- وي ليه: لا نبحث عن وكلاء ولا نطمع لبناء «نفوذ» ولا ملء أي فراغ إستراتيجي بالمنطقة.. و نهدف من مبادرة «الحزام والطريق» تحقيق الرخاء لشعوب الدول المشاركة فيها
- نرفض قرار أميركا بنقل سفارتها إلى «القدس المحتلة» لأنه سيعقِّد سير عملية السلام
- مستخدمو الإنترنت في الصين أكثر من أمثالهم بكوريا واليابان ولا نعادي الثقافة الغربية
- وانغ يي وي: مثلث القوى الآن أضلاعه أميركا والصين وأوروبا
شنغهاي ـ موفد «الأنباء» عاطف غزال
تشهد العلاقات الكويتية ـ الصينية خلال الفترة الاخيرة قفزات نوعية في مختلف المجالات، خاصة بعد الزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى بكين، حيث شكلت منعطفا مهما في تقوية أطر التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين، كما تسعى الكويت الى المشاركة بقوة في العديد من المشروعات الصينية العالمية الكبرى وأهمها مبادرة «الحزام والطريق» التي تهدف لتحقيق التنمية والرخاء لشعوب الدول المشاركة فيها.
ورغبة من الجانب الصيني في اطلاع الشعب الكويتي على آخر التطورات في تلك العلاقات والمشروعات العملاقة التي تنفذ بالشراكة بين البلدين، قامت الصين بدعوة وفد إعلامي كويتي لحضور بعض الاجتماعات المختلفة بين البلدين والوقوف على آخر ما تم في هذا الشأن.
في هذا السياق، أشاد رئيس لجنة الخبراء بمركز الدراسات الصيني ـ العربي للإصلاح والتنمية البروفيسور تشو وي ليه أمس بنتائج زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الأخيرة الى الصين والتي أسفرت عن إبرام العديد من الاتفاقيات.
وأكد ليه خلال جلسة حوارية مع الوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور الصين بدعوة من الجانب الصيني ان كلمة صاحب السمو خلال منتدى التعاون الصيني ـ العربي كانت مهمة، وتعبر عن رغبة حقيقية للكويت ولجميع الدول العربية في تطوير علاقاتها مع الصين.
وذكر ان بلاده تولي اهتماماً كبيرا بالكويت وبالعالم العربي وتقف الى جانب قضاياه وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرا الى رفض بلاده للقرار الأميركي بنقل سفارتها الى القدس المحتلة كون هذا الأمر سيعقد سير عملية السلام.
ودعا المفكرين والمثقفين الكويتيين والعرب إلى المساهمة في مركز الدراسات الصيني ـ العربي للإصلاح والتنمية من اجل مستقبل افضل للعلاقات الصينية ـ العربية.
من جهته، قال الباحث في مركز الدراسات الصيني ـ العربي للإصلاح والتنمية وانغ يي وي ان العديد من دول العالم وقعت على اتفاقية «الحزام والطريق» مع الصين خلال السنوات الخمس الماضية، لافتا إلى ان هذه الاتفاقية تحث على السلام وتعمل على وجود تناغم كبير بين جميع الدول المشاركة فيها.
وأضاف وي أن هناك 56 دولة بما فيها الصين والكويت قد شاركت بحماس في هذه الاتفاقية التي سيستفيد منها الكثير في التوفير الكبير لأسعار النقل مما سيرفع حجم التبادل التجاري بينها.
وأضاف أن الشراكة مع الصين تفيد كثيرا في مجالي التنمية والتطور الاقتصادي للمجتمعات، لافتا إلى أن مثلث القوى الآن أضلاعه أميركا والصين وأوروبا.
