ضاري المطيري
حث الداعية حاي الحاي على اهمية الحفاظ على وحدة الصف واجتماع المسلمين، محذرا من خطر الطائفية والتعصب الذميم على خلفية كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على الاحداث الاخيرة التي شابتها بعض المشاحنات والدعوات الطائفية والخروج عن القانون.
واوضح ان الله عز وجل قال: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
واشار الى ان العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله قال في تفسيره على هذه الآية: «هذا أمر من الله لعباده المؤمنين ان يتقوه حق تقواه، وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا الى الممات، فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما لتقوى ربه وطاعته، منيبا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة، وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وهذه الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما ما يجب على العبد منها، فكما قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله.
ولهذا قال: (فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار) أي: قد استحققتم النار ولم يبق بينكم وبينها إلا أن تموتوا فتدخلوها (فأنقذكم منها) بما من عليكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم (كذلك يبين الله لكم آياته) أي: يوضحها ويفسرها، ويبين لكم الحق من الباطل، والهدى من الضلال (لعلكم تهتدون) بمعرفة الحق والعمل به، وفي هذه الآية ما يدل على أن الله يحب من عباده أن يذكروا نعمته بقلوبهم وألسنتهم ليزدادوا شكرا له ومحبة، وليزيدهم من فضله وإحسانه، وإن من أعظم ما يذكر من نعمه نعمة الهداية إلى الإسلام، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجتماع كلمة المسلمين وعدم تفرقها.
وأضاف الحاي أن الحفاظ على وحدة الصف، وتماسك المسلمين وعدم الفرقة ونبذ الطائفية وعدم الانسياق حول الفتن الظاهرة والباطنة لهو مقصد شرعي من مقاصد الشريعة، مشيرا إلى أنه بهذه الوحدة تسود الأمة على أعدائها ويعلو شأنها بين الأمم.
وتابع أن مما يؤدي إلى هذه الوحدة هو الالتفاف حول أولياء الأمور والسمع والطاعة لهم وعدم الخروج عليهم، فقد قال الله عز وجل: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).