بشرى الزين
رغم حيازتها موقعا خاصا بين دول العالم بحيادها، الا ان النمسا استطاعت بعد الحرب العالمية الثانية ضمان مركز في منظمة الامم المتحدة.
ويبدو ان هذا الانجاز كان كبيرا اذا عرفنا ان النمسا توجد وسط اوروبا ولها حدود مشتركة وطويلة مع دول شرق اوروبا وتتعامل مع مبدأ «الحياد» كأداة مرنة تمكنها من فتح آفاق للانخراط في عمل المنظمة والمنظمات التابعة لها بما يخدم السلام العالمي وحماية الحق والقانون ومد جسور الحوار بين الشرق والغرب.
سفير النمسا ماريان وربا اكد في حديث لـ «الأنباء» انه عندما نناضل من اجل الحق والقانون فإن مبدأ الحياد لا يشكل تضييقا او تحديدا لدور بلاده الفاعل والنشط في العلاقات الدولية، مؤكدا ان النمسا ضمن الاتحاد الاوروبي تتبادل التحالف في المصالح مع عدد من دول شرق اوروبا ليكون تأثيرها اكبر او يوازي حجم الدول الاوروبية المحورية.
وجدد وربا دعوة بلاده لايران بوقفها تطوير برنامجها النووي والالتزام بتطبيق الالتزامات الدولية، مشيرا الى ان النمسا توجد على خط واحد مع الكويت وباقي دول العالم في هذا التوجه.
واعلن عن وجود دعوة مفتوحة من الرئيس النمساوي لصاحب السمو الامير لزيارة ڤيينا.
كما وصف السفير النمساوي الذي تحتفل بلاده بالعيد الوطني اليوم العلاقات الكويتية ـ النمساوية بأنها جيدة وفي تطور مستمر، حيث توجت بزيارة الرئيس النمساوي الى الكويت في فبراير الماضي وتبادلت اثرها القيادتان السياسيتان الآراء حول العديد من القضايا الثقافية، واتفق الطرفان على تعزيزها، خاصة في المجالات الاقتصادية والتبادل الثقافي.
ولفت الى حصول بلاده على مقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي في الفترة من 2009 الى 2010، حيث انخرطت في عدة محادثات وتسويات، الشيء الذي يعزز تبادل وجهات النظر بين الكويت والنمسا. وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، قال وربا ان التعاون في هذا المجال يتطلب دفعة اكثر ويتجاوز الصادرات بين البلدين الى استثمارات متبادلة، خاصة ان النمسا والكويت يتوافر لديهما امكانيات هائلة لتطوير التعاون في المجال الاستثماري، موضحا ان ما يجعل ذلك ممكنا هو وجود النمسا وسط اوروبا ويسهل من خلالها ولوج اسواق سلوڤاكيا والتشيك وهنغاريا وبلغاريا ورومانيا، مضيفا ان الامر نفسه بالنسبة للكويت وبموقعها الذي يمكنها من ان تكون نافذة لباقي اسواق المنطقة.
وحول التسهيلات التي يمكن ان يستفيد منها المستثمرون الكويتيون في النمسا، قال ان النمسا تتمتع بسمعة قوية في القطاعات البنكية والمؤسسات المصرفية والائتمانية ولديها بنوك نشطة في سلوڤاكيا وتشيكيا ورومانيا، وهذا شيء مهم بالنسبة للمستثمرين الكويتيين الراغبين في الاستثمار بهذا القطاع، مؤكدا ثقته بأن الطرفين لديهما امكانيات للعمل اكثر. وفي رده حول موقف بلاده من الدعوة لخروج العراق من الفصل السابع، قال وربا: ان النمسا مثل باقي اعضاء مجلس الامن الدولي ترى ان تحقيق ذلك مشروط بتنفيذ العراق التزاماته الخاصة بقرارات الامم المتحدة.
النمسّا أقل تأثراً
أوضح سفير النمسا ماريان وربا ان بلاده تأثرت بتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية بشكل غير مباشر الا انه كان تأثيرا اقل من باقي الدول في شرق اوروبا، مشيرا الى ان الاقتصاد النمساوي في بلاده استفاد من ردة الفعل السريعة التي اتخذها الاتحاد الاوروبي لحماية الاقتصاديات ما اعاد لها الثقة والانتعاش.