بيروت - جويل رياشي
يتناقل اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي ألبوم صور عن لبنان للمصور الشاب رامي رزق الذي عنونه بالإنجليزية «لبنان كما لم تروه من قبل».
٦٠ صورة لمناظر خلابة تبدو الأكثر تداولا على الصفحات اللبنانية في الأيام الأخيرة، وهي بمنزلة رحلة سياحية قصيرة قد تكون من «أبلغ» الإعلانات السياحية المجانية لبلاد الأرز.
من بيروت الى الناقورة الى البقاع الغربي الى بشري واهدن وشكا وعيون ارغش مرورا بالبابلية وصغبين وجزين (مسقط رأس المصور) الى بكاسين وحامات وعميق الى الزعرور وحريصا وجبيل والبترون وغيرها.
يأخذنا رزق في رحلة استرخاء للحواس عبر جولة على مناطق سياحية وأخرى غير معروفة.
الفكرة ليست بجديدة ولا حتى تقنية التصوير من فوق بالاستعانة بالـ drone، ولكن الزوايا التي التقطت منها الصور هي التي تميز هذه المجموعة عن آلاف الصور السياحية للبنان خصوصا مع انتشار ظاهرة «المصورين الجدد» على «انستغرام».
وهذا ما يؤكده رزق في حديث الى «الأنباء»، مشيرا الى انه «قد يخيل للبعض ان هناك مناظر كليشية ولكنها في الحقيقة ليست كذلك من حيث الزاوية. هذا إذا تحدثنا عن المواقع السياحية المعروفة او الكليشية، وهي قليلة في هذا الألبوم».
وبالفعل هذا ما يلمسه المشاهد: التركيز في هذا الألبوم، الذي أعاد نشره موقع «Bored Panda» الأميركي الشهير، ليس على قلعتي جبيل وبعلبك ولا صخرة الروشة انما على مناطق «جديدة» كالعاقورة وفالوغا وشوان.
ولا يخفى على احد ان النظر «من فوق» يكشف أمورا مستورة كثيرة، كصورة حرش بيروت المحاصر بالباطون من الجهات كافة، علما ان المساحة الخضراء الأخيرة المتبقية في العاصمة ومتنفسها الوحيد الذي «يقاوم» القضم والتعدي على مر السنين بهمة جمعيات وناشطين بيئيين.
وكذلك تكشف الصور التي التقطها رزق للعاصمة بيروت تكاثر ناطحات السحاب، على حساب الابنية التراثية القديمة، ما قد يطرح أسئلة وجودية عدة عن الهوية العمرانية والثقافية لبيروت المستقبل.
أما الصورة التي حازت العدد الأكبر من المعجبين فهي «اللقطة الكليشية» في وسط بيروت التي تجمع كنيسة مار جرجس للموارنة وجامع محمد الأمين.
ويقول رامي الذي بدأ عمله كمصور محترف قبل سنتين ان «هذا الالبوم هو كناية عن أفضل ٦٠ صورة التقطتها في العام ٢٠١٨ خلال جولاتي على المناطق اللبنانية.
فأنا أكرس ايام العطل لاستكشاف لبنان والتقاط الصور. أريد ان يرى اللبنانيون هذا الجمال الطبيعي لبلدنا. وليس صحيحا ما اتهمني به البعض في التعليقات بأن هذه الصور ليست حقيقية او فيها خدع بصرية.
الحقيقة انني لم استخدم الفوتوشوب أبدا في هذه الصور بل تقنية الـ coloring او التلوين لتنقية الألوان وهي تقنية رائجة تستخدم حتى في تصوير الفيديو».
وعما إذا كان ينوي ان يقدم هذه المجموعة في معرض خاص بعد النجاح الذي حصدته على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: «معرض او كتاب. نعم أفكر في ذلك ولكنني سأعمل قبل ذلك على تعزيز المجموعة واكتمالها».