أرجوك.. لا تحدثني عن الزوجة المثالية فقط!
يا أخي..
والله لقد اوجعتم رؤوسنا حديثاً عن مساوئ الزوجات، وكيف ان الزوجة هي التي تبدأ بالمشاكل وتهدم بيتها بنفسها، وان على الزوجة ان تفعل كذا وكذا، حتى يكون الزواج سعيداً وناجحاً وكأن المرأة هي المسؤولة الوحيدة وانتم ابدا لا تتحدثون عن الرجل وواجباته تجاه زوجته وبيته!
ارجوك لا تحدثني عن الزوجة الفاشلة.
حدثني وحدثنا عن مواصفات الزوج كما يجب ان يكون في الطبيعة والانسانية والشرع.
هذا هو الحديث المطلوب.
٭ ولو أنني سيدتي لا اعرف سبب غضبك، الا ان الشرع في الدين الاسلامي قد حدد معالم ومواصفات الزوج المثالي كما ينبغي ان يكون.
عن معاوية بن حيدة قال: «قلت يا رسول الله ما حق زوجة احدنا عليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ان يطعمها اذا طعم، ويكسوها اذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت».
هكذا تكون حقوق الزوجة على زوجها المسلم، فاذا قصر في هذه الحقوق فهو آثم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثما ان يضيع من يقوت» وفي رواية أخرى «كفى المرء إثما ان يحبس عمن يقوت قوته».
وهذا حق واحق من ان يتصرف الرجل وهو لا يكفي زوجته وعياله.
ويروي وهب بن جابر ان رجلا اتى عبدالله بن عمرو بن العاص وقال له: اني اريد ان اقيم هذا الشهر ها هنا عند بيت المقدس.
فسأله عبدالله: أتركت لأهلك ما يقوتهم؟
قال الرجل: لا.
قال فمن لهم بعد الله: فارجع فاترك لهم ما يقوتهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: «انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك».
هذا حق الزوجة على زوجها سيدتي، بشرط ألا تمنع نفسها عنه دون عذر مقبول كالحيض والصوم الواجب والاحرام.
وفي «تحفة العروس» وصف شامل للزوج المثالي.
الذي هو اولا يحب زوجته على ان تبادله زوجته هذا الحب وتحاول إسعاده وتضحي من أجله وتشجعه على عمله ولا تكدر مزاجه ولا تخرجه من داره وهو مكتئب أو حزين.
وفي الكتاب نفسه يقول: ان على الزوج ان يتحمل أخطاء زوجته ويصبر على هفواتها، ما دامت لا تخالف شرع الله.
ولا يكون سريع الانفعال عليها وان يحكي معها بسعة الصدر وحسن الخلق.
فقد اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا.
فإنما هن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا».
والعوان جمع عانية اي اسيرة.
فالزوجة في بيت زوجها اسيرة ليس له منها سوى الاستمتاع وان تحفظه في نفسها وماله، وايضا ان تتحلى بالاخلاق الطيبة.
والزوج المثالي سيدتي يجب ان يكون وفيا لزوجته يذكرها بالخير في حياتها وبعد مماتها وان يحسن معاملة اقاربها.
هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حفظ زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وظل يكثر من الثناء عليها وعلى ايامه معها حتى بعدما ماتت، حتى شعرت السيدة عائشةرضي الله عنها بالغيرة.
وعندما قالت له في لحظة من اللحظات على السيدة خديجة: وهل كانت إلا عجوزا أبدلك الله خيرا منها، أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم قول عائشة وأخذ يذكر لها شمائل السيدة خديجة رضي الله عنها.
حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة.
وكانت السيدة عائشة تغار من نساء النبي لكنها كانت تغار من السيدة خديجة اكثر.
وفي «تحفة العروس» أيضا يتصف الزوج المثالي بحسن معاشرة زوجته والسعي في إعفافها وان يتوخى اوقات حاجة زوجته اليه وهو أمر واجب عليه وحق لها.
وفي كتاب تحفة العروس ان الرجل يخسر كثيرا عندما تبدأ المرأة في البكاء.
