- اتفاقية التجارة الحرة أُنجز منها الكثير ولم يبق إلا القليل وإن وقّعت فستكون نقلة تاريخية وإستراتيجية في العلاقات
- جيل كايبيل: المنتدى سيركز على الأزمة المالية وأمن الخليج ودور المرأة
بيان عاكوم
بهدف تعزيز العلاقات الانسانية والثقافية والحضارية بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ينظم المنتدى الخليجي ـ الأوروبي الخامس للتنمية البشرية الذي ستكون اعماله في 7 و8 مارس تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبحضور عدد كبير من الشخصيات والمسؤولين، وذلك تحت مظلة الرئاستين الكويتية لمجلس التعاون والاسبانية للاتحاد الأوروبي.
وللإعلان عن المنتدى نظم المعهد الديبلوماسي مؤتمرا صحافيا حضره مدير المعهد الديبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ وسفير مملكة اسبانيا ميغيل دي فالي زوبللا ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الرياض السفير لويجي ناربوني ورئيس برنامج المنتدى الخليجي ـ الأوروبي البروفيسور جيل كايبيل.
مدير المعهد الديبلوماسي عبدالعزيز الشارخ افتتح المؤتمر بالقول ان هذا المنتدى يساهم في تعزيز فرص توقيت الرؤى وتسليط الأضواء على المصالح المشتركة.
ورأى ان العلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي تتسم بالود والتفاهم والتعاون، ويعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك الأول لمجلس التعاون من الناحية التجارية حيث بلغ حد التبادل التجاري 80 مليار دولار، ويعتبر مجلس التعاون الشريك الرابع للاتحاد الأوروبي خصوصا في مجال الطاقة.
أما بالنسبة للعلاقات الحضارية والثقافية فقال الشارخ انها لا ترتقي الى مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية، ومن هنا يأتي اهتمام المنتدى الخليجي الأوروبي الخامس بتعزيز تبادل الثقافات وحوار الحضارات. اضافة الى الاهتمام بالمرأة التي سيخصص لها محور كامل في أعمال المنتدى في اليوم الثاني للمنتدى.
وبين الشارخ ان الكويت لم تأل جهدا في سبيل إنجاح المنتدى وذلك انسجاما مع التوجه الخليجي المشترك الذي يسعى الى تعزيز علاقات المجلس مع الأصدقاء الأوروبيين، ولذلك جاء الحرص المشترك من الجانبين على ان تشمل محاور البحث الأمور السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
نشاطات ثقافية وفنية
وأعلن الشارخ عن اقامة نشاطات ثقافية وفنية أثناء انعقاد المنتدى سيعلن عنها لاحقا مؤكدا على دور الشباب الخليجي والأوروبي في حضور هذا المنتدى، كما تم تشكيل لجنة لإعداد وتنظيم المؤتمر بالتعاون مع الجانب الأوروبي برئاسة مدير المعهد الديبلوماسي وعضوية مسؤولية قياديين في الوزارات والجهات المعنية.
ولفت الشارخ الى ان عدم إصدار المنتديات الخليجية – الأوروبية توصيات في نهاية انعقادها لا يقلل من أهميتها لافتا الى ان الهدف الأساسي هو التفكير المشترك والارتقاء بالفهم المتبادل الذي يعمق الثقافة ويخلق روحا إيجابية بين الجانبين، والتفكير في المصالح المشتركة مشيرا الى ان هذه المنتديات ليست مؤتمرات لمسؤولين لمناقشة قضايا محددة وانما مشاريع فكرية لها أهمية في تطوير العلاقات بين الطرفين.
اتفاقية التجارة الحرة
ورد الشارخ على سؤال حول المعوقات الموجودة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون بقوله: ان الجزء الأعظم من اتفاقية التجارة تم إنجازه ولم يتبق منها إلا القليل.
وقال: «الكويت وبقية دول المجلس حريصة على حل بعض الاشكاليات الفنية وتم تجاوز مشكلة حقوق الإنسان».