وقد استمرت الحلقة النقاشية، حيث طرح رئيس تحرير «كونا» سعد العلي رؤيته التي تؤكد أن الكويت متحمسة لمشروع طريق الحرير وبنت إستراتيجيتها على ذلك وتحديدا مشروع الجزر ومدينة الحرير لكن هناك بعض الإشكاليات منها محدودية استخدام الإنترنت في الصين وأيضا ضعف تحمس عدد من الدول للمشروع بل وانسحاب بعضها وكذلك أميركا صاحبة النفوذ والقوة ستعمل جهدها لئلا يتم مشروع طريق الحرير حفاظا على مصالحها ومنها أيضا التباين الكبير بين ثقافة المنطقة العربية وما حولها والجانب الصيني وخذ مثالا على ذلك ندرة الطلبة الدارسين في الصين مقارنة بالغرب وأميركا.
ورد رئيس لجنة الخبراء بمركز الدراسات الصيني - العربي للإصلاح والتنمية البروفيسور تشو وي بالتأكيد على أن الصين لا تمنع الإنترنت بل تمنع مواقع تخالف ثقافة البلد، مشددا على ضرورة احترام القوانين الصينية للحفاظ على المجتمع وخصوصيته وثقافته من الأمور الدخيلة التي تنشرها بعض هذه المواقع.
واستطرد وي: مستخدمو الإنترنت في الصين أكثر من أمثالهم في كوريا واليابان ونحن لا نعادي الثقافة الغربية التي يستوعبها مجتمعنا كاللباس واستخدام التاريخ الميلادي لكن هناك بعض الأمور يجب أن تصطبغ بالصبغة الصينية.
وتابع: عرضنا مبادرة طريق الحرير على عدد من الدول ولم تمانع أي منها والمبادرة هدفها الرخاء للجميع لأن الحالة القائمة في العالم ليست عادلة.
وردا على سؤال حول الهدف الحقيقي للصين من هذه المبادرة وهل هو السيطرة على المنطقة والدول النامية خصوصا.
وقال تشو وي ليه: اقترحت الصين إنشاء البنك الآسيوي كي يبدأ في تمويل المبادرة وللأسف ليس هناك كثير من الدول العربية ابدت رغبتها في المشاركة بالمبادرة لأنها لم تتفهم الغرض الحقيقي لها وأؤكد أن لا أهداف خافية وراءها سوى الرخاء والتنمية لشعوب الدول المشاركة وتحديد الصين كقوة عالمية يحتم عليها القيام بمسؤولياتها في العمل على المساعدة في تحقيق التنمية والرخاء لكل العالم، مضيفا لا نبحث عن وكلاء ولا نطمع لبناء منطقة نفوذ ولا نملأ أي فراغ استراتيجي بالمنطقة.
وتناول النقاش ما يتردد عن اضطهاد المسلمين الايغور، حيث شدد فريق المركز على أن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة وان من أهم السياسات الناجحة للحكومة الصينية التعامل مع القوميات في البلاد وهو تعامل قائم على المواطنة وهناك 56 قومية و55 أقلية ونؤكد على وجود المساجد في الصين منذ مئات السنين.
وأكد فريق المركز على الاهتمام بمنطقة الخليج وخصوصا الكويت لأنها منطقة مستقرة وكانت هناك مباحثات بين الصين والخليج لإقامة المنطقة الحرة الصينية الخليجية لكن الأزمة الأخيرة أوقفت كل شيء.
وشدد المركز على وقوف الصين دائما مع القضية الفلسطينية ومع الدول العربية في قضايا الإصلاح والتنمية لأن مشكلة العالم العربي في التنمية، مؤكدا على حماسة الصين للمشاركة في مشروع الجزر بالكويت.
وكان مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية قد افتتح في العام 2017 بعد ان اعلن الرئيس الصيني في كلمة القاها خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية في عام 2016 عن قرار انشاء المركز لتعزيز الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية.
ويضم الوفد الاعلامي الذي يترأسه نائب المدير العام لقطاع التحرير ورئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) سعد العلي عددا من الصحافيين في المؤسسات الاعلامية الكويتية ووزارة الاعلام.