رندى مرعي
أكد الناشط البيئي د.حمد المطر ان وزارة الأشغال تتحمل 90% من المسؤولوية في كارثة مشرف البيئية وان 10% من هذه المسؤولية تقع على عاتق المقاول معتبرا انها جريمة لا أخلاقية.
كلام المطر جاء خلال لقاء حواري تحت عنوان «بيئتنا في خطر» في رابطة الاجتماعيين جمعه بأعضاء الرابطة الذين أبدوا اهتماما واسعا بالشأن البيئي الذي تحدث المطر عن جميع جوانبه والأزمات البيئية التي تشهدها الكويت وأسباب ازدياد هذه الأزمات والمخاطر في ظل غياب هذا القطاع عن الأولويات الحكومية.
وقال المطر انه يجب الاعتراف بأن قضية مشرف خطأ حكومي وان تأتي الحكومة بشركة مختصة تعالج المسألة ولكن على الرغم من المشاكل البيئية والصحية التي خلفتها هذه الكارثة الا انها حتما زادت من الوعي البيئي لدى الناس وذلك لأنه غالبا ما تكون المشاكل البيئية لا ترى بالعين المجردة كما كان الحال عليه في مسألة مشرف. وأعلن المطر ان الأسبوع القادم ستعقد منظمة السلام الأخضر (مسك) جمعية عمومية تطرح مشاريعها وأهدافها مؤكدا ان هذه المنظمة من تتوانى في القيام بأي مبادرة تخدم البيئة وتعالج مشاكلها لاسيما انها تجمع حولها عددا كبيرا من المتطوعين من الغواصين والمهتمين بالمشاكل البيئية، وقال المطر انه لا يريد ان يتم إشهار هذه المنظمة وذلك لأنها لا تخدم أية جهة سياسية ولن تقبل التقيد بأي شكل من الأشكال الرقابية التي قد تعيق العمل البيئي.
وتحدث المطر خلال اللقاء عن مختلف أنواع التلوث التي تعاني منها الكويت بدءا بالمشكلة التي خلفها حرق 700 بئر أثناء الغزو الصدامي والذي صرفت على خلفيته الأمم المتحدة 3 مليارات دينار للتعويض شرط ابراز تقارير موثقة، غير ان هذا الملف لايزال شائكا، وتساءل: من المسؤول عن تفعيل هذا الملف؟
وتابع المطر قائلا ان 9 ملايين متر مكعب من التربة الكويتية ملوثة ما يؤدي الى تلوث المنتجات الزراعية، وليس هناك مختبرات متنقلة تراقب صحة هذه المنتجات الأمر الذي يحمل معه الكثير من الأمراض مضيفا ان التلوث يحمل معه أمراضا سرطانية وهي لا تشمل فئة دون أخرى بل كل الناس. وتحدث المطر عن تلوث الهواء مستشهدا بمنطقة أم الهيمان التي تصل فيها نسبة الهواء الملوث الى 700% ما يحتم اخلاء هذه المنطقة كونها غير آهلة ويجب التعويض على الأهالي بشتى الوسائل المتاحة حفاظا على صحتهم، هذا اضافة الى مشكلة تلوث المياه قائلا ان مياه الكويت تتصف بالركود وذلك بسبب وجود جزيرة بوبيان ومضيق هرمز، وبالتالي فإن التخلص من هذا التلوث يحتاج الى 200 سنة والمشكلة هنا لا تتعلق بالثروة السمكية وحسب بل بالثقافة المائية والسمكية التي تتميز بها الكويت وبحسب اليابان فإن قيمة جون الكويت المالية تعادل ما ينتج منه. وأكد د.المطر ان الحرب القادمة في مختلف أنحاء العالم هي حرب مياه وليست حربا نفطية أو جغرافية لذلك يجب الحفاظ على الثروة المائية التي نمتلكها وتجنيبها الكم الهائل من الملوثات مثل الأمونيا كما حصل في قضية كارثة مشرف. وأكد ان مياه الشفة لاتزال صالحة وهي تخضع لـ 36 فحصا يوميا في وزارة الكهرباء ولكن إذا استمر واقع التلوث كما هو عليه فحتما ستصبح المياه غير صالحة خصوصا اننا نقترب من المد الأحمر ونسير باتجاه الخطر شيئا فشيئا إذ اننا قطعنا 50% من هذا الطريق.