- المسلمون في السنجق يمثلون أكثرية سكانية والمساجد لا تكفي
- نتمنى أن تدخل صربيا في الاتحاد الأوروبي في أسرع وقت
- في صربيا يتعايش المسلمون وغير المسلمين في سلام ونتّبع تعاليم نبينا صلى الله عليه وسلم
أعرب مفتي صربيا رئيس المشيخة الإسلامية د.مولود دوديتش عن سعادته لما رآه من حسن استقبال وحفاوة من أهل الكويت، قائلا: هذا ما لم أجده في دولة أخرى.
ولفت الى ان المشيخة الإسلامية هي المؤسسة الوحيدة التي تهتم بشؤون المسلمين في صربيا وان أدوارها متعددة وتنفق من بيت المال وتبرعات المسلمين. وقال: إن المسلمين في السنجق يمثلون أكثرية سكانية، وان المساجد لا تكفي عددهم البالغ مليونا ونصف المليون مسلم، وهم في حاجة الى جامعة إسلامية ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم ومعهد تقني.
وأوضح دوديتش في حواره مع «الأنباء» خلال زيارته الكويت، ان القانون الصربي ينص على المساواة بين جميع المؤسسات الدينية، ولكنه في الواقع لا يطبق، كما ان دولة صربيا أصدرت قانونا منذ عشر سنوات لرد ممتلكات أصحاب الديانات، وتم رد 70% منها للأديان الأخرى إلا المسلمين فلم يرد لهم شيء.
وأشار الى ان من الظلم ربط الإرهاب بالإسلام. وقال: عندما قتل إرهابي في النرويج 70 شخصا لم يسموه إرهابيا نصرانيا، بل قالوا انه مريض عقليا، واذا فعل ذلك شخص باسم الإسلام يسمونه إرهابيا إسلاميا، مؤكدا ان كل من يقوم بالإرهاب يعمل ضد الإسلام لأن ديننا دين السلام والأمان.. وإلى تفاصيل الحوار:
أجرت اللقاء: ليلى الشافعي
ما سبب زيارتكم الكويت؟ وبدعوة ممن؟
٭ أتينا لزيارة الكويت المباركة بدعوة من بيت الزكاة الكويتي، ويشرفنا اننا تعرفنا على إخوة طيبين كرماء، وقد جئنا هنا لنعرض على اخواننا عمل المشيخة الإسلامية، ونتكلم عن احتياجاتنا.
احتياجات تعليمية
وما أهم احتياجاتكم؟
٭ هناك ثلاثة مشاريع مهمة جدا تخدم المسلمين، وهي: إنشاء جامعة إسلامية، وإنشاء معهد تقني للدراسات التكنولوجية، وثالثا: إنشاء مركز لتحفيظ القرآن الكريم. وجميع المؤسسات التي زرناها في الكويت استقبلتنا أحسن استقبال سواء بيت الزكاة ووزارة الأوقاف والأمانة العامة للأوقاف والهيئة الخيرية الإسلامية ومؤسسة الرحمة.
كم تكلفة هذه المشاريع؟
٭ الجامعة الإسلامية تحتاج الى 750 ألف يورو تقريبا، والمعهد التقني يتكلف 800 ألف يورو، ومركز تحفيظ القرآن الكريم 400 ألف يورو، وقد تكفل أهل الخير بالكويت برعاية 40 طالبا وطالبة في كلية الدراسات الإسلامية.
ما انطباعكم عن الكويت وشعبها؟
٭ لقد قمت بزيارة كل الدول الإسلامية، ووجدت أهل الكويت ذوي أفق متفتح في تطبيق الإسلام، وهذا منهج نبينا صلى الله عليه وسلم، وهم مستعدون لخدمة دين الإسلام والمسلمين، ويشرفني ان أقول ان ما وجدناه من حسن استقبال وحفاوة يدل على أصالة الشعب الكويتي، وما رأيته هنا لم أجده في دولة أخرى، وأبهرني سعيهم لحب الخير ونشره والبحث والاستعداد للتعاون ومساعدة المسلمين في صربيا.
