- المنتدى تطرق لريادة الأعمال الاجتماعية وأهميتها في دعم التقدم الاقتصادي
حنان عبدالمعبود
أقيم «منتدى مساندة المرأة» في نسخته الجديدة تحت عنوان «ريادة الأعمال الاجتماعية» مساء امس الأول بغرفة تجارة وصناعة الكويت، وتمت خلاله استضافة كل من رئيسة مجلس إدارة مجموعة شركات «ليماك» التركية، إيبرو أوزدمير، وعضو المجلس البلدي ومؤسسة شركة سفيرة للمسؤولية الاجتماعية مها البغلي، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة أمنية سناء الغملاس، ومؤسسة شركة «بلسم العالمية»، بلسم الأيوب، وأحد مؤسسي «نقاط» حصة الحميضي.
وافتتح المنتدى بحلقة نقاشية مع رئيسة مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك التركية إيبرو أوزدمير حول أعمال المؤسسة نحو تمكين المرأة اقتصاديا داخل الكويت وخارجها، حيث تحدثت عن حياتها المهنية وعائلتها، أوضحت خلالها أنها حرصت من خلال ترؤسها مجموعة شركات ليماك التي أسسها والدها، على الاستثمار في فئة الشباب وعلى وجه الخصوص النساء الشابات في الدول التي تعمل فيها ليماك باعتبار ذلك هو الاستثمار الحقيقي في موارد ثمينة ومستدامة لمستقبل التطور والازدهار الاجتماعي والاقتصادي. وقالت: «في الكويت، تقوم شركة ليماك أيضا بالاستثمار في طالبات كويتيات في مجال الهندسة، حيث يتم تدريبهن مهنيا عبر برامج التبادل الدراسي والعمل في مقر عمليات الشركة وكذلك توفيرهن بفرص وظيفية، حيث يمكهن توظيف إمكانياتهن بما يعود بالمنفعة على الكويت». وفيما تقوم مجموعة ليماك بالعمل على تطوير مطارات وجسور في تركيا والكويت والعديد من الدول الأخرى، شددت أوزدمير على حاجة البلاد إلى الكفاءات المحلية لتطوير وإدارة البنية التحتية لاستدامتها والتقدم بها. واختتمت أوزدمير حديثها قائلة ان العمل بجهد وتفان هو الذي يثمر الصعود في السلم الوظيفي والنجاح مهنيا، كما على النساء دعم بعضهن للنمو والنجاح معا.
وتلت الحلقة النقاشية جلسة حوارية عن ريادة الأعمال الاجتماعية مع كل من مها البغلي وسناء الغملاس وبلسم الأيوب وحصة الحميضي، اللواتي نجحن في تأسيس مشاريع تجارية ذات أهداف تنموية اجتماعية بحيث تدعم هذه المشاريع الجانبين الاقتصادي والاجتماعي عبر خلق وظائف من ناحية ومساعدة مختلف الفئات والقضايا الاجتماعية وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية في الاقتصاد. وقامت بإدارة الحوار مستشارة المنتدى المديرة التنفيذية لشركة ابتكار للاستشارات الاستراتيجية والمستشارة الاستراتيجية لمنتدى مساندة المرأة د.العنود الشارخ.
وخلال الجلسة النقاشية تحدثت سناء الغملاس عن أهمية وضع أسس للمشروع المستهدف لأن ذلك سيقوده نحو التقدم والنجاح، وهو ما قامت به عبر مشروع «أمنية» لإعادة تدوير البلاستيك، والذي بدأ بفكرة حصلت على انتقادات كثيرة من جهات، إلا أن التركيز على أسس المشروع وأهدافه والمثابرة في العمل شكل دافعا لمواصلة العمل على إيصال الرسالة وتحقيقها. ونصحت كل امرأة تريد تحقيق رؤيتها بالعمل بما تريده بنفسها وعدم انتظار مساعدة من الآخرين.
