ضاري المطيري
أكد الداعية صاحب المؤلف الشهير «حصن المسلم» د.سعيد بن وهف القحطاني أهمية معرفة المسلم معنى الشهادتين، وأن عليه أن يمتثلهما في قوله وفعله، فلا يدعو من دون الله أولياء، ولا يقدم على قول الله ورسوله أحدا من الناس، لافتا إلى أن التوحيد سبيل لصلاح النفس وسعادة المجتمع في الدنيا والآخرة.
وأوضح في محاضرته التي كانت بعنوان «أصول الإسلام»، والتي أقيمت مساء أمس الأول ضمن الأسبوع الثاني للمخيم الربيعي الـ 18 لجمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الجهراء، أن قبول الشهادتين لابد له من إخلاص وصدق ويقين وانقياد لمعناهما.
وفصل القحطاني في ذكر أصول الإسلام، والتي جاءت
في الحديث المشهور «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان»، مبينا ان التزام هذه الأصول هي سبيل النجاة الوحيد في الدارين.
وأضاف أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله أي: لا معبود بحق إلا الله، مشيرا إلى شروط تحقيقها وهي صدق
قائلها، والإخلاص لقول النبي صلى الله عليه وسلم «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ونفسه»، واليقين بها.
وأوضح أن الشهادة لا تقتصر على معرفة معناها فقط، بل على المسلم أن ينقاد لها بقلبه ولسانه، فالقبول باللسان والانقياد بالجوارح، لافتا إلى أن بعض الناس يقولها ثم يدعو غير الله ويشرك معه الأولياء.
وبين أن شهادة محمد رسول الله تقتضي تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، والعمل بما أمر والابتعاد عما نهى عنه وزجر، مؤكدا أن شرطي قبول العمل الإخلاص والإتباع وهما من مستلزمات الشهادتين.
وحول أصل وركنية الصلاة والزكاة، أنكر القحطاني على من اعتاد ترك الصلاة متعمدا وانشغل عنها بغير عذر، مشيرا إلى أن من تركها جاحدا لوجوبها كفر ولو شهد الشهادتين، كما بين أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، مشيرا إلى أن الزكاة بركة وتزكية لمال ونفس المسلم.
وفي إطار تعزيز هذه الأركان بين القحطاني أن هناك واجبات أمرنا بها الله ورسوله كبر الوالدين والإحسان للفقير وكف الأذى عن الناس والإحسان للجيران، مؤكدا أن على الأمة معرفة العقيدة والتوحيد جيدا، لأنها تمثل طريق الصلاح للنفس والسعادة للمجتمع.
وفي ختام حديثه، حيث سئل القحطاني عن الفرق بين النصيحة والتجريح، فأكد أن التجريح ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، لافتا إلى أن النبي كان عندما يشير الى أخطاء البعض لا يذكر اسماءهم مكتفيا بالإشارة إلى وصف ما وقعوا فيه من الزلل ومبينا الإرشاد فيه، وذلك بقوله «ما بال رجال يفعلون كذا وكذا» أو «ما بال قوم يفعلون كذا وكذا».