كم عدد المسلمين في صربيا؟
٭ في صربيا ما يقارب المليون ونصف المليون مسلم.
الاتحاد الأوروبي
وكيف هي أوضاع المسلمين في صربيا الآن وفي إقليم السنجق؟
٭ مرت أيام في حياة المسلمين شديدة الصعوبة في زمن حكم ميلوسيفيتش لصربيا، وكانت وقتها الحرب بين البوسنة والهرسك والمضايقات تحيط بالمسلمين من كل جانب بشكل خطير، وإن كانت أوضاع المسلمين الآن قد تحسنت بشكل ملحوظ، ونتمنى ان تدخل صربيا في الاتحاد الأوروبي في أسرع وقت لأن ذلك سيؤمن لنا حقوقنا كمسلمين مثل بقية سكان صربيا، فنحن نعيش حاليا في ازدواجية في تطبيق القانون في حفظ حقوقنا، فالقانون الصربي يسن على تنفيذ حقوقنا، اما تنفيذ القانون فهذا شيء آخر، مثال ذلك علاقة الدولة بالكنيسة الأرثوذكسية وعلاقاتها مع مؤسسات دينية أخرى، ورغم ان القانون الصربي ينص على المساواة بين جميع المؤسسات الدينية فإنهم في الحقيقة يفضلون الكنيسة الأرثوذكسية على مؤسسات الديانات الأخرى.
وهل تم رد ما أخذ من المشيخة أيام الشيوعية؟
٭ أنتم تعلمون انه في زمن الشيوعية أخذت كل ممتلكات المشيخة وأعطوها لأصحاب الديانات الأخرى، وقبل عشر سنوات أصدرت دولة صربيا قانونا لرد هذه الممتلكات التي أخذت من الديانات وتم إرجاع 70% من هذه الممتلكات الى الكنيسة، أما المشيخة الإسلامية فلا شيء أعادوه إليها، كما ان دولة صربيا تساعد الكنيسة الأرثوذكسية ماديا، أما المشيخة الإسلامية فلا تقدم لهم اي مساعدة، ونحن نتمنى في أقرب وقت ان تتحسن أوضاع المسلمين في صربيا خاصة ان المشيخة الإسلامية هي المؤسسة الوحيدة التي تهتم بشؤون المسلمين في صربيا.
ماذا تقدمون للأطفال المسلمين؟
٭ اهتمامنا منصب على الأطفال وتنشئتهم على التمسك بالشريعة الإسلامية، فلدينا رياض الأطفال تضم الأولاد من عمر سنة واحدة الى 7 سنوات، ونعلم أطفالنا منذ الصغر ديننا وثقافتنا لينشأوا جيلا صالحا، كما لدينا مؤسسة لتحفيظ القرآن الكريم، وفي التسعينيات لم يكن عندنا حافظا للقرآن، والآن لدينا في مدرسة لتحفيظ 1500 طالب وطالبة، وهدفنا ان يكون في كل بيت ابن يحفظ القرآن، وان يكون في كل مدينة حافظ للقرآن، وحاليا تم تخريج 10 ختموا القرآن في مدرستنا، وفي صلاة التراويح يقوم هؤلاء الحفاظ بختم القرآن في شهر رمضان المبارك في صلاتهم.
هل المساجد تكفي عدد المسلمين في صربيا؟
٭ لا تكفي ويضطر المصلون للصلاة في الشارع ونحن نبني الان 4 مساجد.
ومن يتكفل بالبناء؟
٭ كل أعمالنا من تبرعات المسلمين فقط.
دور المرأة
وهل للمرأة دور في الدعوة والتعليم الشرعي؟ وما المؤسسات التعليمية لديكم؟
٭ بالطبع، في زمن الشيوعية لم نكن نرى امرأة واحدة محجبة، والآن لدينا مدرسة إسلامية للبنات والشباب منفصلين لنشر الدعوة، وعندنا حاليا ما يزيد على 30% من النساء محجبات.