والدموع تعتبر المخرج العاطفي القوي الذي يجسد أكثر اسلحة المرأة فعالية، فهي تجلب عاطفة الرجل اليها.
وعندما تنسكب دموع المرأة بدلال، يسألها عن سبب بكائها رغم ان المرأة تبكي لأسباب كثيرة ربما يكون بعضها تافها، لكن يجب على الزوج ان يظهر لها اهتمامه.
ورغم ان بعض النساء يستخدمن الدموع كسلاح للضغط على الرجال او لتحقيق بعض مطالبهن فإن علماء النفس ينصحون الزوج بسرعة الابتسام فلا يوقف هذا النوع من الدموع سوى الابتسام.
ومن صفات الزوج المثالي انه يشتاق على الدوام الى رؤية شريكة حياته وان يعمل على رؤيتها والتحدث معها عن همومه واحزانه.
قال الحكيم أكثم بن صيفي: لقاء الاحبة مسلاة للهم.
كما انه يجب على الزوج ان يكون منصفا يرى ان لزوجته من الحقوق مثلما يرى لنفسه ويكره لزوجته ما يكره لنفسه.
ومن ناحية اخرى ينبغي على الزواج ان يصبر اذا ما وجد من زوجته بعض الجفاء المفاجئ وان يعاتبها بدلا من ان يثور عليها.
قال ابو الدرداء معاتبة الأخ خير من فقده، ومن لك باخيك كله، ومن باب اولى يعاتب الزوج زوجته افضل من ان يطلقها، فاذا اساءت الزوجة فعليه ان يعاتبها فإن رجعت وأطاعته فعلى الزوج أن ينسى زلة لسان زوجته وان يقبل اعتذارها.
وهناك صفات اخرى وطباع يجب أن يتحلى بها الزوج المثالي، فعليه مثلا ان يلقى زوجته بالابتسام والوجه الصافي الطلق والكلام اللين وكذلك عند وداعها والزوج المثالي يغير على زوجته ولكن الغيرة المحمودة وليست المذمومة فلا يسيء الظن بها ولا يعد عليها كلماتها ولا يفتش عن عيوبها ولا يتجسس عليها.
وأرجو سيدتي ان تجدي في هذا ما يرضيك.
نحن لسنا في صف الرجل فقط.
نحن مع الرجل والمرأة والبيت.
زوجة غاضبة
مشكلة.. محرجة!
أنا في غاية الاحراج..
طفلتي في السادسة من عمرها، لكن جسمها ما شاء الله اكبر من سنها، لكن المشكلة انها تعاني من التبول اللا ارادي خلال النوم، واخشى ان تستمر على هذا الحال، والله تكون هذه مصيبة لو استمر حالها هكذا وكبرت واصبحت عروسة.
ارجو يا سيدتي الا تبالغي كثيرا في هذه المشكلة، فأغلب الاطفال يتبولون ليلا على الفراش في هذه السن الصغيرة، يقول د.محمد حمزة ان احدث الدراسات اكدت ان التبول الليلي يمكن ان يكون وراثيا، ويمكن ان يحدث بسبب متاعب نفسية، والطبيب يستطيع ان يحدد السبب بالتحديد، كما يمكن ايضا ان يضيف الوسيلة التي تزيد من سعة مثانة الطفل وتدريبه على الاستيقاظ قبل التبول مباشرة.
وينصح بعض الاطباء باستعمال ادوية تزيد من استرخاء المثانة البولية، او تناول الاطعمة التي تحتوي على الاملاح قبل النوم، وبذلك تقلل من افراز البول او تدريب الطفل على استبقاء البول لفترات متزايدة بالتدريج.
لكن الاهم التوقف عن توبيخ الطفل او عقابه لأن ذلك سيزيد المشكلة ولن يحلها ابدا.
كيف يهجرني زوجي؟!
أشكو اليك اخي.. من زوجي!
هو انسان طيب، ولا يمكنني الادعاء بأن به عيوبا كبيرة، لكن فيه خصلة غريبة، لانني اذا اغضبته او حدث بيننا اي سوء تفاهم يخاصمني ويترك البيت ويذهب الى بيت اهله هاربا من المواجهة ربما، او حتى لا تزداد المشكلة بيننا جائز، ويتجاهلني تماما. وقد يستمر على هذا الحال اياما، غير عابئ بوحدتي واحتياجي الى زوجي ورجلي.
