دانيا شومان
تزامنا مع انطلاق معرض الكويت الدولي الرابع والثلاثين للكتاب نظمت شركة بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع مساء امس الاول مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عدد من مؤلفيها الشباب عن اصداراتهم الجديدة.
وقال مدير عام بلاتينيوم بوك جاسم اشكناني ان الشركة حريصة على دعم المواهب الشبابية الكويتية ونشر اصداراتها المتميزة، مشيرا الى ان النوعية الفاخرة للورق والاغلفة والديكور الفخم في المعرض هو امر مكلف تجاريا ولكنه مجد في تشجيع القراء على تحسين علاقتهم بالكتب والقراءة وهو الهدف الاسمى.
واضاف اشكناني ان بلاتينيوم بوك تسعى الى الريادة في عالم النشر والتوزيع من خلال تنويع اصداراتها وتسويقها بشكل مهني سليم حتى يعود الكتاب لمكانته الطبيعية في المجتمع، مبينا ان الحديث عن عدم توجه الشباب نحو القراءة غير دقيق علميا حيث الكثير منهم يقبلون على الكتاب الورقي المطبوع رغم الثورة التكنولوجية وعالم الانترنت بشرط تقديم ما يرضي طموحهم ويحقق تطلعاتهم على جميع المستويات.
من جانبه قال الزميل احمد الحيدر ـ الذي له اصداران هذا العام الاول بعنوان «خنفروش» والثاني «حياتنا» ـ ان على الكاتب ان يتفاعل مع مجتمعه ليؤثر ويتأثر به، موضحا ان الاسلوب الساخر هو المتبع في «خنفروش» بداية من العنوان الذي يجذب قراء كتب الطبخ مرورا بالموضوعات المتنوعة التي تطرح العديد من الظواهر الاجتماعية ووصولا الى الموضوعات المنشورة مسبقا في الصحف المدونة الشخصية.
واضاف حيدر ان كتاب «حياتنا» الذي يشمل العديد من الصفحات البيضاء موجه بصورة رئيسية لمن يبحث عن الفكر لا كمية الحبر، حيث الكلمات القليلة التي كتبت في بدايته ونهايته توجه رسالة سامية حول ضرورة العمل على تجنب الصراعات والخلافات الانسانية لترك الذكرى الطيبة بعد انتهاء حياة الانسان الدنيوية مستدركا بأن تجربته السابقة في اصدار كتاب «النساء من الوفرة.. الرجال من العبدلي» قدمت له خبرة كبيرة مقارنة باصدار يتيم لم يكن يتوقعها.
وكشف المؤلف عبدالوهاب السيد عن صدور كتابين له هذا العام يحملان عنوانا واحدا هو «رسائل الخوف» وهما الاصداران التاسع والعاشر منذ دخوله مجال التأليف قبل عشر سنوات، مبينا ان كل جزء من الكتاب سيشمل روايتين تتسمان بطابع الغموض والاثارة والتشويق والنهايات المفاجئة، وهو الطابع الذي اعتدت على تقديمه لقرائي الاعزاء منذ اول رواية اصدرتها عام 2003 حسب تعبيره.
واستدرك بأن دخول اصداراته قائمة الكتب الاكثر مبيعا طوال معارض الكتاب السابقة في الكويت يمنحه حافزا لتقديم المزيد ولكنه يحمله في ذات الوقت مسؤولية الحفاظ على مستوى معين يرضي قراءه بشكل مستمر موضحا ان النقد البناء هو ما يغذي مسيرته ويقوّم اي خلل فيها ان وجد.
وذكرت الكاتبة عذاري آل دخنة الشريفي التي وصفت ذاتها بحديثة التعرف بالقلم ان انطلاقتها في عالم النشر كانت قبل نحو عامين من خلال الاشراف على سلسلة بدايات لدعم المواهب الشبابية في اصدارين حملا عنوان «نيسابا»، مستدركة: اما اليوم او الحديث عن كتابي الاول او مولدي الاول وهو كتاب ممزوج بنكهة روائية بسيطة كتاب تاريخي تبتدئ حكايته في منطقة رومانية قديمة، تسمى «والاشيا» تقع تحديدا في جنوب رومانيا قائلة: ان «والاشيا» هو عنوان عملي لحكاية ثأر ومنطلق اسطورة، بل الثأر هو تاريخ «والاشيا» كله فمنذ ان بدأ جسد «والاشيا» الصغير ينمو ويزدهر باشعاعها الجغرافي ونموها الاقتصادي حتى اضحت محلا للصراعات السياسية الداخلية بين عشائرها وملوك المجر والصراعات الحربية الخارجية القائمة على رأسها الامبراطورية العثمانية التركية الساعية لفتوحات اسلامية اكثر.
