مسعد حسني
أكدت الموجهة العامة للغة العربية بوزارة التربية هدى العميري ان المنهج الجديد للصف الأول الابتدائي يراعي جميع متطلبات العصر ويتناسب مع امكانيات أبنائنا التلاميذ ويربطهم ببيئتهم المحيطة ويستهدف تنشئتهم ليكونوا أصحاب شخصية متكاملة لغويا وسلوكيا. وأضافت العميري خلال مشاركتها في المنتدى الخامس للغة العربية في مدرسة النجاة النموذجية الابتدائية ـ بنين في المنقف ان توجيه اللغة العربية حرص على عمل التوعية بالمنهج الجديد داخل الميدان التربوي قدر الإمكان، حيث عقدت لقاءات مع جميع رؤساء الأقسام على مستوى المناطق التعليمية الست وأيضا التعليم الخاص، كما أقيمت ورش عمل لتوضيح كل ما يتعلق بهذا المنهج والطرق المثلى لتدريسه.
ولفتت الى استعدادهم لتلقي أي ملحوظات منطقية حول المنهج بهدف معالجة أي نقاط ضعف، مشيرة الى انه ليس منطقيا ان توجه بعض وسائل الإعلام والكتاب انتقادات الى المنهج الجديد، وكل منهم يدلي بدلوه للشهرة أو لأمور شخصية، فيطالبون بالعودة الى المنهج القديم دون الوقوف على الأهداف الحقيقية للمنهج الحديث ودون انتظار رؤية النتائج، وعبرت عن أسفها ان يتحدث بعض أهل الميدان عن صعوبة ذلك المنهج دون البحث عن الوسائل المناسبة لتوصيله، مشيدة بالأسلوب الرائع لمعلمي مدرسة النجاة النموذجية وإدارة المدرسة التي ساندتهم لتحقيق هذا الابداع في توصيل أهداف المنهج وتحقيق جميع فنون اللغة داخل الحصة والتفاعل المتميز بين المعلمين وتلاميذهم.
وعن المنهج نفسه قالت العميري انه قد يكون جديدا في أسلوب تناوله، وبالتالي يحتاج الى طريقة أداء مختلفة، كما انه يحتوي على جمل وكلمات جديدة، إلا ان في مقدمة الكتاب كل ما يغني المعلمين وأولياء الأمور عن أي استفسارات، حيث تضمنت فلسفة المنهج والهدف منه والطريقة المناسبة لتوصيل المعلومة، وأهم ما في الأمر انه يحتوي على مرونة كافية لتنمية ملكات ومهارات التلميذ، مشيرة الى ان هذا المنهج يعتمد على اسلوب الحكاية القريبة من حياة الطالب، والذي يمكن تطبيقه على مواقف حياتية أخرى من واقع التلميذ، ويعنى بتعليم القيم والسلوكيات والاتجاهات وليس فقط تعليم الكلمات والمعلومات لبناء شخصية متكاملة لغويا وتعبيريا وسلوكيا وأخلاقيا.
وأكدت ان المنهج الجديد لم يقم على إعداده مجموعة أشخاص فقط، وإنما قام بناء على دراسات تربوية امتدت لسنوات عديدة وشاركت فيه عدة جهات مختصة، منها كلية التربية الأساسية، والمركز العالمي للبحوث، إضافة الى مجموعة من المختصين والخبراء، وقد روعي في وضع كل كلمة فيه ان تحقق الهدف المطلوب وفق أسس محددة.
وتطرقت العميري الى بعض الانتقادات التي وجهت الى المنهج الجدي، ذهاب البعض الى ان الكلمات التي يحتويها كتاب الصف الأول صعبة وأكبر من مستواهم، وان به كلمات يعتبرها غير المتخصصين انها تتكون من مقطعين وضربت على ذلك مثالا ان أحد الإعلاميين سألها كيف يكتب تلميذ الصف الأول «فراشة»؟ فتساءلت متعجبة كيف يعقل بتلميذ نعده للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستخدام الإنترنت ان نعتقد انه سيعجز عن فهم مثل هذه الكلمة رغم انها من بيئته؟ وكيف نشكك في قدراته انه لن يستطيع كتابتها مع انه يكتب كلمات أصعب منها في الرسم باللغة الانجليزية عن طريق التصور البصري؟ وأكدت انها ترفض ان نصور أبناءنا على انهم أغبياء ولا يفهمون. وأشارت الى ان تسرع البعض في الحكم على المنهج قد يكون بسبب تأخر التلاميذ في الالتحاق بالدراسة بداية العام بسبب انفلونزا الخنازير، وبالتالي حرموا من فترة التهيئة، إلا انها شددت على ضرورة عدم استعجال المعلمين في إنهاء المنهج، لافتة الى ان التوجيه خاطب المدارس للتأكيد على الالتزام بالسير في المنهج خطوة خطوة وعدم تجاوز درس لم يتقن التلاميذ كلماته لأنها تكون حصيلة لغوية يستخدمونها في الدروس اللاحقة، وإبلاغ التوجيه بالجزء المتبقي في نهاية التيرم لوضع الخطط الكفيلة بتعويض ذلك خلال التيرم الثاني. وأشارت الموجهة العامة للغة العربية ان استخدام الوسائل المختلفة وتنويع أسلوب الأداء مع تحلي المعلم بالإخلاص وتكاتف الإدارة والتوجيه وأولياء الأمور سيصب في تحقيق الأهداف المرجوة.