وتمنى الشارخ إنجاز اتفاقية التجارة بين الجانبين في القريب مشيرا الى ان إنجازها سيشكل نقلة نوعية واستراتيجية وتاريخية في العلاقات بين الجانبين.
العلاقات الثقافية والحضارية
أما رئيس برنامج المنتدى الخليجي ـ الأوروبي البروفيسور جيل كايبيل فأكد أهمية المنتدى في هذا الوقت الذي يأتي في ظل رئاسة الكويت لمجلس التعاون واسبانيا للاتحاد الأوروبي مشيرا الى ان هدف المنتدى دعم العلاقات الإنسانية والحضارية بين المجتمعات الخليجية والأوروبية.
واشاد بالعلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية بين الطرفين الا انه اعتبر مستوى العلاقات الثقافية والحضارية فيه مشكلة حقيقية.
3 موضوعات مهمة
واشار الى ان المنتدى الخامس سيركز على 3 موضوعات مهمة حيث ستتم مناقشة الأزمة المالية وكيفية تبادل الآراء والجهود ما بين الجانبين للخروج من هذه الأزمة خصوصا انه يوجد تكافل شامل بين الاقتصاد النفطي الخليجي والاقتصاد الصناعي الاوروبي.
وفي اليوم الثاني ذكر كايبيل انه سيناقش المؤتمر الامن والسياسة في منطقة الخليج والتبادل الثقافي على مستوى العلاقات بين الجامعات والإعلام والفنون.
وفي النهاية سيكون هناك حوار مفتوح حول دور المرأة في العالم خصوصا في الكويت التي اعتبرها الاكثر تقدما في الخليج خصوصا بعد حصول 4 سيدات على عضوية البرلمان، واشار كايبيل الى انه على هامش المنتدى سيقام معرض للفنون وسيتضمن لوحات فنية وسيتم افتتاح معرض المعهد العربي الاسلامي في باريس.
وشدد كايبيل على اهمية مناقشة المرحلة الاقتصادية في المستقبل والثقافة الانسانية لأنه دون اكتشاف ثقافة الآخر ستبقى العلاقات بين الجانبين سطحية جدا.
واشار الى ان اغلب الخليجيين ينظرون الى اميركا فقط كوسيلة للعولمة والحداثة ولكننا نعيش في عالم متعدد الاقطاب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والمشاكل العسكرية الاميركية في المنطقة.
أهمية العلاقات الكويتية ـ الإسبانية
ومن جهته، عبر السفير الاسباني ميغيل دي فالي زوبللا والتي ترأس بلاده دورة الاتحاد الأوروبي حاليا عن اهتمام بلاده بالمنتدى.
واشار الى اهمية العلاقات الكويتية - الإسبانية والاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، هذا فضلا عن وجود علاقات إسبانية - عربية مهمة.
وعن اتفاقية التجارة الحرة قال انها فرصة لإنجاز الاتفاقية بين الاتحاد ومجلس التعاون.
الخليج شركاء حقيقيون
وبدوره، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الرياض السفير لويجي تاربوني منذ سنوات ماضية اقيمت هذه المنتديات لتبادل الآراء والثقافات واشار الى ان الاتحاد مهتم بالمنطقة لموقعها الاستراتيجي معتبرا ان الخليج شريك حقيقي للاتحاد الاوروبي.
ولفت الى ان حجم الاستثمارات الأوروبية في دول الخليج بلغت 7 مليارات يورو خصوصا في مجال الطاقة التي تعتبر عنصرا مهما هذا الى جانب الرؤية المشتركة لأهمية استقرار منطقة الشرق الأوسط، اضافة لتطوير العلاقات في مجال البحوث والتعليم والاقتصاد.
وأمل المزيد من التعاون في مجال التغيرات المناخية والبيئة وغيرها.
وبخصوص اتفاقية التجارة الحرة قال انجز منها الكثير ولم يبق إلا القليل ولم يحدد موعدا لانتهاء المفاوضات إلا أنه أمل أن توقع اتفاقية التجارة الحرة قريبا.