- أبوحمود: التجار يستغلون احتياجنا ويتلاعبون بالأسعار في ظل غياب الرقابة
- البلوشي: غلاء الأسعار نتيجة طبيعية لقلة المعروض وتنامي الطلب وعلى الحكومة التدخل
- الرشيدي: الأسعار زادت على الضعف ووصل سعر الخروف العادي إلى 90 ديناراً
- السيد: السبب المباشر للغلاء ارتفاع أسعار الأعلاف والأغنام المستوردة في بلد المنشأ
- علي: ضخ الأغنام للسوق حل ترقيعي لمشكلة حيوية ولن تحل إلا بدعم الحرفة
أسامة دياب
من منا ينكر أن اللحوم من السلع الأساسية التي لا غنى عنها وخصوصا في شهر رمضان الذي يتضاعف فيه استهلاك الأسرة. ارتفاع أسعار الأغنام المخصصة للذبح صار جنونيا ووصولها لأرقام فلكية غير مسبوقة في هذا الوقت من العام حيث وصل سعر الخروف العربي لـ 100 دينار مما أرهق ميزانية أسر المواطنين والمقيمين وأثقل كاهلهم. حالة من الإحباط سيطرت على رواد سوق الأغنام بسبب غلاء الأسعار غير المبرر ولكنهم وعلى حد قولهم يتعاملون مع السوق من منطلق الاضطرار حيث ان اللحوم سلعة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة العالقة التي تطرح نفسها وتشغل بال المواطن والمقيم مثل: ما المبررات التي تفسر الارتفاع الجنوني في أسعار الأغنام؟ لم لا تقدم الدولة الدعم الملائم لمربي الأغنام وتوفر الأعلاف بأسعار معقولة؟ ألم يعد التذرع بندرة المراعي الطبيعية عذرا غير مقبول في ظل ثبات أسعار الأغنام في دول الجوار التي تعاني من نفس المشكلة؟ أين دور الرقابة على سوق الأغنام وحماية المستهلك من تلاعب التجار وظاهرة الغش التجاري؟ لماذا لا يفتح استيراد الأغنام حتى نكسر احتكار السوق ونزيد من المعروض فتقل الأسعار؟ فلا يعقل أنه منذ ما يقرب من شهرين كان الخروف العربي يباع في حدود الـ 45 دينارا ليقفز هذه الأيام إلى ما بين 80 و100 دينار بينما قفز الخروف الأسترالي من 28 إلى 47 دينارا، أما الخروف الإيراني فقد ارتفع سعره من 38 دينارا إلى ما بين 65 و70 دينارا أما الخروف الصومالي البربري فقد حقق قفزة وصلت للضعف حيث ارتفع سعره من 19 إلى 40 دينارا. «الأنباء» نزلت لسوق الأغنام بعد ما أعلنت وزارة التجارة دخول شحنات كافية من الأغنام للسوق الخميس الماضي للحد من ارتفاع الأسعار وتابعت حركة الشراء في السوق واستطلعت آراء المواطنين والمقيمين فإلي التفاصيل:
أكد محمد علي (بائع) أن سوق الأغنام يشهد أحداثا غير مسبوقة هذه الأيام بسبب ارتفاع الأسعار بصورة جنونية وكأننا في أيام ما قبل عيد الأضحى حيث ارتفع سعر الخروف العربي (السوري – السعودي) من 45 دينارا في غضون شهرين إلى مابين 80 و100، كما قفز الخروف الأسترالي من 28 إلى 48 دينارا، أما الخروف الإيراني فقد ارتفع سعره من 38 إلى 75 دينارا، بينما واصل الخروف المهجن اختفاءه من السوق.
وأوضح علي أن هناك أسبابا عديدة لهذا الارتفاع منها ارتفاع أسعار الأغنام في بلد المنشأ بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الرعاية وبالتالي يتحمل المستهلك فوارق الأسعار لأنه ليس من العدل أن يتحمل التاجر فوارق الأسعار ويبيع بالخسارة.
وأشار إلى أن الخبر الذي نشرته الصحف عن وصول شحنات كافية من الأغنام لتزيد من المعروض وتحد من ارتفاع الأسعار مجرد حلول ترقيعية مسكنة لمشكلة حيوية يجب أن تحل بطريقة جذرية تدرس أساس المشكلة وتضخ الدعم لهذه الحرفة الوطنية بحيث تجذب المربين وترتفع معدلات الإنتاج الداخلي.