هل هذا من حق زوجي في شرع الله؟
قبل ان نتعرض لمسألة ان كان ذلك من حق زوجك أو ليس من حقه، ألم تسألي نفسك سيدتي وكيف ولماذا كنت البادئة بالخطأ ولهذا كان رد فعل زوجك، كان عليك ما دمت البادئة بالخطأ ان تبادري بالاعتذار، والاعتراف بالخطأ، واعلان النية عن عدم تكراره.
ومن ناحية اخرى، فإن الشرع يقول ان من حقوق المرأة المسلمة على زوجها عدم هجرانها في غير البيت، وانه لا يحق للزوج بدعوى هجر زوجته ان يتركها ويغادر بيت الزوجية قال سبحانه وتعالى: (فعظوهن واهجروهن في المضاجع) أي ان هجران الزوجة يكون في المضجع وليس بترك بيت الزوجية حتى يؤبها، وقد اختلف هل التأويل في هذه القضية، وقال بعضهم: معنى ذلك فعظوهن في نشوزهن عليكم ايها الازواج، فإن ظللن على موقفهن فاهجروهن بترك جماعهن، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير «اما تخافون نشوزهن» ان على الزوج ان يعظ زوجته، فإن لم تقبل فليهجرها في المضجع.
يقول: يرتد عنها ويوليها ظهره، ويطأها ولا يكلمها، وقال آخرون: بل معنى ذلك هجران كلامها وترك مضاجعتها، وقال ابن عباس: لا تترك الزوجة في الكلام، ولكن الهجران في المضجع، وقال في رواية اخرى: يعظها فإن هي قبلت والا هجرها في المضجع ولا يكلمها من غير ان يذر نكاحها وذلك عليها شديد.
ويروى عن سفيان الثوري انه قال: رحمة الله في مجامعتها، ولكن يقول لها تعالي وافعلي كلاما فيه غلظة، فإن فعلت ذلك فلا يكلفها ان تحبه، فإن قلبها ليس في يديها، وقال القرطبي الهجر في المضاجع هو ان يضاجعها ويوليها ظهره ولا يجامعها.
وروى عن انس بن مالك، ان صفية- رضي الله عنها- كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها فتأخرت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها فأبت الا بكاء، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها، فقدمت، فأتت عائشة فقالت: يومي هذا لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ان انت ارضيته عني، فعمدت عائشة الى خمارها، وكانت صبغته بورس وزعفران، فنضحته بشيء من ماء ثم جاءت حتى قعدت عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: مالك؟
قالت: ذلك فضل يؤتيه من يشاء.
فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث، فرضي عن صفية وانطلق الى زينب.
فقال لها: ان صفية قد اعيا بها بعيرها، فما عليك ان تعطيها بعيرك.
فقالت زينب: اتعمد الى بعيري، فتعطه اليهودية؟
فهاجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشهر، فلم يقرب بيتها، وعطلت زينب نفسها، وعطلت بيتها، وعمدت الى السرير فأسندته الى مؤخر البيت، وأيست ان يأتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هي ذات يوم اذا بوجس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل البيت فوضع السرير موضعه.
فقالت زينب: يا رسول الله جاريتي فلانة قد طهرت من حيضها اليوم هي لك، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها.
س.ع
مشكلتي ليست زوجي.. إنما أخي!
سيدي.. أنا في مشكلة كبيرة، ليست مع زوجي فقد رحمه الله واستراح، إنما مشكلتي في أخي الذي يكبرني بـ 3 سنوات.
وقد كان اخي إنسانا عاديا، لا يختلف عن كثير من الشباب في عمره، وبعد ان أنهى تعليمه في الخارج تزوج من امرأة أجنبية، وعاد الى الوطن ليبدأ تجارته والعمل الحر.
وفي البداية حقق نجاحا كبيرا، وجنى من الأموال كثيرا.
لكن أخي المسكين كان من البداية يعاني من عيب الإسراف الشديد.
