- شحرور: 400 مليون شخص أصم في العالم منهم 18 مليوناً في الوطن العربي
- الأردن الدولة الأولى عربياً في أعداد حالات الصم
عبدالعزيز الفضلي
دعت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان وزارة التربية والجهات الرسمية المسؤولة في الدولة الى إدخال لغة الإشارة في جميع المدارس والدوائر الخدماتية وتوفير المترجمين المؤهلين، لافتة إلى انها اللغة الثانية وإحدى اللغات المهمة في المجتمعات المتقدمة والتي يجب ان يتعلمها جميع الأفراد بقواعدها الخاصة.
وأشارت الجوعان خلال كلمة لها في حفل افتتاح «أسبوع الأصم العربي.. مسيرة تعزيز الحقوق والمساواة» صباح أمس والذي يقام تحت رعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس في مقر المعهد العربي للتخطيط الى ان هذه الفئة الهامة في المجتمع يجب ان تنال اهتماما كبيرا ويسلط الضوء على حقوقها ومكتسباتها ومعوقاتها خاصة مع وصول أعداد الصم في الكويت الى 7 آلاف شخص، مؤكدة ان معهد المرأة للتنمية والسلام دأب على الاهتمام والبحث والتركيز على فئات قد تكون مهمشة في المجتمع أو لا تحظى بالاهتمام الكافي من حيث التأهيل الصحيح ودمجهم في المجتمع ليتمكنوا من مواكبة التطورات والمساهمة بفعالية في خدمته، وتم تشكيل لجنة «المنارات» والتي ضمت في عضويتها المرأة الكفيفة والصماء لتوظيف هاتين الفئتين في أنشطة المعهد الداخلية والخارجية.
وأضافت: لقى ملتقى تمكين المرأة العربية الكفيفة في الحياة العامة عام 2015 نجاحا كبيرا ساهم في تنظيم ملتقى آخر للمرأة الصماء في فبراير الماضي وحضره أكثر من 80 شخصية يمثلون جمعيات ومؤسسات رسمية وشعبية إضافة الى المشاركات الداخلية، كما قدم المعهد نموذجا لامرأة أوروبية صماء تحدت الصعاب ووصلت عن طريق الانتخاب الحر الى عضوية البرلمان في مجلس الشيوخ الإسباني، كما قام المعهد بتدريب مجموعة من الطالبات الصم بمدرسة الأمل على لغة الإشارة باللغة العربية الفصحى وشاركن في ملتقانا خلال فبراير الماضي، لافتة الى ان الهدف من احتفال اليوم هو إطلاق تسمية «يوم الأصم الكويتي الأول» للتأكيد على دمج هذه الفئة في المجتمع.
وأوضحت ان شعار ملتقى «قلوبنا تسمعكم» حمل عنوان «لغة الإشارة وسيلة مساعدة هامة للتواصل مع الصم» لتمكين فئة الصم فعليا في المجتمع من خلال لغة الاشارة والتي تعتبر لغة التفاهم والتفاعل والتواصل في المجتمع وهذا لن يحدث ان ظلت لغة الإشارة حبيسة جدران مدارس الصم وجمعياتها، مشيرة الى ان المؤسسات الرسمية خاصة التربوية والاجتماعية والتعليمية والإعـلامـية والـصـحـيـة والدينية عليها مسؤولية نشر لغة الصم وتوجيه وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء على حقوق الاصم الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية، مبينة ان هذه الفئة لا يمكن ان تنجح ان لم تأخذ حقها الكافي من التأهيل والاهتمام.
وأعلنت الجوعان عن تعاون بين وزارة التربية ومعهد المرأة للتنمية والسلام من خلال تقديم مشروع لغة الإشارة باللغة العربية الفصحى والعمل به في أكتوبر المقبل على يد خبير متخصص في هذا الأمر، متقدمة بالشكر لوزير التربية ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس على مساندته ودعمه لهذه الفئة، متمنية له الشفاء العاجل والخروج من المستشفى بأفضل حال، شاكرة ايضا وكيل الوزارة د.هيثم الأثري، متمنية مزيدا من التعاون بين المعهد و«التربية» وكل وزارات ومؤسسات الدولة.
من جانبه، قال نائب رئيس الاتحاد العربي للصم غسان شحرور ان عدد الأشخاص الصم وضعاف السمع في العالم يبلغ 400 مليون شخص منهم 18 مليون شخص في الوطن العربي من ضمنهم اكثر من 180 ألف طفل شديدو الصم.
وأكد شحرور ان الأردن حسب آخر إحصائية تعتبر الدولة الأولى عربيا في أعداد حالات الصم، وذلك بسبب عوامل وراثية، حيث يرتفع فيها نسبة زواج الأقارب، لافتا الى ان حالات الصم أكثر انتشارا في الوطن العربي مقارنة بدول العالم الأخرى، وقبل 30 عاما كانت نتيجة أسباب مرضية كالسحايا وغيرها وتوجد مشاريع عربية يطلق عليها الـ «geno» تعمل على تعريف المجتمعات العربية بمكافحة العوامل التي قد تؤدي إلى الصم.
وذكر ان الشخص الأصم او ضعيف السمع يحتاج الى برامج تدخل مبكر صحية وتربوية واجتماعية، لافتا الى حاجته الى نظام تعليم جامع شامل يراعى فيه حاجات كل فرد على حدة وكذلك في مراحل التعليم المختلفة، كما يحتاج إلى فرص عمل مناسبة ودعم مجتمعي.
بدوره، عبر رئيس المعهد العربي للتخطيط د.بدر مال الله عن بالغ شكره وتقديره لمديرة معهد المرأة للتنمية والسلام د.كوثر الجوعان على ما تقوم به من جهود كبيرة في خدمة مختلف شرائح المجتمع من خلال الفعاليات المنوعة، وايضا وزير التربية ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس على اهتمامه ورعايته لفعاليات هذا الاسبوع، متمنيا للوزير الفارس الشفاء من الوعكة الصحية التي ألمت به.
وبيّن مال الله، ان هذه ليست اول فعالية ومناسبة نتعاون فيها مع معهد المرأة للتنمية والسلام، مشيرا الى ان اهم ما يتضمن هذا التعاون هو توجهات المعهد الذي يولي اهتماما كبيرا بالبرامج التوعوية الهادفة، لافتا الى ضرورة توجيه جهودنا لكل جهات المجتمع ودعم مختلف الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا ان المعهد حريص على المشاركة في هذه الاحتفالية والتي تركز على الاهتمام بالفئات الخاصة، متمنيا التوفيق والنجاح للمشاركين في هذا الحدث الذي تحتفل به جميع الدول العربية.