أسامة أبو السعود
تتواصل الاجواء الروحانية والمشاهد الإيمانية في المسجد الكبير خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث توافد مئات المصلين في ليلة 28 رمضان لإحياء تلك السنة المباركة.
وأمّ المصلين في تلك الليلة القارئ خالد السعيدي في الركعات الأربع الأولى ثم القارئ د.ماجد العنزي في الركعات الأربع الأخيرة والوتر ودعاء القنوت.
وألقى الخاطرة الإيمانية د.راشد العليمي، مؤكدا ان الصيام ارتبط بعبادة عظيمة وهي الدعاء وذلك بقوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، مشددا على معنى عظيم هو كرم رب العالمين، داعيا جموع المسلمين الى ان يرفعوا سقف الدعاء مع الله والرجاء والأمل والأمنيات.
واضاف العليمي: علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم رفع سقف الدعاء حيث قال اذا سألتم الله الجنة فأسلوه الفردوس الأعلى، مستشهدا بما دار بين خادم النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن ربيعة وكان من فقراء المهاجرين ومن اهل الصفة حينما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «سلني حاجتك ياكعب، فقال: أسالك مرافقتك في الجنة يا رسول الله، فقال له النبي: أعنّي على نفسك بكثرة السجود».
وتابع مخاطبا المصلين: ارفعوا سقف الرجاء والأمل مع الله، فنحن لازلنا في ليلة القدر وربما تكون هذه الليلة لأنها متنقلة بين الليالي العشر.
وذكر حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ فقال: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، اي يا رب ازل عني كل خطأ وخطئية، فالله كريم وهاب وليس هناك امر يعجز رب العالمين.
وألقى العليمي ايضا قصة اسلام ام ابي هريرة حيث قال أبو هريرة كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت النبي وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم اهد أم أبي هريرة»، فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلما جئت قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، وقلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه.