- النواب: التسابق من أجل الدنيا مذموم ويجب الحرص على الآخرة
عادل الشنان
واصلت الحسينيات احياء ليالي العشر الأول من المحرم حيث تم تخصيص الليلة السابعة لسرد رواية استشهاد بطل كربلاء العباس بن علي«ع»، ودفاعه عن اخيه الحسين واهل بيته الاطهار وبيان كيف كان العباس نافذ البصيرة ورمزا للتضحية والإباء والوفاء، واستذكر غالبية خطباء المنبر الحسيني ما قاله الامام الصادق «ع» واصفا ابوالفضل العباس: (كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبدالله عليه السلام وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا).
وبهذه المناسبة، اعتلى الخطيب الحسيني السيد مهدي النواب المنبر في حسينية عاشور، حيث استحضر في بداية حديثه عددا من الآيات الكريمة التي بينت الجهاد في سبيل الله، مبينا ان القران الكريم يؤكد على مشروعية الجهاد، ولا يقصد بكلمة يشتري ان الله سبحانه وتعالى يقوم بشراء الشيء لحاجته اليه لان الباري لا يحتاج الى شيء ليشتريه، ولكن حسب ما يقول المفسرون ان «يشتري» في الآية الكريمة يقصد منه ان الله تبارك وتعالى تلطفا بعباده يشتري منهم، فهو يلطف ببعض العباد بعناية خاصة، فهو خير مشتر بثمن باهظ لنفس الانسان وامواله.
وقال ان الله حدد الجهاد ليس فقط جهاد بالنفس انما جهاد بالمال ايضا، موضحا ان هناك الجهاد الابتدائي، والجهاد الدفاعي من خلال الدفاع عن الوطن والعرض والنفس، مثل جهاد الامام علي «ع» على فراش النبي «ص»، وفي معارك المسلمين دفاعا عن الاسلام والرسول «ص».
وأشار الى ان البعض ساقط عنهم الجهاد بالنفس، ولكن هل يجلس؟، وقد جعل مقام من يجاهد بالمال كمن يجاهد بالنفس، حيث جعل الباري عز وجل الاثنين يقاتلون في نفس الوقت، وفي آيات اخرى يجعل الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس، وهنا نتعلم من مدرسة الامام علي «ع» في زمن الرسول «ص» وبعده، قام بدعم المؤمنين والمحتاجين بالمال، فاخذ يعمل في اراض وبساتين ثم يبيعها ويدفع للناس، دون ان يفصل في حسب ونسب الناس وهويتهم، حتى اذا وصل الى داره لا يجعل درهما واحد لأطفاله.
ودعا الجميع الى ضرورة ان يساهموا بأموالهم في سبيل الله، لافتا اننا نحتاج الى اياد خيرة، لان التسابق من اجل الدنيا مذموم، والتسابق من اجل الآخرة ممدوح، والقران يقول سارعوا السابقون، فكل ما تنفق يبقى عند الله.
وتطرق النواب الى ابو الفضل العباس عليه السلام بطل كربلاء قائلا:«ان يوم استشهاد أبو الفضل العباس كان يوما كئيبا ومليئا بالحزن على فقده، فالعباس كان صاحب لواء الحسين في موقعة كربلاء»، مشيرا الى شجاعة ابوالفضل العباس قائلا: «من شجاعته أنه في كربلاء، حين حوصر أربعة رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس، فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى».
ووصف موقف استشهاد ابي الفضل قائلا: «عند استشهاده وقف الامام الحسين عند رأس أخيه وقال الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي، وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين، لأنه لم يحضر لهم الماء».
وفي حسينية الامام علي (ع) أكد الخطيب الحسيني الشيخ مهدي دشتي أن (ابو الفضل العباس) عاش في كنف امير المؤمنين علي بن ابي طالب يتعلم الشجاعة والفروسية وقاتل بين يديه وهو في عمر الرابعة عشرة وكان يلقب بالصادق الكريم والوفي وغيرها من الألقاب العديدة التي تعد صفاته ومنها لقب (قمر بني هاشم).
