بيان عاكوم
امام مهابة العسكر، وبين ايدي حماة الوطن ورموز الدفاع والتصدي، وامام ذلك التواؤم بين القوات العسكرية الكويتية والبريطانية الذي ظهر جليا على ارض الواقع امس خلال الاحتفال الختامي للأنشطة العسكرية المشتركة بين البلدين الذي نظمته السفارة البريطانية تحت عنوان «شكرا يا كويت» وقف الحضور من ديبلوماسيين ومسؤولين في وزارتي الدفاع الكويتية والبريطانية لتحية النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزير الدفاع البريطاني بوب اينسورث.
وتحت زخات المطر عبر الوزير البريطاني عن امتنانه للقيادة الكويتية ودورها وكرمها تجاه المهمات العسكرية التي قامت بها القوات البريطانية لازالة التهديد الذي شكله نظام المقبور صدام حسين.
وما كان من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الا ان قدر وثمن هذه المبادرة، مبينا ان قرار الكويت في المساندة والمساعدة ليس سهلا ولكن رأينا انه من واجبنا مساندة اصدقائنا وحلفائنا وجيراننا الذين يستحقون المساعدة.
واضاف المبارك: لهذا قررنا مساندة هذه القوات التي نحن على قناعة تامة بانها تقوم بعمل انساني نبيل خصوصا اننا في الكويت نساند كل عمل انساني.
وتابع: نحن عانينا لسنوات كثيرة من عدم الاستقرار في هذه المنطقة وكان علينا ان ننهي هذه الاوضاع ونلتفت لبناء وطننا وتنمية شعبنا.
وتأسف المبارك للضحايا الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية، مجددا تأكيده في ختام كلمته على ان الكويت دائما تساند من يكون في صفها وتساند حلفاءها وأصدقاءها.
تواجد عسكري ثابت
وبدوره اكد وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني بوب اينسورث وبعد التحية والوفاء لجهود القيادات الكويتية بقاء البعثة العسكرية البريطانية في الكويت بالرغم من ان انهاء العمليات العسكرية البريطانية في العراق ستقلل من التواجد العسكري.
وقال اينسورث: نحن عازمون على الحفاظ على تواجد عسكري ثابت في المنطقة، مشيرا الى ان بريطانيا ملتزمة بالحفاظ على الاستقرار في الخليج، ولفت الى السعي البريطاني لضمان اعادة اندماج العراق في مجتمع دول الخليج وتسوية النزاعات بطريقة سلمية.
واضاف: كما اننا سنعمل على ضمان ادراك ايران انها ستخدم مستقبلها بصورة افضل بالتعاون والتكامل مع المجتمع الدولي والتعايش السلمي مع جيرانها.
وقال اينسورث: يشهد هذا العام مناسبة الذكرى السنوية الـ 110 لتوقيع معاهدة الصداقة الخاصة بين بريطانيا والكويت، مشيرا الى ان العلاقات التجارية بين البلدين تزداد قوة يوما بعد يوم، كما ارتفعت الصادرات الكويتية الى بريطانيا الى الضعف، وبين ان الكويت هي من اكبر المستثمرين المنفردين في المملكة المتحدة.
وعبر اينسورث عن فخره بالتدريب المقدم الى القوات المسلحة الكويتية، معلقــا اهميــة كبيــرة على التــدريب الـــدولي علــى الدفـــاع، داعــيــا العامليــن فــي الخــدمة الكويتية للتعلم والدراسة وتبادل الخبرات في كليات الاركان في المملكة المتحدة.
أمار القوات الجوية الخليجية وصلوا إلى البلاد
وصل إلى البلاد أمار القوات الجوية الخليجية المشاركة في تمرين رماح الخليج 4/2009، وذلك لحضور ختام التمرين الخليجي المشترك رماح الخليج 4، حيث يشارك في تنفيذ التمرين عدد كبير من الطائرات الحربية المختلفة والمتنوعة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومنها طائرات حربية مقاتلة وطائرات بحث وانقاذ وطائرات نقل للافراد والمعدات، ويأتي تنفيذ هذا التمرين من خلال تفعيل وتطبيق اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي وفي ظل الرغبة في تطوير مفهوم العمليات الجوية المشتركة بين القوات الجوية الخليجية.
تجدر الاشارة الى ان هذا النوع من التمارين بدأ منذ عام 2002 ويتم تنفيذه مرة كل عامين والتناوب بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وزير الدفاع البريطاني: لا نعتزم الانسحاب من الخليج ولدينا الكثير من الأصدقاء والمصالح
في مؤتمر صحافي لوزير الدفاع البريطاني بوب اينسورث وصف فيه العلاقات مع الكويت بالمتينة جدا، مشيرا الى انه تحدث مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك حول كيفية ضمان استمرار تلك العلاقة في المستقبل مشددا على ان الأصدقاء يجب ألا يستريحوا على أمجاد الماضي ويجب أن تتطور العلاقة وتنطلق الى الامام في اوجهها المختلفة. وعما إذا كان هناك تسرع في مغادرة القوات البريطانية للعراق، خصوصا مع تدهور الوضع الأمني قال «المهمة التي اتفقنا عليها مع شركائنا في الائتلاف ومع الحكومة العراقية اكتملت بالفعل، مشيرا الى ان القوات البريطانية دربت فرقتين في الجيش العراقي جنوب العراق بحيث اصبحوا قادرين على تولي مهامهم بشكل مستقل والمحافظة على السلم والسيطرة على الاوضاع الامنية، لافتا الى ان هذا الهدف الرئيسي وهو وصول الجيش العراقي لمرحلة يمكن أن يحكم بنفسه ويسيطر على التمرد ويكسب احترام الشعب العراقي وقد فعل ذلك.
الا انه اشار الى ان هذا لا يعني عدم وجود تهديد امني الا انهم قادرون على الاستقرار وعلى المضي قدما في تطورهم السياسي، معربا عن استعداد المملكة لمساعدتهم.
وأوضح في ختام المؤتمر الصحافي انه لدى القوات البريطانية مهمة تدريب متفق عليها مع العراق من خلال الـ 100 عنصر الذين سيتواجدون في منطقة أم القصر حيث سيساعدون على تطوير القدرات العراقية البحرية ولفت الى وجود سفن في الطرف الشمالي للخليج لحماية المنصات النفطية، مشيرا الى انها ستزور الكويت من وقت إلى آخر. واكد اينسورث ان بريطانيا لا تعتزم الانسحاب من الخليج لأن «لدينا الكثير من الاصدقاء والكثير من المصالح».
وقال «سنكون هنا مادمنا موضع ترحيب» ونأمل ان يتم ذلك لسنوات عديدة.