ومن بين بحر الدم الذي تعيشه «والاشيا» والحديث للكاتبة تظهر لدينا عدة شخصيات من بينها السلطان العثماني محمد الفاتح وشخصية فلاد الوالاشي بطل العمل الامير السادي عاشق الدماء القادم من اجل الثأر ولا شيء سوى الثأر، الثأر لأجل ابيه واخيه، وختمت حديثها موجهة الشكر لوالديها وزوجها على دعمهم المستمر في اصدارها للعمل عبر بلاتينيوم بوك.
اما المؤلفة سحر غلوم بن عيسى، والتي تدرس تخصص الاشعة في جامعة الكويت فبدأت حديثها بالقول: واضح ان مجال دراستي بعيد عن سبب وجودي هنا، لكن يبقى التوازن في مجالات الحياة هو السبب الأول في نجاح ورقي اي شخص، مشيرة الى انها بدأت الكتابة في عمر مبكر وكتبت قصة في احدى المجلات بعدها اكملت مشوار الكتابة في المجلات الى ان توقفت في مرحلة الثانوية للتفرغ للدراسة ومن ثم عادت للكتابة في عدة صحف ومجلات الى ان بدأت على مستوى اعلى وهو كتابة الكتب حيث صدر لها الإصدار الأول في سنة 2007 وكان يحمل عنوان «طريقي إليك» ومن ثم كتاب «رحلة في القلوب» في عام 2008.
واستدركت بأنها اصدرت تزامنا مع المعرض كتابها الثالث الذي يحمل عنوان «العشق الأبدي» وحاولت فيه ان تحقق الهدف الذي تصبو إليه في كتاباتها، وهو إفادة القارئ بالدرجة الأولى قائلة: ان القارئ هو المعني الأول والاخير في كتاباتها، ففي «طريقي إليك» تكلمت عن علاقة الانسان بحياته وكيف يعيش في بيئة تناسبه وتحقق السعادة وفي «رحلة في القلوب» تكلمت عن علاقة الانسان بمن حوله وكيفية التعامل مع الآخرين، لذلك قبل ان اكتب «العشق الأبدي» او الاصدار الجديد فكرت في احتياجات الانسان ووجدت انه مازالت هناك امور يحتاج اليها من اهمها كيف يتعامل مع نفسه ويطورها وينمي عقله وهذا هو محور الكتاب الجديد.
اما الكاتبة شهد بوشهري والتي لها كتاب خواطر بعنوان «مشاعر لا تنام» فانها كتبت كلماته لترجمة طاقة كبيرة وكتلة مشاعر في داخلها، موضحة انها تسعى للتعبير عن مشاعر جيلها لاسيما الفتيات من خلال هذه الكلمات، وبينت انها كانت تحلم دائما بإصدار كتاب مطبوع الى ان قادتها المصادفة وساعدتها الظروف في تقديم كتاباتها لدار النشر وموافقتها عليها ثم طبعها، مشددة على ان التجارب المذكورة في الكتاب لا تعبر بالضرورة عما مرت به شخصيا ولكن تجارب اخرين حولها او سمعت عنها وتأثرت بها.
وقال الزميل طارق العيدان والذي يصدر كتابه الأول «حكايتي مع القاهرة» في كلمته ربما قضى الكثيرون منكم اياما جميلة في ربوع القاهرة، سواء كانت خلال العطل الصيفية او الربيعية، ولكن ان تعود اليها مجددا، بغرض الدراسة فيها، هو امر مغاير، تختلف فيه المعايير والاعتبارات، مستطردا بأن ما بين ايديكم مذكرات شاب لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة حينها لم يسافر بمفرده الى اي بلد في العالم قط، واليوم هو في مدينة لا يعرف فيها احدا، سوى صاحب «السوبر ماركت» الصغير والذي تعرف عليه منذ ان كان طفلا بحكم العلاقات الانسانية اليومية. وخلص إلى القول ان في طيات الكتاب خبرات تعلمتها للمرة الأولى آثرت ان انقلها اليكم طازجة.. وليس بعد ان تشيب شعرات رأسي كما يفعل الكثيرون.
وأوضحت الروائية منال الانصاري انها تخوض التجربة الأولى من خلال روايتها التي تحمل عنوان «لجين» وهو اسم بطلة العمل، مبينة انها وبمجرد التفكير في سبب كتابتها لهذه الرواية فإنها تغوص تعمقا بأفكارها. واشارت الى انها لم تكتبها الا تلبية لرغبة ملحة في داخلها بالتعبير عن هذه الهواية، مبينة انها عشقت دنيا الحكايات والقصص منذ نعومة أظفارها.