- المرشد: الأمير ضرب أروع الأمثلة في القيادة المتسامية فاستحق وسام قائد الإنسانية
- سهر: الكويتيون سيتغلبون على ما يواجههم اليوم من رياح صفراء تحمل سموم الطائفية والتطرف والإرهاب
رندى مرعي
أجمع المشاركون في حفل «الكويت بلد الإنسانية والتسامح» الذي نظمه مكتب الإنماء الاجتماعي صباح أمس في المكتبة الوطنية على أهمية ترسيخ وتعزيز مفاهيم التسامح لدى النشء للحفاظ على هذا الموروث الذي جبل عليه أهل الكويت منذ القدم، مؤكدين على أن القيادة الحكيمة تحث على التمسك بهذه القيم والتي ثبتها حصول صاحب السمو الأمير على لقب قائد الإنسانية والشخصية العربية الأكثر تأثيرا للعام 2014.
وفي كلمته أشاد وكيل وزارة الدولة لشؤون مجلس الأمة أحمد المرشد بجهود سمو الأمير في العمل الإنساني ومبادراته في حل الكثير من الخلافات بين الدول ورأب الصدع فيها وإصلاح ذات البين، لافتا إلى أن ذلك كان السبب وراء اختيار سموه كقائد للعمل الإنساني والشخصية الأكثر تأثيرا في العالم عام ٢٠١٤.
وأضاف أن ما يتمتع به سمو الأمير من خصال ومبادئ يحتم علينا وضع أيدينا مع سموه من أجل نشر هذه الثقافة لما فيها خير لمصلحة البلد.
وأشار المرشد في كلمته أيضا إلى أهمية العمل التطوعي والتي تعتبر من أهم سمات المجتمع الكويتي التي جبل عليها منذ القدم، موضحا أن المتطوع يتحلى بالتسامح وحب الآخر وتقبله وإذا ما تحلى بغير ذلك يكون متطوعا سلبيا ليس إيجابيا. وقال انه على مر الزمان استطاعت الكويت أن تحجز لنفسها مكانا في مصاف الدول المستقطبة للناس، حيث أصبحت وجهة للكثير من أهل الخليج والعالم لما تتمتع به من سمات وصفات تعزز قيم التسامح وتقبل الآخر.
بدوره، أكد مدير عام مكتب الإنماء الاجتماعي د.عبدالله سهر أنه لا مراء بأن التسامح هو ذلك المفهوم الذي ترتكز عليه أخلاق الأفراد والأمم في صدح الإنسانية العتيد، حيث إن التسامح هو العفو عند المقدرة.
وقال إن التسامح هو القبول بالآخر المختلف والتعايش السلمي مع الذات والآخرين وانتهاج مسالك التراحم والتكافل أو التواضع والصفح أو طي صفحة الماضي من أجل النظر إلى المستقبل أو غير ذلك من تجليات معرفية وسلوكية فإنها جسدت أبهى صورها في التكوين الأساسي للكويت، حيث وفد إليها كل باحث عن الأمن والعيش الكريم والحرية، مضيفا انهم أوجدوا مجتمع خصاله التعايش والحب والإبداع والكرامة وعناوينه العريضة هي التواصل والتراحم والتكافل والقبول بالآخر في إطار مجتمع تقوم دعاماته على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
ولفت إلى أن الكويت خرجت منذ تكوينها الأول ومنذ حوالي ثلاثة قرون وهي تتجمل بتلك القيم النبيلة التي تألقت بحلة الديموقراطية وأثمرت في زمان ومكان لا نبت فيه ولا ماء، حيث إن الكويتيين غرسوا نباتات التسامح ومعانيها السامية حيث تدور حولهم كل أشكال التعصب والنزاعات والنزوات العصبية والدكتاتورية فكان ذلك إبداعا يزهو بتكوين كويتي أصيل ترتسم ملامحه الجميلة على محيا عروس الخليج.
وأشار إلى أن تلك الزروع شكلت أشجار خير تمتد أغصانها بين الحاكم والمحكوم في علاقات من الود والاحترام والتواضع والعفو والصفح والرغبة الحقيقية في ري شجرتهم الكويت، تلك النبتة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها الذي حفظها ورعاها من تقلبات الزمان وتحديات المكان.
من جانبه، أشار مدير إدارة الخدمات الاستشارية في مكتب الإنماء الاجتماعي بدر العرادة الى أن سمو الأمير قد أكد في النطق السامي على «ان أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا، وأفضل استثماراتنا في تنمية قدراتهم ومهاراتهم فهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها» وأضاف ان من صور هذا الاستثمار في الذات الكويتية هي العناية والرعاية بالمواطن الكويتي عبر إنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي في عام ١٩٩٢ في غمرة التحويلات الإنسانية الجديدة وفي نسق التغيرات الاجتماعية العاصفة التي سايرت تاريخ الكويت الحديث.
