- رياح مثيرة للغبار تهب على الكويت من اليوم الإثنين إلى الخميس
- نوء الغفر يبدأ 10 نوفمبر ويستمر 13 يوماً ودرجة الحرارة تنخفض مع نوء الزبانا
- أمطار فترة الوسم تنبت الفقع والليل يطول حتى 13 ساعة و17 دقيقة
- فرصة لسقوط أمطار خفيفة بدءاً من 18 الجاري
- نجم الأحيمر ضخم الحجم وقطره أكبر من قطر الشمس بـ 700 مرة ويبعد عن الأرض بنحو 604 سنوات ضوئية
بقلم: الخبير الفلكي عادل المرزوق
في يوم الخميس المقبل الموافق 10 الجاري سيظهر في السماء «نوء الغفر» الذي هو النوء الثالث في فترة الوسم ومدته 13 يوما، ولكن قبل أن نتكلم عن نوء الغفر أو غيوب نجم الأحيمر أود أن أشير هنا إلى حالة الجو في المنطقة المتوقعة خلال هذا الأسبوع، حيث تكون في حالة عدم استقرار نتيجة دخول المنطقة في فترة غيوب النجم الأحيمر والتي تتكون فيها منخفضات جوية في المنطقة خلال هذه الفترة، ولهذا فإنها فترة هبوب الرياح الشمالية النشطة بسبب هذه المنخفضات الجوية حيث تبلغ سرعة الرياح في هذا الأسبوع أكثر من 40كم/ ساعة مثيرة للغبار خلال الأيام من الاثنين حتى الخميس، حيث تهدأ الرياح في هذا اليوم ثم تتحول في الأسبوع الذي يليه أي في مساء الجمعة 18 الجاري الى رياح جنوبية شرقية نأمل أن تعطي فرصة لسقوط أمطار خفيفة ومتفرقة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع حتى مساء الأربعاء 23 الجاري حيث تتحول الرياح إلى شمالية غربية تنخفض فيها درجات الحرارة إلى 27 درجة مئوية في النهار وفي الليل إلى 16 درجة مئوية.
ونوء الغفر هو ما يعرف بمنطقة الخليج بغيوب النجم الأحيمر الذي سنتحدث عنه هنا فيما بعد، ونوء الغفر هذا هو من النجوم الجنوبية وسادس منزلة من منازل الخريف ويقع بين نوء السماك في برج العذراء غربا ونوء الزبانا في برج الميزان شرقا حيث يقع جنوب خط الاستواء السماوي ويمر في وسطه مدار كل البروج وأفضل وقت لرؤية نجوم هذا النوء هو مساء الشهر الخامس من السنة وهو شهر (مايو) أو أيار.
ومن المعروف أن هذا النوء يبتدئ في يوم 11 الجاري من كل عام ومدته ثلاثة عشر يوما وينتهي في يوم 23 الجاري الذي يظهر بعده نوء الزبانا حيث تظهر لنا المظاهر الشتوية بكل وضوح فنرى أن درجة الحرارة العظمى في النهار تكون في حدود 25 درجة مئوية تقريبا، كما تبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى 14درجة مئوية وتزداد برودة الجو ليلا أكثر من ذي قبل مما يعطي الفرصة في حالة هبوب الرياح الجنوبية الرطبة والمحملة ببخار الماء إلى سقوط الأمطار بفعل انخفاض درجات الحرارة في طبقات الجو العالية.
كما تزداد فيه برودة الماء صباحا مع اعتدال درجات الحرارة في النهار مع لبس الملابس الشتوية الخفيفة أو الربيعية لكبار السن، كما تهب رياح الكوس الرطبة فيه بكثرة وخصوصا في فترة الظهيرة، ويبدأ البحر في الهيجان وارتفاع الموج فيه يكون عاليا جدا، ولذلك كانت السفن التجارية الشراعية في الماضي تتحاشى الدخول إلى البحار العالية مثل المحيط الهندي في هذه الفترة حيث حدثت العديد من حوادث الغرق في المحيط الهندي والتي راح ضحيتها العديد من البحارة الكويتيين رحمة الله عليهم.
