- النصف: تزايد الأعداد جعل الدول تسعى لوضع الخطط اللازمة للحد من سرعة الانتشار
حنان عبد المعبود
أكد وزير الصحة د.هلال مساعد الساير ان مرض السكر من الأمراض الشائعة والتي قد لا يأخذها البعض بشكل جاد، ولكن هذا المرض في الحقيقة يشكل عبئا كبيرا على وزارة الصحة والمواطنين والمقيمين، وتعد نسبة السكر بالكويت من أعلى النسب بالعالم، فهي ضمن الأكثر 10 دول إصابة بالعالم، حيث تقارب 18% وإذا ما أخذنا شريحة من الأعمار التي تعدت الأربعين نجدها أكثر من 30% وهو ما يعادل ثلث السكان. جاء هذا في تصريح صحافي للوزير عقب افتتاحه مؤتمر دسمان للوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية، والذي أقيم تحت رعاية وزارة الصحة بمعهد دسمان لأبحاث وعلاج السكر في الفترة من 16 إلى 18 الجاري، بحضور نخبة كبيرة من العلماء، وأضاف الوزير: أقيم هذا المؤتمر الدولي في معهد دسمان لأبحاث وعلاج السكر الذي أنشأه صاحب السمو الأمير، وأصر على أن يكون المكان مركز أبحاث وليس عيادات خارجية لأن الأبحاث هي التي تظهر الصورة الواضحة للمرض ومضاعفاته، وكيفية تفاديه، لأن من أهم مضاعفاته إصابة الشرايين والتي يختص كل واحد منها بعضو معين، مما يتسبب بمشكلة لباقي أعضاء الجسم، وبين الوزير أن المؤتمر يهدف إلى توعية جميع سكان الكويت على أساس المحافظة على حالتهم الصحية عن طرق تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة لمدة تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة يوميا. وأشار الساير إلى أن منظمي المؤتمر قدموا دعوة لعلماء وباحثين من مختلف دول العالم، للتباحث معهم، مبينا أن المؤتمر يضم أوراق عمل من الكويت ومن الكثير من دول الغرب، وكذلك آخر الأبحاث والمستجدات والتي سيتم تباحثها ودراستها، ومن ثم سيخرجون بالاقتراحات والتوصيات.
ومن جانبه أفاد وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحة العامة د.يوسف النصف، بأن المؤتمر يأتي في إطار الاحتفالات بيوم السكر العالمي حيث يستضيف المعهد مجموعة من العلماء المختصين في الأمراض المزمنة غير المعدية من سكر وقلب وسرطان والسمنة والتغذية، ويجتمعون لدراسة الوضع المحلي والعالمي للأمراض المزمنة وعلى رأسها مرض السكر خلال ثلاثة أيام في اجتماعات مستمرة، لجعل أكبر عدد من الأطباء يشاركون في المحاضرات، والمحاضرون من المتميزين في مجالات عملهم وتخصصهم، وهذه البداية من مركز دسمان تأتي استكمالا لأعماله ومنهجه العلمي برعاية المدير د.كاظم بهبهاني، ومساعديه د.عبدالله بن نخي، ود.منيرة العروج، وكذلك دعم ومساعدة وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة داء السكر، حيث سيكون هناك فريق متكامل لوضع الخطط اللازمة للحد من انتشار مرض السكر وكذلك الحد من مضاعفاته، وأوضح النصف أنه إذا ما كانت تقدر الإصابات بـ 17% لكل الأعمار ولكنه في الأعمار التي تتجاوز 40 عاما يصبح 30% والعالم به 350 مليون مصاب بالسكر وهناك 300 مليون قابل للإصابة أي 650 مليون ما يعادل عشر سكان العالم، هذه الأعداد جعلت الكل يتداعى ويسعى لوضع الخطط والدراسات اللازمة للحد من سرعة انتشار المرض.
ومن جهته، قال نائب مدير معهد دسمان د.عبدالله بن نخي ان أسباب المرض تعود لنمط الحياة غير الصحي من قلة حركة وتغذية سيئة بالوجبات السريعة والأطعمة الخالية من الخضروات والفواكه، إلى جانب عدم اعتماد نشاط رياضي وبخاصة في المدارس، فالمجتمع أصبح يسوده قلة الحركة، وأضاف ان كون الكويت ضمن العشر دول الأكثر إصابة بالسكر أمر يثير القلق. وبين بن نخي أن مريض السكر معرض للاصابة بأمراض القلب من 3 إلى 4 مرات أكثر من الشخص العادي.
ومن جانبها أكدت د.منيرة العروج أن الأمل كبير في زراعة خلايا البنكرياس، والتي ظهرت من خلال التجارب التي تجرى حاليا، مع التأكيد على أن هذا مازال في طور الدراسة وتحت التجارب والبحث وأن التطبيق الفعلي مازال يحتاج لبعض الوقت وإقراره كعلاج من خلال القنوات الرسمية.