وقال ان العاملين بمكتب الإنماء الاجتماعي يدركون أن اعظم مهمة إنسانية هي بناء أفراد يتمتعون بصحة نفسية وينهضون بمهمة التنمية في قطاعات الدولة والوصول بالفرد والمجتمع للشعور بالسعادة والتسامح لتحقيق حياة أفضل تساعدهم على فهم حاضرهم ومستقبلهم بدقة وحكمة ومسؤولية من خلال تقديم استراتيجيات فعالة متوافقة مع احتياجات المجتمع الكويتي التي تتضمن الاكتشاف والإرشاد وإعادة التأهيل وتهدف الى تقديم المساعدة المتكاملة للفرد والأسرة والمجتمع وفهم وتحليل استعداداته وقدراته وتوجيه ذاته ببصيرة وذكاء لحل مشكلاته النفسية والاجتماعية والتربوية، ليكون قادرا على تحقيق ذاته ليشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين، من خلال تقديم خدمة الإرشاد النفسي القائم على ممارسة العمليات الوظيفية الأساسية، وتدعيم مهارات التقبل والتسامح والتواصل وإدارة الحوار الأسري ولتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الذات الإنسانية.
وأشار الى انه تأسيسا على الأهمية المتنامية لمنظومة القيم من خلال دمج الفرد في ثقافة المجتمع ودمج ثقافة المجتمع في أعماق الفرد تشكل منطلقا أساسيا في بناء الشخصية السوية المتوازنة والبيئة الآمنة المطمئنة، وأضاف ان العلاقة الإيجابية المتسامحة تولد مشاعر الثقة بالنفس والتقبل وتزيد من فاعلية بناء جسور التواصل الاجتماعي.
وأوضح ان قيم التسامح وروح المساعدة تشكلان أساسا للتعاون المشترك بين العاملين بمكتب الإنماء الاجتماعي وضيوفهم باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من إطاره المرجعي لتحقيق أهداف ورسالة المكتب وفقا لما ينص عليه المرسوم الأميري.
وبين ان اختيار الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية للكويت وسمو الأمير كقائد للعمل الإنساني يعكس مدى تقدير المجتمع الدولي لجهود الكويت وسموه، المحبة للسلام والتضامن والتعايش السلمي وإشاعة السلام والاستقرار في العالم، وأضاف ان هذا النقد هو ترجمة للمعاني والغايات السامية التي تقوم بها حكومة الكويت لنشر السلام والتسامح.
وقال إن أهداف مكتب الإنماء الاجتماعي تلتقي بأهداف اليوم العالمي للتسامح بأنهما يسعيان لتحقيق سعادة الفرد وللأسرة والمجتمع وترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة الهادفة الى نبذ العنف والكراهية والتعصب.
وأكد راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت القس عمانويل غريب على أهمية التسامح الذي تدعو اليها كل الطوائف والأديان، مشيرا الى أنه من اهم صفات وسمات الشعب الكويتي. ودعا الى التمسك بهذه الصفات التي تنهض بها الشعوب والأمم.
وفي كلمته شدد إمام مسجد الوزان مصطفى الزلزلة على أهمية ترسيخ مفاهيم التسامح واللين ونبدأ بتطبيقها من المجتمع الصغير داخل الأسرة الواحدة والتوسع بها الى النطاق الأوسع المحيط بنا. وقال ان الأحداث السياسية الحاصلة في العالم تجعل النظرة للعرب والمسلمين خاصة نظرة إقصائية وأنهم يمثلون الإرهاب والتكفير والعنف.
وعليه يجب على الشباب أن يغيروا هذه النظرة من خلال حرصهم على ترسيخ قيم ومفاهيم التسامح والنهوض بهذه المبادئ لنبذ التطرف والفكر التكفيري الذي يتهم به العرب، مشيرا الى أن هذه المبادئ لا تحتاج الى يوم عالمي للتسامح بل هي أسس تربى عليها أبناؤنا وتحثنا القيادة الحكيمة على تطبيقها والحفاظ عليها.
من ناحيتها، شددت رئيسة جمعية حماية الطفل د.سهام الفريح على أهمية تطبيق مبادئ الحرية والديموقراطية في حياة الشعوب والتي لا يمكن ان تختل او تزول مهما مر بها من عثرات، مؤكدة ان الكويتيين يخرجون دائما من كل عثرة اكثر صلابة وتماسكا، مشيرة الى ان اكثر الكويتيين صلابة هو سمو الأمير الذي استحق لقب قائد الإنسانية والشخصية الأكثر تأثيرا عربيا لعام ٢٠١٤ الأمر الذي يأتي متوافقا مع دوره الكبير في تعزيز قيم التسامح.
ودعت الى ضرورة تعزيز قيم العدالة والمساواة والتسامح الديني والسياسي والاجتماعي وترسيخه كسلوك لدى الفرد والجماعة.
وأضافت ان الموروث العربي الإسلامي القديم يحمل الكثير من هذه القيم والمفاهيم ما ولد رجال حكمة وسياسة وفكر ودين استطاعوا ان ينشئوا ثقافة ذات قدرة عالية على التحاور مع الثقافات الاخرى.