هل بين هذه الكليات وكليات الشريعة في الدول الاخرى علاقات تعاون؟
٭ نعم، بيننا وبين كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالكويت مذكرة تعاون وتبادل الأساتذة وفي تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وغيرها.
ما الصعوبات التي تواجهكم؟
٭ الأزمة الاقتصادية التي نواجهها في صربيا، فأكثر من 60% من الشباب عاطلون عن العمل، ما جعل الشباب يبحثون عن الهجرة الى اوروبا، كما لا توجد بنية تحتية سليمة في الأماكن التي يعيش فيها المسلمون بالذات، أما مناطق غير المسلمين فحالها أفضل بكثير.
ما دور المشيخة في تصحيح صورة الإسلام؟
٭ نحن ننشر الوسطية، وكل ما يحدث من الإرهاب لا نراه جزءا من الإسلام، بل ندينه بقوة لأن الإسلام ليس دين إرهاب، بل من اسمه دين السلام والأمان، وعليه فكل من يقوم بشيء ارهابي أو تطرفي يعمل ضد الإسلام.
وأرى ان هناك ازدواجية لدى الغرب في النظرة للإسلام، فحينما تم قتل اكثر من 70 شخصا في النرويج ما أسماه أحد متطرفا نصرانيا، بل قالوا انه مريض عقليا، واذا فعل أحد هذا باسم الإسلام يسمونه إرهابيا إسلاميا، أنا في رأيي لا يوجد ارهاب إسلامي لأن الإسلام لا يعرف الإرهاب، أما أن ينسبوا الإرهاب للإسلام فهذا ظلم وتجنٍ على الإسلام، ونحن في المشيخة الإسلامية ومن خلال النظام التعليمي المقدم نقوم بتربية أبنائنا على فهم الإسلام بطريقة صحيحة.
هل هناك تعايش بين المسلمين وغير المسلمين في صربيا؟
٭ نحن وغير المسلمين على مستوى عال، وهم معنا في كل مكان، ونحن كمسلمين نطبق تعاليم الإسلام في حسن الجوار، ونبينا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم هو رحمة للعالمين، وجيراننا غير المسلمين نراعي فيهم ما وصانا به النبي صلى الله عليه وسلم وعلاقتنا جيدة معهم.
هل هناك مشاركة من المسلمين في البرلمان الصربي؟
٭ نعم، لدينا في البرلمان 6 رجال مسلمين من السنجق.
وما نصيب المرأة من الدعوة؟
٭ لدينا مؤسسة دعوية نسائية للمرأة هي مؤسسة «مريم» تقدم الندوات والمحاضرات والدعوة وتدير المؤسسة 5 نساء متطوعات، وعلى علم شرعي وكفاءة، ويحضر نساء المسلمين للمشاركة فيما تقدمه المؤسسة.
الاستثمار في صربيا
ما أمنياتكم؟
٭ نتمنى ان تدخل صربيا في الاتحاد الأوروبي، وان تكون هناك مساواة في تطبيق القانون بين الجميع، فللأسف القانون ينص على شيء، ويطبق شيء آخر، وأتمنى ان تكون البنية التحتية متساوية في كل المدن بين المسلمين وغير المسلمين، ونرجو ان يأتي اخوة من الكويت للاستثمار في صربيا، وان نكون كمسلمين من صربيا جسر تواصل بين صربيا والبلاد العربية، وقد بدأت دولة الإمارات بشراء ممتلكات في صربيا، ولدينا في صربيا في منطقة السنجق الجميلة الباب مفتوح للاستثمار فيها، وصربيا بكاملها دولة تستحق الزيارة، لذا ندعو الإخوة الكويتيين لزيارتنا، وان يكونوا في بلادنا، فوجودهم واستثماراتهم مساعدة للمسلمين هناك.
كلمة أخيرة..
٭ أسأل الله العلي القدير ان يحفظ دولة الكويت الكريمة ويحفظ هذا الشعب المضياف، وان يديم عليه نعمة الأمن والأمان والخير، ونشكرهم جميعا على وقفتهم معنا، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجمعنا وإياهم في جنات النعيم.