فرج ناصر - ثامر السليم - عبدالله الركان
كما أمس الأول في وداع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، تكرر المشهد الوطني امس وتسابق أهل الكويت في كل المناطق وأطياف المجتمع للمشاركة في تشييع شهيدي البلاد والعمل الخيري الكويتي الشيخين الفاضلين سفيري العمل الخيري والدعوي د.وليد العلي وفهد الحسيني اللذين استشهدا برصاص الإرهاب الغادر في بوركينا فاسو الاثنين الماضي.
آلاف المواطنين توجهوا عصرا الى مقبرة الصليبخات للصلاة على الفقيدين العزيزين على قلوب اهل الكويت بمزيج من مشاعر الحزن والفخر.
وتقدم المعزين رئيس مجلس الامة مرزرق الغانم الذي قال ان الاعمال الخيرية والانسانية التي قام بها الشهيدان الشيخان د.وليد العلي وفهد الحسيني في الكثير من بقاع العالم وخاصة الاخيرة منها في بوركينافاسو لهي توفيق من الله سبحانه، ومن حسن الخاتمة أنها كانت آخر الاعمال التي قام بها العلي والحسيني قبل استشهادهما، موضحا ان الكثير اسلموا على يد الشيخين حتى انهما انتهيا من شرح كتاب التوحيد يوم استشهادهما، سائلا المولى عز وجل ان يكتبهما مع الشهداء الابرار.
وأضاف الغانم انه عندما تحدث مع والدي الشهيدين قال لهما ان الشهيدين لا يعزى فيهما بل نهنأ لما قاما به من اعمال خيرية.
من جهته، قال وزير التجارة والصناعة ووزير الشباب والرياضة بالوكالة خالد الروضان: «لله ما أعطى ولله ما أخذ»، مضيفا: ان هذا الاسبوع صعب على الكويت، بالأمس ودعنا الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا واليوم نودع شيخين جليلين كانا يقومان بعمل الخير، مؤكدا ان الكويت حزينة على العمل الخيري وحزينة على شيخين سخرا كل إمكاناتهما لخدمة الإسلام والخير في العالم.
وأضاف ان الإرهاب لا دين له، لاسيما انه أصاب الكل، مبينا ان هذه الجموع في وداع الشيخين دلالة أخرى على ان العمل الخيري في الكويت متأصل ويسير في طريق كبير جدا، ونحن نعزي أهالي الشهيدين ونعزي الكويت بفقدهما.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق المستشار فيصل المرشد انه في ظل هذه الظروف لا يمكن للمشاعر او الكلمات ان تفي الشهيدين حقهما، موضحا ان هذا المصاب الجلل لم يكن مقتصرا على اسرة الشهيدين بل على كل بيت كويتي.
واضاف: هي فاجعة للشعب الكويتي فردا فردا، مشيرا الى ان الشهيدين عرفا بأخلاقهما السامية وحبهما لخدمة ونشر الدين الإسلامي في الدول الافريقية والعربية والإسلامية، وكانا مخلصين لوطنهما ويبذلون الغالي والنفيس من أجل توصيل رسالة نقية عن الإسلام والمسلمين.
وتابع: ان الكويت حزينة جدا لفقد شخصيات بحجم الشيخين الفاضلين، ونسأل الله ان يتقبل روحيهما بجنانه ويلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.
من جهته، قال النائب عبدالكريم الكندري ان اليوم بقدر ما يملؤه الحزن لفقد الشهيدين الشيخين لكن الحضور المتواجد في المقبرة وتوافد الكويتيين بكل اطيافهم لمواساة اهالي الفقيدين واهل الكويت بشكل عام يصبرنا ويواسينا، واضاف ان هذا الامر ليس بغريب على اهل الكويت لاسيما انها صغيرة بالمساحة لكنها كبيرة في العطاء وعرف عنها بعمل الخير في شتى بقاع الارض، لافتا الى ان هذا اليوم الذي نودع فيه شيخين عرف عنهما دورهما الكبير في نشر الدعوة الاسلامية والعمل الانساني، مفخرة للكويت واستكمال للعمل الانساني الذي يقوم به صاحب السمو الأمير على المستويين الدولي والشعبي.
وأكد الكندري ان الشيخين رفعا اسم الكويت، وما نراه اليوم هو تكريم لهما من المجتمع الكويتي ودليل على ان الكويت بلد الخير، والشهيدان بركة لهذا الوطن واستمرار للعمل الخيري الكويتي، ونسأل الله ان يتقبلهما ويدخلهما فسيح جناته.