استغلال احتياجات المستهلكين
ومن جهته أكد أبوحمود (أحد رواد السوق) أن أسعار السوق شابة نار والتجار يستغلون احتياج المستهلك للأغنام ويتلاعبون بالأسعار في ظل غياب الرقابة على السوق فأنا من ضمن رواد السوق من سنوات طويلة ولكنني لم ألمح يوما أي رقابة على السوق.
وأوضح أن تجار الأغنام على يقين بأن الناس لن تستطيع التخلي عن سلعتهم ولذلك وصل سعر الخروف العربي إلى 100 دينار ونشتري مضطرين ولخص أهم أسباب ارتفاع الأسعار في ضعف الرقابة والمتابعة للأسعار من قبل جهات الاختصاص المختلفة، خروج أغلب مربي الأغنام بحلالهم للملكة العربية السعودية بحثا عن المراعي وهروبا من ضغط البلدية عليهم بالإضافة إلى قلة المعروض مع ارتفاع الطلب بسبب وقف استيراد الأغنام.
أسعار خيالية
بدوره استغرب علي البلوشي (من رواد السوق) الأسعار الخيالية للأغنام ووصول الطلي العربي الصغير من 55 إلى 70 دينارا، بينما وصل الخروف العربي الكبير سواء السوري أو السعودي لـ 100 دينار، مشيرا إلى حالة التسيب التي يعاني منها السوق نتيجة غياب الرقابة عنه. وأرجع البلوشي غلاء الأسعار لقلة المعروض مع تنامي الطلب ولذلك على الحكومة أن تتدخل لدعم مربي الأغنام وتخفيض أسعار العلف وتحديد أماكن للرعي وفتح التصدير لكسر الاحتكار، معربا عن أمله في أن تصدق الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام في الأيام الماضية.
دعم السلع الحيوية
أما ناصر الرشيدي (من رواد السوق) فأكد أن مختلف دول العالم تقدم الدعم اللازم للسلع الحيوية ومنها الأغنام حيث توفر الأعلاف بالأسعار المناسبة التي لا ترهق كاهل المربي وبالتالي تقل التكلفة وينعكس ذلك على ثبات الأسعار ومعقوليتها بالإضافة إلى تشديد مثل هذه الدول الرقابة على الأسواق وضربها بيد من حديد على من يتلاعبون بأقوات الشعب ولذلك لو أردنا أن نعرف السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار علينا نراجع مدى توافر هذه الإجراءات لدينا.
وأوضح الرشيدي أن الأسعار ارتفعت بصورة جنونية حيث زادت عن الضعف ووصل سعر الخروف العادي الى 90 دينارا وناشد هيئة الزراعة ووزارة التجارة ضرورة التدخل السريع لإنقاذ المستهلك من جشع التجار، وخصوصا أصحاب الدخول المحدودة الذين أرهق الغلاء ميزانياتهم بسبب زيادة الالتزامات الأسرية مما أدى إلى عجز بعضهم عن تلبية متطلبات أسرته.
أما محمد السيد (أحد الباعة) فأكد أن مسؤولية غلاء الأسعار لا يمكن أن يتحملها التاجر فقط فالسوق مراقب من وزارة التجارة وحـــــماية المستهلك وفكرة التلاعب بالأسعار غيـــر واردة إلا في أضيق الحدود ولكن السبب المباشر لغلاء الأسعار هو ارتفاع أســـعار الأعلاف وارتفاع أسعار الأغنام المستوردة في بلد المنشأ وبالتالي فمن الطبيــــعي أن يتحـــمل المســـتهلك فروق الأسعار لأننا لا يمكن أن نبيع بخسارة.
المواطن والتجار
وبدوره أكد محمد طاهر (أحد رواد السوق) أن المواطن أصبح فريسة التجار الذين يتلاعبون بقوته دون أدنى رقابة، فهل يعقل أن أشتري خروفا كبيرا ورائعا بـ 50 دينارا واشتري اليوم أقل منه بـ 80 دينارا؟
وأوضح طاهر أن الغش التجاري يتفشي في السوق والباعة يبيعون الأغنام الإيرانية على أنها عربية، داعيا إلى تشديد الرقابة على السوق.