«لا تخافوا ولا تحزنوا نحن الى جانبكم دائما وأبدا وسنلبي النداء في كل وقت».. بهذه الكلمات جسد معرض فوتوغرافي مقام حاليا ضمن مشاورات السلام اليمنية، دور الكويت في اغاثة الأشقاء باليمن تلبية للنداءات بوصفها «مركزا للعمل الانساني» وبوصف صاحب السمو الأمير «قائدا للعمل الإنساني».
وتضمن المعرض الفوتوغرافي المقام في مسرح حمد يوسف الرومي بوزارة الإعلام مجموعة من الصور التي تسلط الضوء على المبادرات الانسانية التي قدمتها الكويت خلال السنوات الماضية للشعب اليمني الشقيق لتقف شاهدا على ابرز محطات الدعم الميداني الذي تقدمه لأشقائها اليمنيين دون اي تمييز لمساعدتهم على تجاوز الأوضاع الانسانية الناجمة عن الأزمة اليمنية.
ويقف اليمنيون الذين يزورون الكويت لحضور وتغطية مشاورات السلام اليمنية امام هذه الصور التي تستعرض في الوقت ذاته معاناة اليمنيين والكارثة الإنسانية التي حلت ببلدهم وضرورة السعي الى حل سياسي ينهي هذه الأزمة.
وعبر عدد من الإعلاميين اليمنيين في لقاءات مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن عظيم امتنانهم وعرفناهم للجهود الإنسانية التي تبذلها الكويت قيادة وحكومة وشعبا من أجل رفع المعاناة عن ابناء الشعب اليمني.
واكدوا ان للكويت تاريخا ناصعا في مد يد العون للمتضررين في اكثر المناطق سخونة بالعالم بهدف مساعدتهم على تجاوز ظروف المحن واعادة الحياة الى طبيعتها وذلك بفضل جهودها الإنسانية التي دائما ما تتعزز في مبادرات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد.
وفي هذا الصدد قال الإعلامي اليمني أسامة حسن ان اليمن تعرض لنكبات في عام 2015 أدت الى نزوح اكثر من مليوني شخص ما دفع منظمات الإغاثة الدولية والإسلامية والعربية لاسيما الكويتية الى الإسراع في توفير جميع الاحتياجات الضرورية التي هم بأمسّ الحاجة اليها.
واضاف ان الكويت استطاعت من خلال مؤسساتها الاغاثية الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها طرفا الصراع في اليمن لتقديم المساعدات العاجلة الى المتضررين دون تمييز واضعة «الحالات الإنسانية على الحياد».
وذكر «بحكم وجودي في العاصمة اليمنية صنعاء اؤكد ان الاغاثات الكويتية وصلت الى أمانة العاصمة ومديرية أرحب ومحافظة صعدة ومحافظة عمران كما وصلت الى منطقة القاعدة في محافظة إب حيث النازحون القادمون من محافظة تعز والذين واجهوا معاناة كبيرة جدا».
وأوضح حسن ان هذه المبادرات الانسانية التي قدمتها الكويت لليمن ليست هي الأولى «فالكويت كانت ومازالت سخية وكريمة مع اشقائها في اليمن منذ عقود طويلة رغم الارهاصات السياسية التي حدثت في التسعينيات».
وأشاد بالمبادرات السامية لصاحب السمو الأمير في تخفيف المعاناة عن الابرياء وتوفير جميع المستلزمات الضرورية التي يحتاج اليها المنكوبون الى جانب دور سموه في احتضان مشاورات السلام اليمنية ومساهمته في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين وضغطه البناء والايجابي في سبيل انجاح تلك المشاورات.
وقال ان الكويت استطاعت جمع الفرقاء اليمنيين حول طاولة واحدة بهدف رفع حالة البغضاء والتشاحن بينهم، مضيفا ان الاطراف اليمنية تعول على جهود الكويت في انجاح مشاورات السلام والعودة بالسلام الى اليمن.
واكد ان الشعب اليمني «لن ينسى مواقف الكويت الكبيرة والعديدة في تقديم يد العون في كل وقت ومحنة يمر بها اليمن» ايمانا منها بأواصر وروابط الدم والنسب والتاريخ والحضارة التي تجمع بين البلدين.
واشار الى ما نفذته الكويت كذلك من مشروعات حيوية وتنموية في اليمن منها بناء الأفران والمدارس وعدد من الكليات والمباني في جامعة صنعاء اضافة الى مستشفى الكويت الجامعي وتطوير البنية التحتية والخدمية وشبكات الطرق في مختلف المحافظات اليمنية.
من جهته، ثمن الإعلامي اليمني محمد عبدالقدوس ما قدمته الكويت من مساعدات سخية لليمن عبر جمعية الهلال الاحمر الكويتي مؤكدا ان تلك المساعدات وصلت الى للشعب في معظم المحافظات.