من جانبه، عبر النائب عبدالله الرومي عن حزنه الشديد لرحيل الشهيدين وليد العلي وفهد الحسيني اللذين وضعا بصمة في العمل الخيري، مؤكدا أن رحلتهما كانت في سبيل الدعوة إلى الله، وهذا اكبر عمل يمكن للانسان أن يقدمه.
وأضاف ان الجموع الكبيرة في المقبرة أكبر دليل على محبة الناس لهما ولعل معظم المتواجدين لا يعرفان الشهيدين شخصيا ولكن حضورهم نتيجة السمعة الطيبة التي يتمتعان بها.
بدوره، قال النائب السابق د. علي العمير إن الشهيدين وليد العلي وفهد الحسيني لهما مآثر طيبة في العمل الخيري والدعوي والعمل الانساني ومثّلا الكويت خير تمثيل، وكان قدوتهما في العمل الانساني سمو الأمير ونسأل الله لهما الرحمة والمغفرة.
جثمانا الشهیدين عادا إلى أرض الوطن على متن طائرة أميرية
- العمير: المصاب جلل وعزاؤنا أن ختم لهما بطاعة
- عمادي: قطعا المسافات ليعلّما الناس الخير
- يعقوب الحسيني: نفتخر بالشهيدين وأجرهما عند الله عظيم
عاد إلى البلاد في وقت مبكر صباح امس جثمانا الشهیدين الكويتیین إمام وخطیب مسجد الدولة الكبیر الشیخ د. ولید العلي والشیخ فهد الحسیني على متن طائرة أمیرية تنفیذا لتوجیهات صاحب السمو الأمیر الشیخ صباح الأحمد بنقل الجثمانین إلى أرض الوطن، وكان في مقدمة مستقبلي الجثمانین على أرض المطار وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشیخ محمد العبدالله وذوو الشهیدين وحشد من المواطنین والمشايخ وسط حالة من الحزن والأسف الكبیرين مع الدعاء إلى الله تعالى أن يتغمدهما برحمته في أعلى علیین وأن يجزيهما خیر الجزاء على أعمال البر والخیر التي قاما بها وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان وحسن العزاء.
وفي هذا السياق، قال الوزير السابق د.علي العمير: إننا نحمد الله على قضائه وقدره ونسأل الله لهما الرحمة الواسعة فالشباب خرجوا في سبيل الله من اجل الدعوة ومن اجل تعليم الناس الخير وختم لهما بهذه الخاتمة الطيبة بان يلقيا حتفهما وهما في طاعة وفي ميدان من ميادين الدعوة الي الله.
وتابع قائلا: انه لا شك ان المصاب جلل والمصاب عظيم ولكن عزاءنا الوحيد انهما كانوا في طاعة وختم لهما بخاتمة حسنة وندعو الله ان يرحمهما ويتقبلهما ويلهم ذويهما الصبر والسلوان كونهما كانا ينتظران عودتهما ولكنهما فوجئا بما حصل لهما، لافتا الى ان هذا طريق لا بد ان الكل سائر عليه والمحظوظ هو من يذهب على طاعة الله ونحمد الله عز وجل على كل حال، مشيرا الى ان الكويت ولادة بأبنائها الصالحين وأهل الخير وهما اقتديا بنبينا صلى الله عليه وسلم في الخير والعطاء وفي التعليم وبعد ذلك بأمير الانسانية شيخنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه. اما وكيل وزارة الأوقاف م. فريد عمادي فقال: ان هذا مصاب جلل وقلوبنا حزينة ولا نقول الا ما يرضي الرب، انا لله وانا اليه راجعون، اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها ونسأل الله القبول خاصة وانهما ماتا على خير عمل الى الله وهي الدعوة الى الله تعالى ودعوة الناس الى الخير وقطعا المسافات الطويلة ليعلما الناس الخير وهذا عمل جليل فمن تقدير الله عز وجل ان يسر لهما عملا صالحا يموتان عليه ونسأل الله لهما القبول.
وتابع قائلا: نشكر صاحب السمو الأمير على مكرمته بإرسال طائرة خاصة لنقل جثماني الشهيدين الى البلاد وهذه ليست بغريبة على والدنا ولا شك ان هذا الحدث العظيم نسأل الله أن يصبر ذويهما على هذا المصاب وندعو الله سبحانه أن يتقبل الشيخين ويجعل قبريهما روضة من رياض الجنة.
