هاني الظفيري ـ محمد الدشيش
«الداخلية تطبق علينا قانون السندريلا»، بهذه الجملة بدأ احد رواد مقاهي المنطقة الحرة حديثه لـ «الأنباء» محتجا على الحملة التي شنها رجال الامن العام اول من امس لتنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي باغلاق المحلات والمقاهي بعد الساعة 12 ليلا. حملة الداخلية التي انطلقت نحو الساعة 11.45 مساء اول من امس واستمرت زهاء الساعتين تسببت في طرد المئات من رواد المقاهي المنتشرة في المنطقة الحرة بعد اقتحام رجال الامن لها والطلب من اصحابها اغلاقها تنفيذا للقرار بهذا الخصوص والقاضي باغلاق المحلات والمقاهي بعد الساعة 12 مساء، وشارك في الحملة نحو 40 رجل امن يتبعون امن العاصمة و14 دورية أمن بإشراف مباشر من العميد عبدالفتاح العلي ومدير امن العاصمة العميد ابراهيم السيد هاشم. وبحسب مصدر امني، فإن الحملة اسفرت عن ضبط 35 وافدا آسيويا ما بين مخالف لقانون الاقامة ومتغيب وتم ترحيلهم جميعا الى مديرية امن العاصمة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم. واوضح المصدر ان الحملة تأتي تطبيقا لقرار مجلس الوزراء والذي صدر باغلاق اي مقهى او محل بعد الساعة الـ 12 ليلا ومنع وجود نساء سواء من الرواد او من العاملات في المقاهي بعد الساعة العاشرة ليلا، وتأتي هذه الحملات بالتنسيق مع رجال بلدية الكويت وكانت حملات مشابهة قد شهدتها محافظات حولي والفروانية. واستطلعت «الأنباء» آراء عدد من رواد المقاهي في المنطقة الحرة الذين غادروها بعد مداهمة رجال الامن فقال احدهم محتجا: هذا القانون يشبه قصة سندريلا، فهل من المعقول ان منطقة تجارية حرة يطرد رواد مقاهيها بهذا الشكل؟ فيما قال آخر ان على مجلس الوزراء ان يعيد النظر في هذا القانون، فالبلد لا يوجد به اماكن ترفيهية للشباب سوى المقاهي، معتبرا انها مكان للقاءات الاجتماعية بين الزملاء والاصدقاء بل والاقرباء. اما اصحاب المقاهي فقد دخل بعضهم في شد وجذب مع رجال الداخلية الذين ابلغوهم ان القرار سيطبق على الجميع بلا استثناءات، وذكر اصحاب المقاهي لـ «الأنباء»: المقهى لا يعمل اصلا الا بعد الساعة الثامنة، ومنذ سنوات والمقاهي تعمل حتى الصباح، متسائلا: بقانون كهذا كيف بالله عليكم تريدون تشجيع السياحة المحلية او حتى تتحول الكويت الى مركز تجاري؟!
محمد الجاسر احد رواد المقاهي التي تم اغلاقها بدأ حديثه قائلا: كان يوجد في المقاهي سياح وضيوف خليجيون، وحقيقة صدموا اكثر مني لرؤيتهم الكويت المنفتحة تتحول الى الانغلاق، خصوصا ان تطبيق القرار كما رأينا جاء بشكل مسيء وغير مناسب، حيث اقتحم رجال الشرطة المقهى وقالوا للجرسونات امامكم عشر دقائق لابلاغ زبائنكم بانكم ستغلقون المحل، وبالفعل قام عمال المقاهي بجمع الحساب وخرجنا، كما خرج الضيوف الخليجيون الذين صدموا من طريقة التعامل والاغلاق.
اما فهد الرشيدي فاستغرب من ان يتم تطبيق هذا القانون في المنطقة الحرة قائلا: الا يفترض بها ان تكون منطقة حرة ويفترض الا تطبق عليها القوانين كما تطبق على بقية المناطق كونها منطقة تختلف طبيعتها عن بقية المناطق، خصوصا ان اوقات العمل بها مختلفة؟
بدوره، تحدث موسى العلي قائلا: نعم نحن مع تطبيق هذا القانون، لكن ليس بهذه الطريقة، وكأن رجال الامن كانوا يطبقون قانونا لحظر التجول، نعم انا مع تطبيق القانون ومع منع الفتيات والنساء من الدخول الى المقاهي بعد الساعة الثانية عشرة، لكن اغلبنا موظفون ومتزوجون ونعرف القانون ونرفض الظواهر السلبية، لكن ما فعلنا هو الجلوس بشكل محترم ونقوم بتبادل الاحاديث ومشاهدة مباريات كرة القدم، فأين الخطأ الذي ارتكبناه؟
من جهته، تمنى ناصر الشهري ان تعيد وزارة الداخلية النظر في قرارها والاهم ان تعيد طريقة تنفيذ القرار قائلا: من غير المعقول ان تتم مداهمة المقاهي بهذه الطريقة وكأن رجال الامن يداهمون وكر مخدرات، فقد حضروا بأكثر من 14 سيارة واغلقوا الطرقات وبدأ بعض الضباط بالصراخ على عمال المقاهي ويأمرونهم بسرعة اغلاق المحال والا اضطروا للقبض عليهم، ادعو وزارة الداخلية لاعادة النظر في طريقة تطبيق القانون وان يكون بطريقة حضارية اكثر من تلك التي شهدناها في المنطقة الحرة.
لقطات
-
احد الضباط قال لعامل مقهى: امامك 5 دقائق لتلم الحساب من زبائنك ولم المفارش والكراسي، فطالبه العامل بنصف ساعة وكان رد الضابط كالتالي: 5 دقائق والا القيت القبض عليك.
-
احد رواد المقاهي قال لرجل امن بعد المداهمة: البحر وصكيتوه، والبر ما في شي والشواطئ ملوثة والدواوين ازلتوها والحين دور القهاوي، بس ابي اعرف انتو وين تبون الناس تروح في الكويت؟
-
ابدى عدد من السياح الخليجيين استياءهم من طريقة اقتحام رجال الامن للمقاهي، وعلق احدهم قائلا: جينا نوسع صدورنا، صكيتوها بوجيهنا.