فقد كان يبعثر أمواله دون تفكير، وكان يحب السفر كثيرا الى بلاد العالم، وبالطبع كان يصطحب زوجته الأجنبية، التي كان ينفق عليها بما يشبه السفه، حتى انه في احد أعياد ميلادها اشترى لها يختا كبيرا، هذا غير المجوهرات والحسابات في البنوك، ورغم نصائحي المستمرة له وتحذيراتي الكثيرة، الا انه كان يضرب بكل هذا عرض الحائط، وكان لابد ان يدفع الثمن!
فما ان بدأت أموال أخي تتبخر نتيجة طبيعية لإسرافه الشديد حتى بدأت معاملة زوجته الأجنبية تتغير معه، وأخذت الخلافات تدب وتتزايد بينهما، وانتهى الأمر بإصرارها على الطلاق، ورحلت الى الأبد الى بلدها، وأخذت معها طفلهما الوحيد.
وفشلت كل المحاولات للإصلاح بينهما، وبات واضحا انها لن تعود اليه ابدا، وكانت تجارة اخي وأعماله قد انتهت ولم يعد له سوى دخل بسيط يكفي طعامه، وكان من الطبيعي ألا أتخلى عن أخي، وأصررت على ان يعيش معي ومع زوجي واولادي في بيته.
وفي اليوم الاول انزوى اخي وانقطع عن معاملة الناس او الحديث مع أحد، لكنه بدأ يعاني من أعراض غريبة، فقد بدأ يتحدث الى نفسه بالساعات، ثم أخذ حديثه يبدو غريبا غير مترابط، وكأنه يهلوس، وبدأ يروي قصصا غريبة عن عصابات المافيا، ويتهمها بأنها السبب في خراب بيته وتجارته.
ورغم انني كنت أشجعه على الاستمرار على الخروج من عزلته والعودة الى الناس والجلوس مع أصحابه، الا ان ذلك لم يساعده كثيرا، وازدادت حالته سوءا، وأخذ أصحابه في الابتعاد عنه والسخرية منه، وانتهى الأمر به الى الأسوأ، فقد أصبح يسبب المشاكل مع الغرباء والذين لا يعرفهم ولا يعرفونه ولا يعذرونه، وفي كل مرة يخرج فيها من البيت لابد ان يعود بمشكلة او فضيحة!
ولقد تعبت والله...
ولم تعد أعصابي تتحمل كل ذلك، انني أشعر بأنني أمه رغم انه اكبر مني سنا، لكن مشاكله أصبحت فوق طاقتي واحتمالي.
بالله عليك.. ماذا أفعل؟
في البداية، أقول لك سيدتي الفاضلة ان قلبي معك في مشكلتك وهي ليست بسيطة، لكن نصيحتي الوحيدة ان تلجأي إلى الطب النفسي، فهو القادر على مساعدة أخيك والخروج به من هذه المشكلة، وقبل ان تقولي سيدتي انك لا تريدين ان يعرف الناس ان اخاك يعالج نفسيا اقول لك ان الإنسان اذا شعر بألم في اسنانه يلجأ الى طبيب الاسنان، واذا شكا علة في قلبه فليس سوى طبيب القلب معالجا، والعلاج النفسي ليس اقل من اي علاج، ونفس الإنسان تمرض كما يمرض اي عضو في جسده، والسكوت عن العلاج لن يؤدي الا لاستفحال المشكلة وزيادتها.
ونحن في مجتمعاتنا العربية نعتقد بالخطأ ان الذهاب الى الطبيب النفسي يعني بالضرورة ان المريض مجنون وهي الكلمة التي يلفظها مجتمعنا، لكن لنواجه الواقع، نحن بحاجة الى الطبيب النفسي كما نحن بحاجة الى اي طبيب آخر.
وأرجوك سيدتي..
الجأي دون تردد او خوف الى الطب النفسي ليعالج مشكلة اخيك، ودون خوف من كلام الناس.
والله معه..
ومعك.
المعذبة «ن»
«البيوت أسرار».. ولا يحق لأحد أن يدخل بيتا دون استئذان لكن إذا فتح البيت بابه وقلبه لأخيه الإنسان فقد يجد في ذلك راحة وتفهما
للتواصل
[email protected]
إعداد: محمود صلاح