- التعليم والصحة والإغاثة والعمل الخيري أبرز أهداف المؤسسة وأعمالنا الإنسانية وصلت لنحو 133 دولة
- نستعين بسفاراتنا في الخارج لمتابعة برامجنا ومشاريعنا حول العالم
- قيادات منطقة الخليج تنطلق من مبادئ سامية والكويت ساهمت في دعم مساعي العمل الخيري على كل الأصعدة
عبدالله صاهود
شدد مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية أحمد الظاهري على أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «يعد من أرفع المعالم الإنسانية، وذلك بشهادة العالم بأسره، وان سموه رجل للإنسانية لأنه قدم للبشرية بأسرها كل ما من شأنه أن يرفع عن كاهلها معاناة الحياة لتحقيق العزة والحياة الكريمة».
وأضاف في حوار خاص مع «الأنباء»: إننا في الإمارات نجل ونقدر بكل احترام وإجلال هذا الدور لسموه، داعيا سائر «دول مجلس التعاون للتكاتف والتعاون والتآزر والتنسيق في ظل هذه القيادات الرشيدة باعتبارها نموذجا مخلصا لكل يد ممدودة للأعمال الخيرية والإنسانية».
وكشف عن «مشاركة مؤسسة زايد للأعمال الخيرية مع الهيئات الكويتية العاملة في هذا المجال من خلال البحث والدراسة وعقد الندوات والورش، وتبادل المعلومات والخبرات، وذلك من أجل رفع كفاءة العمل الخيري».
وفي حين لفت إلى أن «مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) كان مخلصا للمبادئ الإنسانية وشديد الالتحام مع شعبه، وزاهدا بالثروة من أجل استخدامها في بناء حضارة، وتشييد دولة تقوم على العلم وتتطلع إلى المستقبل»، بين أن من أولويات عملهم في المؤسسة التعليم والصحة «لأن العقل والجسم عاملان أساسيان في التنمية والعمل في مراحل بناء الشعوب»، موضحا ان «المؤسسة إلى جانب عملها الإنساني والاجتماعي داخل الإمارات وصلت مساهماتها إلى نحو 133 دولة حول العالم لتكون رائدة وطنيا ونموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا».
وفيما يلي نص الحوار:
سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، كيف يتجلى فضله برفع العمل الخيري إلى أسمى المراتب، لاسيما تأسيس مؤسسة زايد للأعمال الخيرية؟
تتجلى عظمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) مؤسس الدولة في انه كان مخلصا للمبادئ الإنسانية وعمق محبته إلى قومه ومجتمعه، وعظيم الانتماء إلى أرضه، وشديد الالتحام مع شعبه، وكان زاهدا بالثروة من أجل استخدامها في بناء حضارة، وتشييد دولة تقوم على العلم وتتطلع إلى المستقبل.
ويتضح ذلك حتى منذ نشأته وإبان حكمه للمنطقة الشرقية في العين فقد كان شديد التعلق بأقرانه وأهله وهو الذي يتمتع بأخلاق الفرسان وآدابهم من شجاعة وحكمة وبعد نظر، وشهامة وكرم ولذلك كان صاحب المبادرات في شتى المرافق، فبنى المدارس وأحضر المدرسين، ثم المعاهد والجامعات، والمستشفيات، لقد أخلص في قيادته فأخلص الشعب بمحبته، وجرى الخير على يديه.
كيف تطورت المؤسسة وارتقى دورها ليكتسب بعدا عالميا؟
رحم الله الشيخ زايد، كان سحابة أينما حلت أينعت وكانت أياديه البيضاء ممدودة إلى كل فرد أو مجتمع أو دولة أو منطقة تحتاج إلى المساعدة، لذلك طار صيته عبر القارات وحلقت حوله القلوب فكان يقدم ما يمكن إلى كل طارئ في داخل الدولة وخارجها.
وما إن أسس دولة الاتحاد، وانطلقت الإمارات في مواكبة الحضارة على كل المستويات حتى كان المحور الإنساني له الدور الكبير في سجل أعمال الشيخ زايد، وسرعان ما أسس لهذا الجانب مؤسسة تعمل باسمه وضع على رأسها آنذاك ولي العهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله، وهكذا انطلقت بقيادته وواصل العمل على نهج القائد المؤسس الذي وضع له نظاما هادفا لتحقيق الأثر البناء في تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية التي تساهم في دفع مسيرة التطور، فكم من مدرسة أو كلية أو جامعة تحمل اسمه وكذلك المستشفيات، وهكذا في سائر مجالات الخدمات الإنسانية عموما، وضمن هذه المسيرة تابعت المؤسسة عملها مواكبة للتطور الهائل الذي تشهده الدولة بفضل القيادة الرشيدة ووضعت لنفسها الخطط والاستراتيجيات المتعاقبة التي تناسب عملها آخذة بأهداب أفضل الممارسات العلمية والإدارية.
