أصدر تجمع «المسار المستقل» بيانا حول الأمطار التي هطلت على البلاد الأسبوع الماضي وتداعياتها فيما يلي نصه:
لقد كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد، سواء في الأسبوع قبل الماضي، أو تلك التي سقطت اعتبارا من منتصف الأسبوع الماضي، عن خلل كبير في البنية التحتية للدولة، وذلك على الرغم من الأرقام الفلكية التي نسمعها عن قيمة المناقصات التي تتم ترسيتها على مقاولين وشركات، كنا نتوقع معها أن يكون كل ما يتعلق بالطرق الكبرى والمناهيل وأعمال التصريف والصيانة سيتم تنفيذها على أعلى مستويات الكفاءة، وتطابق المواصفات العالمية، إلا أننا فوجئنا بأن الأمطار كشفت عورات الفساد بكل أشكاله في جميع القطاعات ذات الصلة والعلاقة.
وأضاف البيان: لقد غرقت أنفاق وأغلقت أكثر من مرة، نتيجة أخطاء كارثية، منها ما قد يكون ناجما عن أخطاء في التصميم، ومنها ما قد يكون نتيجة أخطاء في المتابعة والاستعداد والصيانة الدورية وفي كل الأحوال غرقت هذه الأنفاق والشوارع بل ومناطق وربما مدن جديدة مثل صباح الأحمد السكنية أكثر من مرة خلال أيام قلائل.
وزاد: لقد كشفت الأمطار الغزيرة أيضا أن التعاون الحكومي إذا كان قد غاب مع مفاجأة هطول الأمطار في المرة الأولى، فقد حاولت جاهدة احتواء تداعيات مفاجأة هطول الأمطار الغزيرة الأسبوع قبل الماضي، واستعدت لمواجهة أمطار منتصف الأسبوع الماضي، بغرفة عمليات مركزية وبتنسيق عالي المستوي بين جميع الجهات المختصة، بخطط واضحة ومتكاملة وظهر تعاون الجميع في كل القطاعات، وبشكل يثير الإعجاب ويستحق الإشادة، فكان الكل على مستوى اللحظة الخطرة، وظهرت أدوار بطولية قام بها رجال من جميع الجهات الرسمية سواء في الحرس الوطني أو الجيش أو الداخلية أو الإطفاء أو الأشغال ووزارة الإعلام والبلدية وغيرها.
وقال التجمع في بيانه: ان دور المتطوعين والشباب الكويتي الذي شارك في أعمال المتابعة والإنقاذ والتنسيق كشف عن قدرة شبابنا على تولي زمام الأمور، ومواجهة المشكلات والأزمات بتقديم أفكار وحلول لمواجهة اللحظة الراهنة، وكل من شارك من هؤلاء الشباب وهؤلاء المتطوعين إنما هم فخر للكويت ولكل أبناء الكويت.
إننا في تجمع «المسار المستقل» إذ نشيد بتعاون الجهات الرسمية غير المسبوق، وبكل الجهود التي تضافرت من أجل مواجهة التداعيات، واحتواء الأخطاء التنفيذية والإدارية، وما تأكد للقاصي والداني من شيوع الإهمال وغياب المتابعة في الكثير من المرافق، وغياب الاستعداد والتخطيط لمواجهة الآثار الناجمة عن زيادة الأمطار عن المعدلات المحتملة، فإننا نطالب بحملة تطهير شاملة، تجتث الفساد من الجهات التي ثبت في كل مرة قصورها وغيابها أو تغيبها عن الواقع رغم الإمكانيات الهائلة التي تنفق على مثل هذه القطاعات في الدولة، من أجل تحقيق بنية تحتية بمواصفات عالمية، وضرورة محاسبة المسؤولين كل في نطاق اختصاصه وحدود مسؤولياته، وفضلا عن ذلك تحديد مدى مسؤوليات المقاولين والشركات المنفذة للأعمال، وبيان مدى مسؤوليتها عن الأخطاء الكارثية في تصميم وتشييد البنية التحتية لكثير من الطرق والجسور والأنفاق والشوارع الرئيسية.
وأخيرا ندعو الله أن يحفظ الكويت وأهلها ومن يقيم على ارضها من كل مكروه.