- توقيع إعلان نوايا مشترك بين الكويت وألمانيا لتطوير الشراكة في المجال الإنساني
- وزير خارجية ألمانيا: الكويت شريك يعوّل عليه ووسيط فعال في المنطقة
أسامة دياب
اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مع وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية هايكو ماس في ديوان عام وزارة الخارجية، بمناسبة زيارته الرسمية إلى الكويت، وتناول الاجتماع مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة والإستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات، كما جرى خلال الاجتماع التنسيق حول عدد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز آفاق العمل الثنائي المشترك وسبل مواجهة التحديات المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لاسيما أن البلدين ستتزامن فترة عضويتهما غير الدائمة في مجلس الأمن خلال العام المقبل، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبعد الاجتماع عقدت مراسم التوقيع على إعلان نوايا مشترك بين الكويت وألمانيا بشأن تطوير الشراكة في المجال الإنساني، وبحث آليات التمويل للعمل الإنساني، ووسائل جعل المساعدات الإنسانية الدولية أكثر فعالية وكفاءة، وسبل حماية بيئة العمل الإنساني.
وحضر الوزيران مؤتمرا صحافيا مع ممثلي وسائل الاعلام المحلية والاجنبية، حيث أكد الخالد قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الالمانية والتي وصفها بالتاريخية والممتدة لـ ٥٥ عاما، موضحا ان العلاقات الديبلوماسية اضحت مثالا يقتدى به في العلاقات الناجحة، وقد تجلى مستوى العلاقات بين البلدين وتجسد في موقف جمهورية المانيا الصلب والحازم في إدانة الاحتلال الغاشم على الكويت عام 1990، والدعم الكامل للشرعية الكويتية، والمساند لكافة القرارات الدولية ذات الصلة.
واضاف الخالد: أجرينا مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة مع الوزير هايكو ماس، تناولت مختلف المواضيع الرامية الى تطوير آليات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين، لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري، خاصة في ظل المكانة التي تتمتع بها ألمانيا كأهم شريك اقتصادي للكويت، وما تحتله الاستثمارات الكويتية من موقع بارز في قائمة المستثمرين في المانيا، حيث بلغت استثمارات الكويت في القطاعين الحكومي والخاص ما قيمته 35 مليار دولار، كما نود الترحيب بالاستثمارات الالمانية وتشجيع المزيد منها للدخول في السوق الكويتي والاستفادة من التسهيلات والمميزات التي نقدمها، موضحا انه تم التوقيع على إعلان نوايا مشترك بين الكويت وجمهورية ألمانيا الاتحادية بشأن تطوير الشراكة في المجال الإنساني، وبحث آليات التمويل للعمل الإنساني، ووسائل جعل المساعدات الإنسانية الدولية أكثر فعالية وكفاءة.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، قال: أجرينا مباحثات مستفيضة عكست تطابقا كبيرا في وجهات النظر حيال مجمل القضايا الإقليمية والدولية والأوضاع الأمنية والسياسية والجهود المشتركة الرامية لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، مجددا التهنئة لجمهورية ألمانيا الاتحادية بمناسبة حصولها على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعامي 2019-2020.
وردا على سؤال حول اهتمام الكويت باتفاقية التغير المناخي، ذكر أن اتفاقية التغير المناخي من الاتفاقيات المهمة في العالم والكويت لا تعمل منفردة في هذا المجال بل تعمل من خلال عضويتها في مجموعة ٧٧ + الصين وتأخذ بعين الاعتبار الاتفاقية هذه المجموعة ونحن منفتحون للوصول إلى اتفاق يساعد الاستمرار للوصول إلى اتفاق دولي بهذا الخصوص.
وبخصوص تصريحات وزير خارجية قطر في منتدى الدوحة والتي اكد فيها ضرورة تعديل نظام مجلس التعاون الخليجي، قال الخالد: يحق لأي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي طرح مقترح أو تعديل لتطوير العمل بين دول المجلس وحل القضايا الخلافية بينها، مشيرا إلى أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد طرح في قمة الكويت خلال ديسمبر الماضي ضرورة إيجاد آلية لحل النزاعات لتعزيز النظام الأساسي لمجلس التعاون حتى نستطيع من خلالها حل جميع القضايا الخلافية، موضحا أن أي مقترح يجب أن يناقش من قبل الدول الأعضاء.
من جهته، اكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده تقدر الكويت كشريك يعول عليه ووسيط فعال في المنطقة التي باتت في امسّ الحاجة الى هذا الدور الكويتي ونريد أن نعمل معا في مجلس الأمن لمنع حدوث النزاعات والتوصل لتسوية لها ووقعنا على إعلان النوايا المشترك لتعزيز التعاون مع الكويت من خلال انتداب الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، موضحا أن الكويت تلعب دورا مسؤولا في معالجة الوضع الإنساني في سورية ونجد فيها شريكا يؤمن بالحلول الإنسانية.
وحول توقعات ألمانيا تجاه الأزمة الخليجية كخطوة نحو استقرار المنطقة، قال ان المنطقة تشهد ازمات ونزاعات كثيرة ومنها الأزمة الخليجية والتي تلعب الكويت دور الوسيط الذي لا يستغنى عنه، ومن طرفنا أعربنا عن استعدادنا لتقديم اي دعم لدور الكويت.
وردا على سؤال حول رؤيته للأوضاع في فرنسا والى مدى من الممكن ان تتحول حركة السترات الصفراء الى ربيع اوروبي، أوضح أن ألمانيا تتابع الأحداث عن كثب لانها دولة جارة وشريك في الاتحاد الأوروبي، مشيرا الى ان الرئيس ماكرون قام بحزمة من الاجراءات التي كان لها صدى وترحيب واسع خفف من حدة الاحتجاجات، موضحا ان فرنسا شريك لا يستغنى عنه في اوروبا.
وبخصوص دعوة بلغاريا الى عقد اجتماع في الاتحاد الأوروبي بشان الأزمة الخليجية قال: هذه دعوة منفردة من قبل بلغاريا وليست مبادرة اوروبية وبالتالي تحتاج الى موافقة الاتحاد الأوروبي واتخاذ القرار بالاتفاق مع أطراف النزاع.
مراسم التوقيع
حضر الاجتماع ومراسم التوقيع على اعلان النوايا المشترك كل من نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير د.أحمد ناصر المحمد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم السفير ضاري العجران، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب وزير الخارجية السفير أيهم العمر، والسفير نجيب البدر.
مأدبة عشاء
أقام الشيخ صباح الخالد مأدبة عشاء رسمية على شرف وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية والوفد المرافق له مساء أول من أمس في ديوان عام الوزارة، بمناسبة زيارته الرسمية إلى الكويت، بحضور رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة د.عبدالكريم الكندري، ومقرر لجنة الشؤون الخارجية عبدالله العنزي، العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار فاروق بستكي، وعدد من القياديين وكبار المسؤولين في «الخارجية».