وفترة نوء الغفر أو وسط الوسم هي من الفترات التي تعتبر مطيرة في الجزيرة العربية ولذلك لا نستبعد سقوط الأمطار في هذه الفترة (ونسأل الله العلي القدير أن يجعل السماء علينا مدرارا) ويشير بدو الجزيرة العربية إلى أن مطر فترة الوسم التي تستمر مدة 52 يوما والتي تبدأ من يوم 16 اكتوبر حتى يوم 5 ديسمبر من كل عام هي من الأمطار التي تنبت الكمأ «الفقع».
كما نلاحظ قصر مدة النهار حيث يبلغ طول النهار في أول الغفر حوالي (10ساعات و55 دقيقة) كما يبلغ طول الليل حوالي (13 ساعة و5 دقائق) ويستمر فيه الليل بأخذ (12 دقيقة) من النهار أي بمعدل دقيقة واحدة وخمس ثوان تقريبا يوميا حتى يبلغ طول الليل في نهاية منزلة الغفر حوالي (13 ساعة و17 دقيقة).
أما من الناحية الفلكية فيمكن أن نذكر بأن نوء الغفر هو عبارة عن ثلاثة نجوم يكون موقعها في السماء جنوب خط الاستواء السماوي ويقع بين نجوم السماك الأعزل وبين زباني العقرب ويقع في جهة الجنوب الشرقي ويتكون نوء الغفر من 3 نجوم خافتات الضوء يمكن مشاهدتهما بالعين المجردة قبيل شروق الشمس.
وهذه النجوم تسمى باللغة الانجليزية:
1- Virgo أو العذراء والذي يبعد بحوالي 186 سنة ضوئية عن الشمس.
2- Syrma أو باللغة العربية الغفر والذي يبعد عن الشمس بحوالي 70 سنة ضوئية وانها سميت بالغفر لخفائها.
أو انها جاءت من المغفرة التي تستر الذنوب وتخفيها في يوم القيامة.. وقيل: لأنها زباني (ذنب) العقرب.
3- Rijl al Awwa والنجم الأخير هو رجل العواء الذي يبعد حوالي 61 سنة ضوئية.
هذه النجوم الثلاثة هي نجوم خافتة الضوء ومقوسة الشكل وهي تكون جزءا من برج العذراء على شكل مثلث متساوي الأضلاع هذه النجوم هي التي يتكون منها نوء الغفر والذي يظهر مباشرة بعد غياب النجم الأحيمر المكروه عند العرب وخاصة في منطقة الخليج العربي.
ولكن ما هو النجم الأحيمر؟ هو نجم كبير جدا واسمه المتعارف عليه عاميا النجم الأحيمر.
ويسمى هذا النجم فلكيا بنجم قلب العقرب واسمه في اللغة الانجليزية (Antares)، وهو ألمع نجم ببرج العقرب (Scorpius).
ويتميز هذا النجم بضخامة حجمه ولونه الأحمر حيث إن قطره أكبر من قطر الشمس بـ 700 مرة تقريبا ويبعد هذا النجم عن الأرض بحوالي 604 سنوات ضوئية
فترة النجم الأحيمر
هو من النجوم التي يمكن رؤيتها معظم أيام السنة ولكنه يختفي في يوم 10 نوفمبر ويكون اختفاؤه من جهة الغرب ويمكن للمشاهد الذي يهتم برؤية هذا النجم ان يلاحظ أنه في كل ليلة ينخفض عن موقعه الليلة السابقة فيظل ينخفض إلى أن يختفي تماما في يوم 10 الجاري ويسمون اختفاء هذا النجم خفوق الأحيمر أو غيوب الأحيمر، وتستمر فترة غيابه 40 يوما ثم يظهر مرة أخرى في يوم عيد ميلاد السيد المسيح وهو يوم 25 ديسمبر وهو في الواقع لا يختفي او يتلاشى ولكنه ينزل تحت مستوى الأفق طوال هذه الفترة ولذلك لا يمكن للعين أن تراه.