من ناحيتها، قالت حصة الحميضي ان ريادة الأعمال الاجتماعية هي دمج ما بين فكرة العطاء والهدف التجاري، وينبع من ثغرة اجتماعية، حيث انه طريقة أكثر استدامة للعمل الاجتماعي في بيئة اقتصادية رأسمالية. وجاءت فكرة مؤسسة نقاط من حاجة لسد ثغرة في التواصل الابداعي في الكويت. وكانت أول تجربة لمؤتمر نقاط ناجحة جدا إذ جذبت مبدعين من جميع أنحاء المنطقة. واليوم يجذب أكثر من 6 آلاف مشارك ليكون بمنزلة سياحة إبداعية إلى الكويت. وتابعت الحميضي حديثها قائلة إن الإبداع والريادة هي كيفية تطوير الفكرة ووضع الحلول التي تستهدف نطاقا أوسع من حدود الكويت، ونصحت الشابات بألا يترددن في أخذ النصيحة والمشورة والعمل بها.
ومن جانبها، روت مها البغلي، كيف ان المسؤولية الاجتماعية ليست عملا خيريا، بل برامج مستدامة تعود بالفائدة على المجتمع وعلى المدى الطويل. وقالت ان عملها في مؤسسة سفيرة للمسؤولية الاجتماعية التي أسستها منذ سنوات ساهم في وضع اللبنة لما أرادت القيام به داخل المجلس البلدي ومشاركة خبرتها في هذا المجال فيما يساهم إيجابيا في تقدم الكويت، حيث تركز على كيفية تطبيق المعايير والبرامج التي نحتاج إليها مثل العمل على حماية البيئة وتحفيز الشعب على المشاركة في هذه المساعي عبر ورش والتفاعل مع نشطاء في المجتمع.
واختتمت حديثها بالقول: ان الشغف هو الذي يدفعنا إلى النجاح واليوم في الكويت النساء أصبحن ناجحات في أي مجال كان، وأنها تعلمت ريادة الأعمال الاجتماعية من المرأة الكويتية وكل ما حققته منذ عقود.
وبدورها، قالت بلسم الأيوب: ان الشخص الرائد في الأعمال الاجتماعية هو الذي يجد الحل بنفسه لمشكلة في مجتمعنا من دون دعم من جهة حكومية أو خاصة. عندما بدأت مسيرتها الرياضية، أرادت الأيوب ان تكون مثل الرياضيات العالميات اللواتي يحصلن على رعاية من قبل شركات، وتوجهت إلى إحدى هذه الشركات في الكويت لطلب الرعاية. ولكنها لم تلق دعم من والدها في هذه الخطوة الذي رآها غير مناسبة. وبعد عام من هذا الحدث، تقدمت من شركة أخرى بطلب رعاية لبطولة للمبارزة تقيمها لرياضيات شابات، وحصلت على الرعاية وكان والدها فخورا بذلك. وحين سألته لم لم يكن فخورا بطلبها الرعاية العام الذي مضى؟ قال لأن الأول أرادته لنفسها، أما الثاني، فهو طلب لهدف جماعي. ونصحت الحضور بعدم التردد أو الخوف من الفشل، فليس هنالك المستحيل.
واختتم المنتدى نشاطه بحلقة تفاعلية قادتها أ.كاثي كورمان فري من جامعة جورج واشنطن، الولايات المتحدة، إذ قامت بدعوة متطوعة للمشاركة بفكرة مشروع أمام الجمهور وتطوير هذه الفكرة بمساندة من قبل شركاء المنتدى والمتحدثات والحضور لوضع أسس المشروع التجاري في ريادة الأعمال الاجتماعية.
وشهد المنتدى حضور مهنيات وطالبات، بالإضافة الى السفيرة التركية لدى الكويت، عائشة هلال سيان كويتاك، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت، لورانس ر. سيلفرمان، في ثاني حضور لهمها لمنتديات «منتدى مساندة المرأة».