من جانبه، قال عم الشيخ فهد الحسيني يعقوب الحسيني: إننا نحمد الله على امر الله وقضائه فالعمل الخيري الجميع يتمناه ويسعى له وهما ذهبا في سبيل الله وتعليم الناس وهذه الاعمال الخيرية التي تضمنت اسلام العديد منهم وتقديم المساعدات لهم امرها عظيم عند الله، لافتا الى أننا نفتخر بولدنا وبالدكتور وليد العلي ونسأل الله ان يغفر لهما ويتقبلهما عنده ويلهم اهلهما الصبر والسلوان.
وتابع قائلا انه بحمد الله يروح فهد ووليد ويأتي غيرهما فالكويت ولادة وعمل الخير لا يتوقف عندها وهذا بحمد الله ما يحفظ بلدنا وكذلك المواقف الانسانية لصاحب السمو.
وبدوره، قال ابن استاذ كلية الشريعة وامام المسجد الكبير عبدالله وليد العلي اشكر صاحب السمو الامير على ارسال طائرة اميرية لإحضار شهداء الوطن واشكر كل الشعب الكويتي على تفاعلهم ومساندتنا والوقوف معنا في هذا المحنة وهذا ان دل فانما يدل على ان الكويت بيت واحد.
الفلاح: العلي كان أحد صمامات الأمان في المجتمع
ببالغ الحزن والأسى نعى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق د.عادل الفلاح شهيد الكويت والأمة الإسلامية د.وليد العلي ورفيقه الشيخ فهد الحسيني اللذين اغتالتهما يد الإرهاب الآثمة في بوركينافاسو قبل يومين خلال رحلة دعوية وأعمال خير وعطاء ورحمة عرفت بها الكويت وأبناؤها على مدى تاريخها المعطاء.
وقال د.الفلاح: إن الشهيد- بإذن ربه- د.وليد العلي كان من خيرة المشايخ والشباب الذين عرفتهم في حياتي أخلاقا وأدبا وعلما، حيث كان ذا نفس طيبة زكية، محبا للخير ومتعاونا مع الجميع، وقد حمل الفكر الوسطي والاعتدال، وكان عاقلا وحكيما في أسلوبه وعباراته وكانت له إضافات في الخطابة وتطوير العمل.
وكان- يرحمه الله- يتصف بالسماحة وكرم النفس ورحابة الصدر وسعة العلم، وكان يتعاون مع الجميع دون أي تحيز او تعصب لأفكار، وكان ينبذ أي خطاب يحض على كراهية او احتقار لجنس او نوع او طائفة او مذهب وهي من الآفات التي ابتليت بها الأمة اليوم بسبب الأحزاب والتيارات.
وتابع: أنا شخصيا كنت أؤمل في شخصية د.وليد العلي - يرحمه الله - كثيرا ان يلعب دورا كبيرا في المجتمع الكويتي وان يكون أحد صمامات الأمان في المجتمع لرجاحة عقله وعمق علمه وأدبه وذوقه وأخلاقه، وبرحيل المغفور له - بإذن ربه - د.وليد العلي تكون الكويت وبخاصة الجامعة ووزارة الأوقاف قد خسرت علما من أعلامها الشباب ورجلا سيظل يذكره أهل الكويت وبخاصة أهل العلم وكل من تعامل معه وعرفه عن قرب بكل المحبة والوفاء، ونسأل الله ان يغفر له ولرفيقه الشيخ فهد الحسيني وأن يتغمدهما بواسع رحمته، وان يكفينا ويكفي المسلمين شر أولئك الإرهابيين الذي لا يرعون إلا ولا ذمة في أي إنسان وفي أي مسلم، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يستمر هذا المنهج الوسطي المستنير الذي حمل فكره ودافع عنه د.وليد العلي ورفاقه وطلابه الى مزيد من الانتشار بعقلانية العلماء وان تستمر الجهود في تبصير الناس بحقيقة الدين الإسلامي وسماحته وحرصه على التعايش السلمي مع الآخرين. وختم د.الفلاح بقوله: رحم الله د.وليد العلي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وكل محبيه هو والشيخ فهد الحسيني الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فريق التصوير
قاسم باشا - ريليش كومار - زين علام