موسم غيوب الأحيمر
هو موسم غيوب النجم الأحيمر المعروف فلكيا بقلب العقرب والمسمى عند أهل الأنواء بنوء الفغر ومدته ثلاثة عشر يوما، وحساب أهل البحر او بحساب النيروز (100) أو من يوم 91 من حساب النيروز حتى اليوم 100 من هذا الحساب، وخلال هذا الموسم تهب رياح مفاجئة فيها نسمة براد تنخفض فيها درجات الحرارة إلى درجة كبيرة وهي رياح شمالية غربية تهب من سيبيريا مسببة البرودة الشديدة والصقيع، حيث يتحول الجو فجأة وبدون سابق مؤشرات إلى جو شتوي يجبر كبار السن والأطفال الصغار على ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، أما الشباب فلا يتدثرون إلا بعد فترة وجيزة من دخول هذا الموسم.
وقديما وخصوصا عند أهل البحر هناك ما يعرف بضربة الأحيمر التي يخشاها البحارة في السابق.
ولكن ما ضربة الأحيمر التي يخشاها البحارة قديما؟ هي عبارة عن رياح شمالية غربية شديدة السرعة قد تصل سرعتها ما بين 60كم و100 كم في الساعة مصحوبة بغيوم وأمطار رعدية واضطراب في حالة البحر وأمواج عالية تغرق السفن الشراعية، لذا كان ربابنة السفن الشراعية قديما والمعروفون باسم «النواخذة» يتجنبون السفر والدخول إلى داخل البحر او المحيط الهندي تاركين الموانئ الموجودين فيها إلا بعد التأكد من انتهاء هذه الفترة.
وتعتبر الرياح العاصفة التي تهب في فترة الأحيمر هي من أخطر أنواع الرياح التي تخشاها السفن قديما، ويؤكد الربابنة «النواخذة» ان الرياح التي تهب خلال غيوب هذا النجم هي رياح غربية وليست شمالية غربية.
هذه الفترة يحسب لها ألف حساب لما تسببه من خسارة أو غرق للسفن، ولذلك يقول الربابنة والنواخذة عن فترة نوء الغفر أو غيوب الأحيمر: «نحسب حسابها عدل قبل الدشة» (أي يحسبون حساب هذه الفترة قبل الدخول إلى البحر) والتي تكون في أواخر موسم السفر إلى الهند وأفريقيا لتجنب مآسيها.
والأحيمر عادة تهب رياحه أو كما كانوا يقولون «يضرب ضربته» غالبا في فترة المساء بعد صلاة العصر وقبل صلاة المغرب هكذا يذكرها أهل البحر السابقون وتضرب هذه الرياح القوية من ناحية الشمال الغربي وعادة ما تكون مصحوبة بغبار أحمر ويكون على شكل سحابة سوداء في السماء، ويذكر لي الوالد يوسف خالد المرزوق، رحمة الله عليه، عندما سألته عن غيوب النجم الأحيمر بقوله: «الأحيمر أقشر ما يندخل البحر فيه إذا انتهى الأحيمر دخلنا السفر والأحيمر يجي فيه غبار أحمر طالع من الأرض يغطي السماء كأنه السحابة ما تشوف راحة ايدك» ويشير كل النواخذة الذين قابلتهم وتحدثت معهم إلى أن ضربة الأحيمر خطرة جدا وشديدة في سرعتها تأتي على دفعتين بينهما وقت زمني من ساعة إلى أربع ساعات، والريح عاصفة جدا، وتكون مصاحبة لمطر وبرق ورعد، والبحر يصير أسود والموج يصبح عاليا جدا..
تباشير الخير نهاية نوفمبر
تبدأ تباشير الخير قرب نهاية الشهر الحالي، حيث يتوقع تكاثر الغيوم وسقوط رذاذ مطر في مساء الجمعة ٢٥ نوفمبر بسبب هبوب الرياح الشرقية التي تسمى محليا «كوس مطلعي» والتي من المتوقع أن تكون سرعتها مابين ١٧ - ٢٠ كم/ساعة.