صنعا وإن طال السفر.. كلنا سمع شطر هذا البيت العربي، ويأبى د.يعقوب يوسف الغنيم إلا أن يهمس به شعرا متفائلا مبشرا،
ليؤكد لنا أن عاصفة الحزم ليست قوة عربية متحالفة فقط، وإنما هي قيمة فكرية أدبية تهمس بها الأرواح العربية الصادقة المترقبة ليوم النصر العظيم
مع رائعة د.يعقوب يوسف الغنيم الجديدة. «صنعا» وإن طال السفر برشاقة اللفظ ولماحة الدلالة بصياغة الموهبة الشعرية في عقد متوازن النغم
يصقلها الإحساس ومصدرها العاطفة ومعبرها الوجدان العربي نترككم مع القصيدة الملحمة:
«لابد من صنعا وإن طال السفر»(1)
لابد من دحر العدو والحذر
لا نرتضي الذل، ونجتاز الخطر
من أجل صنعاء لنا فعل كدِر
يزلزل الباغي، ولا يبقي الأثر
صنعاء في التاريخ ذكرٌ مستطر
وذكريات شملت كل العُصُر
قد أصبحت بين الدنا ملء البصر
تعلو مدى تاريخها وتزدهر
أهل الفتوحات التي لا تستتر
نرنو إلى تاريخها ماذا ذَكَرْ
من الأحاديث ومن خير السير
تَبَّتْ يدا الأعداء إذ نالوا الضجر
وسوف يلقون بلقيانا العبر
أودى بهم سوء الطباع والأَشَر
لا لن ينالوا أو يلاقوا من وطر
وسوف يلقون بلقيانا العبر
نذودهم ذود البغال للحفر
وَنُشْبِعُ الطير إلى أن ينتشر
قام الرجال نحوهم فلا وزرْ
وسوف نلقى ذلك اليوم الأغر
سَمَا رجال الحزم والباغي انحدر
فَوَجهوا الثار لأعداء نُكُرْ
إذ لم يكونوا بشراً من البشر
فهم على ذاك قطيع محتقر
أغراه من دس له سوء النظر
وزاده مالاً وأشياءً أُخَرْ
منه سلاح لم نجد منه الخطر
فغرهم ذاك وزاد في البطر
وما دورا أن الصقور لا تُجَر
بل هي تهمي فوقهم مثل المطر
عاصفة الحزم وأصحاب النظر
من قادة قد عرفوا حسن الفِكَرْ
لهم جهود لا تزال تُدّكَر
****
صنعاء هبي اليوم فالجيش حضر
عودي كما كنت فقد زال البطر
عدوك الباغي رأيناه اندحر
فهللي للمجد قد جاء القدر
قام بوجه الشر شعب مُنتصِر
يُصلي عِداهُ بجحيم مُستعِر
ويملأ الدنيا بآمال كُثُر
****
يا قائداً للجيش حَارِبْ واستمرْ
يا رائداً للنصر يحدوه الظفر
أمطر عداك باللهيب المنهمر
فأنت يا سلمان ذو الذكر العَطِر
وأنت حادي الركب في اليوم الأَمَرْ
إذا رصاص الغدر في الجو انتثر
ففي يديك مدفع الحق هدر
تُري العدو عِبراً تلو عبر
النصر قد بان كما بان القمر
جاءت به من أرض صنعاء النُذُر
****
غنى لك المجدُ، وناجاك الزهر
وزادك الله بما فيه تُسر
ومد في دنياك أيام العمر
تعيش يا سلمان من دون غِيَرْ
أيام عز ورخاء منتظر
(1) البيت الأول لشاعر قديم قصيدة لـ د.يعقوب يوسف الغنيم