هل لنا ان نعرف عدد الدول التي ساهمت مؤسستكم بالعمل الخيري فيها؟
باتت خريطتها الإنسانية اليوم تشمل حوالي 133 دولة في العالم، مما ساهم في انتشار العمل الإنساني الدولي، فكانت المؤسسة رائدة على المستوى الوطني وكذلك كانت نموذجا على المستوى الإقليمي والدولي مما حقق لها العديد من شهادات التقدير من رؤساء وشخصيات عالمية، ورفع مكانتها في المحافل والمنظمات الدولية المتخصصة بالجانب الإنساني مثل منظمة التعاون الإنساني واليونيسكو، والأسسكوا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف وغيرها.
ما أهم محاور عمل المؤسسة والقيم التي تستند إليها؟
عند تأسيس المؤسسة عام 1992 حدد نظامها الأساسي من خلال الأهداف الرئيسية لمجالات عملها في أطر 5 وهي: التعليم والصحة والإغاثة والعمل الخيري وجوائز لتشجيع العلم والعلماء والبحث العلمي.
ولعل هذه المحاور الخمسة هي اهم عناوين العمل لجميع مجالات الأعمال الإنسانية، وهي كذلك العوامل الرئيسية لكل نهضة تنموية، وهي اهم الحاجات الاجتماعية التي يحتاج إليها أي مجتمع للخروج من ازمته الاقتصادية، أو من آفات الفقر والجوع والمرض، والتخلف والجهل.
ما أهم مشاريع المؤسسة في العام الحالي؟
عمل المؤسسة متواصل لا يتوقف عند عام دون تواصله مع آفاق مستقبلية، وسجل مشاريع المؤسسة حافل في سائر أصقاع الأرض، لقد تجاوزنا القارات الـ 6، وهانحن في طريقنا إلى القارة السابعة للمساهمة في دعم البحوث العلمية في الجيولوجيا، وتفسير المناخ، حرصا على الاستدامة، وعلى مواصلة المحافظة على أمن البيئة للحياة البشرية.
أما أهم المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها لتسليمها للمستفيدين منها، على المستوى المحلي، فهناك دعم لمجالات البحث العلمي والتعليم من خلال دعم الطلبة في الجامعات لمواصلة تحصيلهم الجامعي، وكذلك في الجانب الصحي، ولعل أكبر برنامج تقدمه المؤسسة في العمل الخيري على المستوى الوطني هو برنامج زايد للحج والذي استفاد منه حتى الآن اكثر من 10 آلاف حاج من داخل الدولة وخارجها.
وعلى المستوى الخارجي فالمؤسسة في طور تسليم مستشفى زايد للأمومة والطفولة في كابول وقرية الشيخ زايد في منغوليا. أما من الجانب العلمي فلعل ترجمة وتطوير والنشر الإلكتروني لبعض إصدارات المؤسسة وخاصة معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، ومعجم زايد وهما من اكبر المشاريع الحضارية في هذا العصر.
من الفئات المستفيدة من برامج المؤسسة الخيرية ومساعداتها؟
تتوجه المؤسسة في تقديم مساعداتها الخيرية والإنسانية إلى 3 فئات: أولا العمل الخيري للأفراد من خلال تقديم البرامج المتعددة في التعليم والصحة، والشؤون الاجتماعية وبرنامج زايد للحج وإفطار الصائم، ودعم الأيتام وغير ذلك.
ثانيا على المستوى الاجتماعي دعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في نطاق ميداني لتقديم المساعدات خاصة في الدولة وسائر مناطقها وكل إماراتها.
ثالثا في الخارج على المستوى الدولي، وتحت راية وزارة التنمية والمساعدات الخارجية وبالتنسيق مع سائر المؤسسات الإنسانية داخل الدولة وخارجها، وعن طريق سفارات الدولة في الخارج، ولعل مساهماتنا في المشاريع الخارجية تأتي في مجال التنمية الإنسانية عموما لتخفيف الأعباء عن الدول الأقل نموا، والأكثر حاجة، والأشد حرمانا.
وكذلك تقديم الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية ونكبات وويلات الحروب وغيرها.
هناك مشاريع خيرية مع سفارات الدول في الخارج، وبالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية والجمعيات الخيرية المحلية، هل لكم الحديث عنها؟
ليس للمؤسسة مكاتب خارجية، وإنما تتابع عملها من مقرها الرئيسي لذلك فهي تستعين بسفارات الدولة في الخارج، لمتابعة برامجها ومشاريعها خارج الدولة، والإشراف عليها من أجل الاطمئنان على سلامة العمل، وكذلك لضرورة وصول المساعدة لمستحقيها على اعتبار ان أهل مكة أدرى بشعابها، فالسفارات هي عيون المؤسسة في كل دولة، وهي التي تمدها بالتقارير الوافية عن كل مشروع أو تنفيذ أي برنامج.
وكذلك هناك تعاون مع المنظمات الدولية المشهورة ببرامجها الإنمائية وخاصة الأنروا التي أقامت المؤسسة معها العديد من المشاريع في فلسطين المحتلة.
