- زائرون: عادة تدخل الراحة والسكينة في النفوس
كريم طارق
ورود وذكريات وقراءة للقرآن تلتها أدعية بالرحمة والمغفرة، فما بين باك ومبتسم، امتلأت مقبرة الصليبخات بزوارها ممن لم ينسوا أحباءهم الراحلين عن دنيانا، لتتزين المقابر بعد انتهاء صلاة العيد وحتى آذان المغرب بعطر الأحبة وذكرياتهم التي لا تنسى.
فزيارة القبور في العيد أحد المظاهر المهمة لدى الكثير من المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الطيبة، فهي بمنزلة رمز للوفاء فهنا توفيت أم حنون وهنا ذكريات والد ومعلم وهنا فراق صديق وأخ وذكرى زوج وزوجة فارقا الحياة، ولكنها في النهاية تعد زيارة ودعاء بالمغفرة والرحمة لأحباء أبى الزمان أن ينسينا لوعة فراقهم.
فمنذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الأضحى احتشد جمع غفير من الزائرين في مقبرة الصليبخات، الذين حرصوا رغم حرارة الطقس على التوافد مبكرا لقراءة القرآن الكريم والدعاء للأحباب الذين فارقوا الحياة ولكن لم يفارقوا قلوب أحبابهم، في عادة دائما ما نراها في الأعياد والمناسبات كرمز من رموز الوفاء.
«الأنباء» حرصت على التواجد في مقبرة الصليبخات بعد صلاة العيد مباشرة، وذلك للقاء عدد من الزوار الذين أكدوا حرصهم على أن تكون زيارة قبور أحبابهم ضمن أولوياتهم في العيد باعتبارها عادة تدخل في نفوسهم الراحة والسكينة، لافتين إلى أنها فرصة في تلك الأيام المباركة بأن يدعوا إلى من فارقوهم بالرحمة والمغفرة.
في البداية، أشار يوسف سالم إلى حرصه الدائم واستغلاله لتلك المناسبات لزيارة والده المتوفى منذ 6 سنوات، لافتا إلى أن تلك العادة ضمن أولوياته في الأعياد تخليدا لذكرى وفاة والده الذي ترك له الكثير من الذكريات العطرة والطيبة خاصة في العيد. من جهته، أكد سعيد علي المقيم في الكويت منذ 20 عاما على أن العيد فرصة مناسبة لزيارة قبري والديه الذين توفيا ودفنا في الكويت، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد بالنسبة له بمنزلة زيارة وفاء وبر لوالديه اللذين دائما ما كان العيد معهما أكثر بهجة وفرحة عن الوقت الحالي.
بدوره، أكد أحمد العازمي أكد أن لزيارة القبور عظة وعبرة للأحياء فضلا عن كونها رحمة ومغفرة للأموات، لافتا إلى الثواب الكبير الذي يحصده الإنسان بزيارته لقبور الأحباء الذين لا نملك لهم سواء الدعاء وخاصة الوالدين في حالة وفاتهما، موضحا أن الدعاء للميت والترحم عليه هي أحد أبواب الرحمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان بعد وفاته.
كما التقت «الأنباء» حارس أمن إحدى بوابات المقبرة، الذي أكد على أن الأعياد أكثر الأيام العام ازدحاما من حيث الزيارات، والتي تكثر عن مختلف الأيام الأخرى تعبيرا من الزائرين على أن فرحة العيد لن تكتمل إلا بزيارة الأحباء المتوفين، لافتا إلى بعد صلاة العيد مباشرة تبدأ الحشود بالتوافد إلى المقبرة حاملين معهم ذكريات الأهل والأحبة ممن فارقوا الحياة. وذكر ان مختلف أطياف المجتمع من رجال ونساء وأطفال يحرصون على التواجد في أول أيام العيد لقراءة الفاتحة والدعاء للمتوفين والجلوس بقرب القبر للدعاء وطلب الرحمة والمغفرة من المولى عز وجل له، مشيرا إلى أن تلك الزيارات تستمر طوال أيام العيد لمن لم يستطع التواجد والحضور في أول أيام العيد.
لقطات
٭ توافد المواطنون والمقيمون بعد صلاة العيد مباشرة إلى مقبرة الصليبخات.
٭ حرص الآباء على اصطحاب أبنائهم إلى المقبرة لترسيخ تلك العادة في نفوسهم.
٭ لوحظ تواجد لافت لكبار السن والنساء في ساعات الصباح الاولى.
٭ تواجد ملحوظ لرجال الأمن على مداخل ومخارج المقبرة.