بارقة امل جديدة اضفتها المساعدات الانسانية والاغاثية الكويتية على حياة الطفل السوري كريم زيتون ليستكمل من خلالها حلمه بدراسة الطب الذي كاد يتلاشى تحت وقع اصوات الرصاص والقذائف التي دمرت منزله ليستقر على اثرها نازحا في لبنان.
وأعادت المساعدات التي حملت رايتها الكويت بتوجيهات اميرية سامية وبشراكة مع مختلف مؤسسات الدولة الطفل زيتون البالغ من العمر 10 سنوات الى مقاعد الدراسة لينهل من العلم ما يؤهله لحياة مستقبلية كريمة بعدما تحولت بلدته ومدرسته الى ساحة للقتال لا العلم او الحياة.
وشكلت منحة جمعية الهلال الاحمر بسمة امل عريضة على وجه الطفل زيتون والطفلة روعة عمر واعادت لهما حلمهما وحقهما في التعلم مثلما فعلت مع الكثير من اقرانهما في ضوء الظروف الانسانية الصعبة التي يعيشها بلدهم.
وبينما لا تفرق (ماكينة الحرب) بين مؤيد ومعارض كونها تلتهم الاخضر واليابس، يصبح حق تعليم النازحين ضرورة ملحة بغية اعادة الامل والكرامة للاشخاص الذين هجروا من منازلهم بما يسهم في اعانتهم على مواجهة التحديات القائمة وبناء مستقبلهم من جديد.
ولم يكن الطفل زيتون مختلفا عن اقرانه حول العالم، فهو لم يحلم بالثراء او الشهرة بل كان جل حلمه في (دراسة الطب) املا في مساعدة المحتاجين والمرضى، وظل يراوده ذلك الحلم في منزله وقاعة دراسته قبل ان يتدمرا بفعل آلة الحرب.
وكما غير النزوح واللجوء من حياة السوريين تغيرت ايضا حياة الطفل زيتون، اذ كان الخيار المر الذي اضطرت اسرته الى اتخاذه هو عدم ارساله الى المدرسة بعدما ضاقت بها سبل العيش وقست ظروف النزوح عليها قبل ان تتدخل جمعية الهلال الاحمر وتعيد ابنها الى المدرسة ويستعيد شيئا من الفرح والامل بغد افضل.