتية إلى الخارج لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة المبتعثين وتنمية مهاراتهم التي من شأنها أن تسهم في تطور بلدهم.
وشهد عام 1938 إيفاد بعثة طلابية مكونة من خمسة طلاب آخرين ثم أوفد مجلس المعارف في عام 1939 أربعة طلاب آخرين إلى القاهرة من أجل الدراسة في الازهر.
وبدأت أعداد الطلبة المبتعثين تتزايد في السنوات التالية ففي عام 1943 أرسل المجلس إلى القاهرة سبعة عشر طالبا وارتفع العدد في عام 1945 إلى خمسين طالبا انضموا الى زملائهم السابقين.
وكان هؤلاء الطلاب يواصلون الدراسة التي توقف عندها التعليم في الكويت فينهون المرحلة الثانوية ثم يلتحقون بجامعة القاهرة وما شابهها من معاهد عليا.
وعندما ازدادت أعداد الطلاب هيأ مجلس المعارف مقرا أطلق عليه اسم «بيت الكويت» يقيمون فيه ولهم مشرف يتولى أمورهم وكان أول مشرف لهذا المقر هو الأستاذ عبدالعزيز حسين.
وضم بيت الكويت في مقره الأول الكائن في منطقة الزمالك غرفا واسعة تتسع الواحدة منها لثمانية طلاب ولم يحظ بغرفة منفردة حينها إلا المشرف كما كان يضم البيت حديقة كبيرة.
وكان مشرف «بيت الكويت» يقوم بإعداد برنامج ثقافي يهدف إلى شغل أوقات فراغ الطلبة المبتعثين إلى جانب تعريف أبناء مصر بالكويت فأصبح بيت الكويت يقوم أيضا بدور مركز ثقافي شامل يقدم المحاضرات والندوات والمسابقات الرياضية.
وعمل بيت الكويت في عام 1946 على إصداره مجلة «البعثة» التي كان يحررها الطلبة واحتوت على المقالات الأدبية والقصائد الشعرية وأخبار الطلبة واستمرت في الصدور حتى عام 1953.
وانتقل «بيت الكويت» في عام 1951 إلى مقر آخر في الدقي بالقاهرة حيث تميز المكان الجديد ببنائه على أحدث طراز وأصبح الطلاب يسكنون في مساكن يستأجرونها خارجه لأن أعدادهم زادت كثيرا.
واقتصرت البعثات في ذلك الوقت على الذكور حتى العام الدراسي (1956 ـ 1957) الذي انضمت فيه الإناث إلى البعثات التعليمية.
وكان مجال البعثات آنذاك مفتوحا لكل طالب كويتي يرغب في إتمام دراسته العليا من خلال التقدم بطلب إلى دائرة معارف الكويت واستمرت هذه الطريقة في إرسال البعثات الى أن تأسست جامعة الكويت.
وفي عام 1958 افتتح الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر رسميا مبنى «بيت الكويت» ليكون سكنا للطلاب الكويتيين وكان في استقباله الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة معارف الكويت وبحضور الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح إلى جانب عدد كبير من الطلاب والضيوف العرب.
وخلال حفل الافتتاح قال عبدالناصر: «يسعدني أن أشترك مع إخوتي الكويتيين في افتتاح بيت الكويت وهذه الفرصة التي جمعت في بيت الكويت العرب من كل مكان تعتبر فرصة كبيرة المعنى».