هناك أهداف خاصة بالمؤسسة هل يمكن الحديث عنها؟
كما ذكرت فإن النظام الأساسي والخطة الاستراتيجية حددت الأهداف الرئيسية للمؤسسة، وهي أهم عوامل التنمية والتقدم في قهر الحاجة والتخلف وعلى رأسها التعليم والصحة، وهذه أولى أهدافنا في المساعدات لأننا نؤمن أن طريق العلم يحقق البيئة الاقتصادية لتحقيق الحياة الكريمة، وكذلك فإن الاهتمام بالصحة يتيح للفرد والمجتمع تقديم أفضل الخدمات والأعمال فالعقل والجسم عاملان أساسيان في التنمية والعمل في مراحل البناء للشعوب والمجتمعات والدول.
كيف تقيم تفاعل الشعب الخليجي مع الأعمال الخيرية؟ والكويت بالتحديد؟
لله الحمد فإن قيادات شعوب منطقة الخليج تنطلق من مبادئ سامية واحدة تنبع من إيمانها بسماحة الإسلام، ومن أهمية دورها في تقديم العون الإنساني لسائر الأمم والشعوب، وان الكويت الشقيقة كانت سباقة في القيام بهذا الدور الإنساني رفيع المستوى، وقد ساهمت أميرا وحكومة وشعبا ولا تزال تساهم في دعم مساعي العمل الخيري الإنساني على كل صعيد وفي شتى بقاع المعمورة.
وقد تشرفنا بالمشاركة مع الهيئات الكويتية العاملة في هذا المجال في البحث والدراسة والندوات والورش من أجل رفع كفاءة العمل الخيري، وتبادلنا المعلومات والخبرات ولا نزال على تواصل إيجابي لتحقيق الأهداف النبيلة المرجوة.
لديكم مساهمات وأنشطة في المجال الخيري داخل وخارج الإمارات، هل يمكن الحديث عنها، وكيف شاهدت تجربة الكويت في هذا المجال الخيري؟
برامج أنشطة ومشاريع المؤسسة في المجال الخيري سواء داخل الدولة او خارجها سجل حافل من الإنجازات صدر عنها كتيبات، وهي مدونة على الموقع الإلكتروني للمؤسسة في سائر المجالات الإنسانية والخيرية. أما عن تجربة الكويت الشقيقة فهي أيضا الدولة الرائدة، والمبادرة دائما في مد يد المساعدة للدول المحتاجة والمتضررة في شتى الظروف.
إننا في الإمارات عموما وفي المؤسسة خصوصا لا نختلف كثيرا في مساعداتنا، ولدولة الكويت بصمة كبيرة في المشاريع العملاقة خاصة في القارة السمراء في أفريقيا، حيث قدمت الكثير في مختلف المناطق في أيام الجفاف والنكبات، مما جعلنا نواكب ذلك ببرنامج ينابيع زايد للخير في حفر الآبار في 10 دول أفريقية، ونحن دائما جنبا إلى جنب مع الكويت في المساعدات والمشاركات الإنسانية، لنعمل بقول الشيخ زايد رحمه الله بأن «الثروة التي وهبنا الله إياها هي لخدمة شعوبنا وإخواننا في الإنسانية».
عند اختيار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني العام الماضي من قبل الأمم المتحدة كيف شاهدتم التكريم الأممي للكويت؟
لا شك ان تكريم أي قائد خليجي واختياره قائدا للعمل الإنساني هو مصدر اعتزاز وفخر وكرامة لأي إنسان يعيش على هذه الأرض الكريمة المباركة من خليجي ومقيم.
وان اختيار صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لهو تكريم لنا نحن العاملين في الميدان الإنساني في دول الخليج، وما هذا التكريم إلا شهادة صادقة لأياديه البيضاء التي رصعت العالم باسره بأعماله الإنسانية المشرفة، وليس من باب الرفعة والتفاخر، وإنما من باب الرحمة والإخاء الإنساني، والإيمان العميق بالمبادئ العربية والإسلامية الأصيلة التي تحاكي تاريخنا المشرق في بناء الحضارة والحفاظ على كرامة الإنسان ونجدة الملهوف، هذه الأعراف التي تربينا عليها، ونهلنا من معينها سلامة القلب وسماحة اليد، فكانت النعم التي سخرها الله لنا لأهلنا ولأصدقائنا في العالم.
لقد سجل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أرفع المعالم الإنسانية ليشهد له العالم بأسره بأنه رجل الإنسانية لأنه قدم ويقدم للبشرية بأسرها كل ما من شأنه أن يرفع عن كواهل الأمم والشعوب معاناة الحياة لتحقيق الكرامة والعزة والحياة السعيدة.
إننا في الإمارات نجل ونقدر بكل احترام وإجلال هذا الدور لسموه، وندعو أنفسنا وهيئاتنا في سائر دول مجلس التعاون للتكاتف والتعاون والتآزر والتنسيق في ظل هذه القيادات الرشيدة باعتبارها نموذجا مخلصا لكل يد ممدودة للأعمال الخيرية والإنسانية.