ليلى الشافعي
افتتحت «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي قرية مؤمنة (2) في جيبوتي بحضور وزير الإسكان والتعمير الجيبوتي موسى محمد أحمد وسفيرنا في جيبوتي فايز المطيري، وأمين الصندوق في جمعية الإصلاح الاجتماعي هشام العومي ورئيس مكتب شرق أفريقيا في الرحمة العالمية عبدالعزيز الكندري، ود. محمد الثويني واطلع الوفد على مرافق القرية، والمكونة من 100 بيت ومدرسة ومسجد ومستوصف، إضافة إلى مشغل للخياطة للنساء، وشبكة للمياه وبئر ارتوازي.
هذا، وقد قال وزير الإسكان والتعمير في جيبوتي موسى محمد أحمد: إنه لشرف عظيم أن أشارك معكم في افتتاح قرية «مؤمنة 2» والتي تعتبر حلقة من سلسلة مشاريع خيرية تقدمها الرحمة العالمية في جيبوتي مساهمة منها في توفير السكن الملائم دعما لسياسة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمل جيلة.
وشدد أحمد على أهمية المشروع الذي سيسهم في جهود الحكومة لتوفير السكن الملائم والخدمات الأساسية لسكان المناطق الريفية، لافتا إلى أن هذا المشروع يمثل ترجمة حقيقية لواقع التضامن العربي، متوجها بالشكر إلى الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي على الجهود التنموية التي تقوم بها والمؤسسات الخيرية وسفارة الكويت.
وأكد على سعي الحكومة الجيبوتية إلى توفير كل الإمكانيات والتسهيلات إلى الرحمة العالمية، مؤكدا على أن الشراكة الاستراتيجية بين الرحمة العالمية وحكومة جيبوتي ساهمت في إنجاز العديد من المشروعات التنموية الكبرى.
من جانبه، قال أمين الصندوق في جمعية الإصلاح الاجتماعي هشام العومي في كلمته: لم نأت اليوم لافتتاح قرية مؤمنة فقط بل نحن أمام مشهد رائع من مفاهيم وقيم هذا الدين العظيم الذي يجمعنا بالأخوة الإسلامية والرابطة التي بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم وبناؤه للمدينة الإسلامية بعد هجرته إلى المدينة.
وتابع العومي: كان عام 1909 م هو عام المجاعة في جزيرة العرب والتي تطفوا اليوم على بحيرة نفط بفضل الله سبحانه وتعالي وفي هذه الأثناء فتك الجوع والمرض بعشرات الآلاف من أجدادنا في نجد، وقد قرأت وثيقة لأحد العلماء في الصومال تجيز الزكاة لأهلنا في جزيرة العرب ووثيقة أخرى اطلعت عليها مؤخرا فيها كشف من التبرعات من دولة السودان لجزيرة العرب.
وأضاف العومي: يقول الله سبحانه وتعالي (وتلك الأيام نداولها بين الناس) فدعم أفريقيا لأجدادنا من العرب في عام 1909 والجهود الإغاثية للشعوب الإسلامية لأهلنا في سورية والدعم المتواصل لأهلنا في فلسطين والمسجد الأقصى هي لا تخرج عن دافع واحد وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم «(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)».
وأكد أن المشهد اليوم هو أبعد عن القرية وهو مشهد قوة وتلاحم وأخوة بين المسلمين ونحمد الله على فضله ونعمة الإسلام أن جعل بيننا المودة والأخوة والرحمة وأنجزت القرية بتضافر جهود الجميع ونقدم الشكر لكل مؤسسات الدولة، مثمنا دعم سفير الكويت لدعمه المتواصل للرحمة العالمية.
بدوره، أكد سفيرنا في جيبوتي فايز المطيري أن هذا المشروع ثمرة من ثمرات التعاون المشترك بين جيبوتي ودول مجلس التعاون الخليجي القائم على أسس صلبة من العلاقات الأخوية على المستويين الرسمي والشعبي، إضافة إلى العمل التنموي والإنساني، الذي توليه الكويت الاهتمام والرعاية بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني ولقد ساهمت العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط صاحب السمو الأمير مع أخيه رئيس جمهورية جيبوتي في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وينتظرها المزيد من التطور بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.
ومن جانبه، هنأ رئيس مكتب شرق أفريقيا في الرحمة العالمية عبدالعزيز الكندري شعب جيبوتي ورجاله الشرفاء وقيادتهم الرشيدة الذين ذللوا الصعاب من قبل لينهض المشروع فتيا كما نما وترعرع مجمع الرحمة التنموي ومستشفاه من قبل، وكذلك قرية الرحمة في دخل ومجمع عائشة بنت الخال في أبخ، وقرية مؤمنة 1 ومشروعنا اليوم وهو افتتاح قرية مؤمنة 2 والتي تحتوي على 100 بيت ومدرسة ومستوصف ومشغل للخياطة ومسجد وشبكة للمياه الصرف الصحي، ومن خير إلى خير في واقع أضحى فيه الغلاء الفاحش سمة الإسكان مما حدا بالكثير من الجهات المماثلة بالعزوف عنه.
وأكد الكندري أن رسالة الرحمة العالمية اليوم تحتم علينا أن نهتم بهذا الجانب أكثر من أي وقت مضى - كاهتمامنا بالتعليم والصحة والتثقيف وتعليم المهنة والحرفة - بشكل متوازن، وتابع الكندري: اليوم سيصبح لدى كل أسرة منزل مصنوع من الطابوق، يحميهم من حر الشمس وتقلبات الأحوال الجوية، كما سيكون لديهم مكان نظيف آمن لهم ولأبنائهم، وسيكون للأم مطبخ تحضر فيه وجبات نظيفة لأسرتها، والأهم من ذلك أنه سيكون للأولاد والبنات مدرسة نظامية يقضون نهارهم كل يوم فيها، يتعلمون اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، ويتعلمون دينهم الإسلامي، ويتعلمون كذلك العلوم الحديثة كالعلوم والرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء للسنوات الدراسية المتقدمة وبإذن الله تعالى سيكون منهم أطباء ومهندسون ومعلمون وموظفون في الحكومة والقطاع الخاص، كذلك سيكون منهم مهنيون يتعلمون مهنا حرفية في الورش الصناعية في المدرسة الثانوية في المجمع، سنوات قليلة وسنشهد بإذن الله تغيرا كبيرا في هذه الرقعة من الأرض.