وذكر دشتي قول الإمام الصادق «عليه السلام» كان عمي العباس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة، صلب الايمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا«كما ورد في سورة الأنعام آية 104قوله تعالى: (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها) إن بصائر جمع بصيرة اي رؤية ذهنية وعقلانية، وقد تطلق على كل ما يؤدي إلى الفهم والإدراك.
وفي حسينية ال ياسين في المنصورية تحدث الخطيب الحسيني الشيخ راضي السلمان عن ان بشهادة الامام زين العابدين عليه السلام كان ابوالفضل العباس من اعلم العلماء، وقال الامام جعفر الصادق عليه السلام: «كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان».
وأضاف السلمان انه كيف لا يكون ابو الفضل العباس عليه السلام من اعلم العلماء وأساتذته هم امير المؤمنين علي بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام، فلا يوجد في الخليقة افضل من هؤلاء الاساتذة.
واختتم السلمان بالتطرق الى حادثة استشهاد ابوالفضل العباس والذي كان آخر من استشهد قبل الامام الحسين عليه السلام، مشيرا الى انه في يوم عاشوراء كانت قيادة جيش الامام الحسين عليه السلام بيد أخيه العباس ولما قتل أكثر أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) أقبل العباس الى أخيه الحسين واستأذنه للقتال، فلم يأذن له، وقال: أخي أنت صاحب لوائي، فاذا غدوت يؤول جمعنا الى الشتات، فقال العباس: يا سيدي لقد ضاق صدري وأريد أخذ الثأر من هؤلاء المنافقين، فقال له الامام الحسين عليه السلام اذن فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء فأقبل العباس وحمل القربة وتوجه نحو النهر ليأتي بالماء، مضيفا أنه وحينما وصل الى الماء وملأ القربة وأراد ان يشرب منه فتذكر عطش الحسين وأطفاله فرمى الماء من فمه وتوجه نحو خيام الإمام الحسين (عليه السلام) حاملا قربة الماء فجعل الأعداء يرمونه بالسهام كالمطر حتى صار درعه كالقنفذ، ثم قطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، فحاربهم وقاتلهم قتال الأبطال، وكان جسورا على الطعن والضرب فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وضربه بالسيف على يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله واستمر في القتال وجاءته السهام والنبال من كل جانب، وجاء سهم وأصاب القربة فأريق ماؤها، وضربه الأعداء بعمود من حديد على رأسه، فسقط على الأرض صريعا، ونادى بأعلى صوته أدركني يا أخي وأقبل الحسين كالصقر المنقض حتى وصل الى أخيه فرآه صريعا على شاطئ الفرات، فنزل عن فرسه ووقف عليه منحنيا، وجلس عند رأسه، وبكى بكاء شديدا، وقال: يعز والله علي فراقك، الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي.
حسينية الشامية نظمت حملة للتبرع بالدم
عادل الشنان
نظمت حسينية الشامية بالتعاون مع بنك الدم المركزي حملة للتبرع بالدم في ليلة السابع من محرم على هامش المجلس الحسيني.
وقال مشرف حسينية الشامية مبارك ناصر إن هذه المرة الأولى التي يتم بها تنظيم حملة للتبرع بالدم في حسينية الشامية ولكننا سنعمل على أن تكون مستمرة في كل عام لما نلمسه من أهمية قصوى في توفير الدم للمرضى المحتاجين لعمليات نقل الدم وما شابه، خاصة أن الرسالة الحسينية هي رسالة حياة، مشيرا الى أن الحملة كانت موفقة للغاية حيث توافد عدد كبير من الشباب للتبرع بالدم. وأكد ناصر أن السنة القادمة ستشهد تنظيما أفضل لهذه الحملة لتفادي ازدحام طابور المتبرعين الذي شهدته الحملة هذا العام.