- العميري: أبو الفضل العباس سطّر أروع صور الفداء والتضحية
محمود الموسوي- عادل الشنان
أحيت الحسينيات الليلة السابعة من المحرم باستذكار مواقف وبطولات العباس بن علي، ودفاعه عن أخيه الحسين وأهل بيته الاطهار.
وبهذه المناسبة، تحدث السيد مهدي النواب في هيئة شباب «أبا الأحرار» في الرميثية، مستحضرا الآية الكريمة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، مبينا ان القرآن الكريم يؤكد مشروعية الجهاد، ولا يقصد بكلمة يشتري ان الله سبحانه وتعالى يقوم بشراء الشيء لحاجته اليه، لأن الباري لا يحتاج إلى شيء ليشتريه، ولكن حسب ما يقول المفسرون ان «يشتري» في الآية الكريمة يقصد منه أن الله تبارك وتعالى تلطفا بعباده حسب قاعدة اللطف العبادي يشتري منهم، فهو يلطف ببعض العباد بعناية خاصة، فهو خير مشترٍ بثمن باهظ لنفس الإنسان وأمواله.
وأضاف ان الله حدد الجهاد ليس فقط جهادا بالنفس إنما جهاد بالمال أيضا، موضحا ان هناك الجهاد الابتدائي، والجهاد الدفاعي من خلال الدفاع عن الوطن والعرض والنفس، مثل جهاد الإمام علي عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وفي معارك المسلمين دفاعا عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.
وأشار النواب الى أن البعض ساقط عنهم الجهاد بالنفس، ولكن هل يجلس؟، وقد جعل مقام من يجاهد بالمال كمن يجاهد بالنفس، حيث جعل الباري عز وجل الاثنين يقاتلان في نفس الوقت، وفي آيات أخرى يجعل الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس، «إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون»، وهنا نتعلم من مدرسة الإمام علي عليه السلام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده، حيث قام بدعم المؤمنين والمحتاجين بالمال، فأخذ يعمل في أراضٍ وبساتين ثم يبيعها ويدفع للناس، دون ان يفصل في حسب ونسب الناس وهويتهم، حتى اذا وصل إلى داره لا يجعل درهما واحداً لأطفاله.
ودعا الجميع الى ضرورة ان يساهموا بأموالهم في سبيل الله، فالبعض يتهاون في بعض الواجبات التي فيها دفع للمال، لافتا الى اننا نحتاج الى أيادٍ خيّرة، لأن التسابق من اجل الدنيا مذموم، والتسابق من اجل الآخرة ممدوح، والقرآن يقول: سارعوا وسابقوا، فكل ما تنفقه يبقى عند الله.
وتطرق النواب الى ابي الفضل العباس عليه السلام بطل كربلاء قائلا:«ان يوم استشهاد أبي الفضل العباس كان يوما كئيبا ومليئا بالحزن على فقده، فالعباس كان صاحب لواء الحسين في موقعة كربلاء»، مشيرا الى شجاعته.
وعند استشهاده وقف الإمام الحسين عند رأس أخيه وقال: الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي، وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين، لأنه لم يحضر لهم الماء، وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين، حيث قال العباس «أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم، وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك».
ومن جهته، تطرق الخطيب الشيخ علي العميري في حسينية الزهراء إلى عظمة شخصية أبي الفضل العباس عليه السلام التي سطرت أروع صور الفداء والتضحية والوفاء والشهادة في سبيل الإمام الحسين عليه السلام وشباب ونساء أهل البيت عليهم السلام، مؤكدا انه من أبطال عاشوراء، حيث كان له الدور الكبير في حماية معسكر الإمام الحسين منذ وصولهم الى ارض كربلاء وحتى استشهد.
وقال عنه الإمام الصادق «كان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبدالله عليه السلام وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا»، مضيفا انه من هنا يتبين لنا الشخصية الفذة وقوة الإيمان التي كان يتصف بها حامل لواء الحسين ابي الفضل العباس عليه السلام .
وأشار الى أن الأمة الإسلامية شهدت بطولة العباس عليه السلام ومواقفه مع أخيه الحسين عليه السلام حتى أن الحسين خاطبه قائلا: «بنفسي أنت».