كما اشاد بالدور الذي تؤديه الكويت منذ زمن بعيد في تقريب وجهات النظر بين اليمنيين لاسيما في القمة التي احتضنتها في شهر مارس 1997 لإنهاء الصراع بين شمال اليمن وجنوبه وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
وقال ان الكويت تسعى اليوم كما في السابق إلى لمّ الشمل اليمني وتبذل جهدا كبيرا في احلال السلام بين الفرقاء السياسيين في اليمن وإعادتهم الى طاولة المفاوضات والحوار معربا عن أمله في ان يختتم الفرقاء مفاوضاتهم حاملين السلام والاستقرار الى اليمن بعد أكثر من عام من الحرب.
من جانبه، قال عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني د.حمزة الكمالي ان الكويت وخلال تاريخ طويل لم تبخل على اليمن في مساندته ودعمه منذ السبعينيات والثمانينيات عبر المنح الدراسية وتشييد البنى التحتية وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات.
واضاف ان جامعة صنعاء اكبر شاهد على وقوف الكويت التاريخي مع اليمن شعبا وحكومة من أجل رفع المعاناة عنهم.
وذكر ان هذا الموقف الداعم تجلى ايضا في دور صاحب السمو الأمير «قائد العمل الانساني» بدعوة الاطراف اليمنية للحضور الى الكويت لإجراء مشاورات بينهم للخروج بحل سلمي ينهي هذه الازمة التي عصفت باليمن منذ 21 سبتمبر 2014.
واوضح ان موقف صاحب السمو الأمير لم يتوقف عند هذا الحد بل شمل كرم سموه حفاوة الاستقبال وكذلك التقريب بين وجهات نظر الأطراف اليمنية.
واكد ان الكويت ومنذ بداية الازمة بدأت في الجانب الانساني بدعم المستشفيات والقطاع الصحي في المحافظات اليمنية ومنها تعز وصنعاء وعدن وأبين والضالع الى جانب الجمعيات الخيرية الأهلية الكويتية التي مارست ذات النشاط الانساني معربا عن شكره للجهود الأهلية التي قام بها الشعب الكويتي في دعم صمود اليمن وجمعه التبرعات لتقديم المساعدات للمتضررين والمحتاجين.
وعبر الكمالي عن تطلعه الى ان تصل الأطراف اليمنية خلال مشاورات الكويت الى حل سلمي يضمن استعادة مؤسسات الدولة، مشيرا الى ان اليمنيين «عانوا كثيرا ويعولون على هذه المشاورات لاحلال السلام في اليمن وانهاء معاناتهم».
بدوره، اعرب عضو الهيئة الاستشارية الوطنية محمد صالح ناشر عن شكره وتقديره للكويت أميرا وحكومة وشعبا على دعمهم لليمن في محنته ورفع المعاناة عن شعبه، مشيرا الى ان قوافل الاغاثة الكويتية التي سيرتها كل من جمعية الهلال الاحمر الكويتية والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وصلت الى مختلف المحافظات وفي مناطق لجوء النازحين اليمنيين.
وقال ناشر ان استضافة الكويت لمشاورات السلام اليمنية وتوفيرها جميع الامكانيات لضمان نجاح أعمالها يؤكد حرصها على وقف نزيف الدم اليمني وحقن دماء أشقائها وصولا الى حل شامل ينقذ اليمن ويصون أمنه واستقراره.
ومنذ اللحظات الاولى لاطلاق الامم المتحدة نداءها الإنساني في شهر ابريل عام 2015 لإنقاذ الشعب اليمني أعلن صاحب السمو الأمير تبرع الكويت بمبلغ 100 مليون دولار لصالح الاشقاء في اليمن على أن توزع تحت مظلة اللجنة الكويتية العليا للاغاثة التي أطلقت بدورها حملة انسانية استمرت ثلاثة اشهر تحت شعار «رحماء بينهم» لجمع التبرعات النقدية للأشقاء في اليمن.
كما أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في الوقت ذاته حملة شعبية لجمع التبرعات لدعم الأوضاع الانسانية في اليمن واستطاعت خلال فترة قصيرة تسيير العديد من قوافل الاغاثة التي تحمل المواد الغذائية والطبية الى الشعب اليمني الشقيق بقيمة اجمالية بلغت أكثر من اربعة ملايين دولار.
وتمكنت الكويت بمختلف هيئاتها الرسمية والشعبية من إيصال مساعداتها الإغاثية التي تركزت في قطاعات الغذاء والمياه والمستلزمات الطبية الى اربعة ملايين و908 آلاف و326 مستفيدا من مختلف محافظات اليمن.
ولم تكن تلك المبادرة الكويتية هي الأولى لصالح الشعب اليمني فقد سبق للكويت أن قدمت في عام 2012 خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك مبلغ 500 مليون دولار مقدمة على شكل منح وقروض ميسرة لتمويل المشاريع الإنمائية الواردة في البرنامج المرحلي لتنمية وبناء اليمن.