- منصة كلمات كالنخلة في الصحراء تنمو.. ورغم أنني متوقف عن الأمسيات الشعرية لكنني حرصت على دعم هذه التجربة
- سعدية مفرح: قصيدة جويدة تجلت بصور مختلفة متجاوزة كل التصنيفات التي يحلو للنقاد أن يحبسوا القصيدة بين أقواسها
عبدالله الراكان
في أول فعالية لها أقامت منصة «كلمات» أمسية شعرية، مساء أول من أمس في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن ملتقى كلمات للشعر، استضافت فيها الشاعر والأديب المصري الكبير فاروق جويدة وذلك بحضور جماهيري كبير.
وفي بداية كلمتها، أبنت الزميلة الشاعرة سعدية مفرح الراحل الكاتب الكويتي ناصر الظفيري الذي وافته المنية في كندا.
ثم تحدثت الزميلة مفرح عن ضيف الأمسية الشاعر فاروق جويدة قائلة إنه أحد أهم الأصوات التي كونت الشعرية العربية بصورتها الراهنة حيث تجلت قصيدته بصور مختلفة متجاوزة كل التصنيفات التي يحلو للنقاد أن يحبسوا القصيدة بين أقواسها فقد اجترح جويدة الشعر على طريق الحرية وهي الطريقة الوحيدة التي يعرفها الشعراء الحقيقيون ولأطلقها في سماء القول غير مبالٍ بمدارس ومجايلات وقوالب جاهزة مسبقاً.
ولفتت إلى أننا في منصة كلمات استضفنا الشاعر فاروق جويدة والذي له 13 مجموعة شعرية و3 مسرحيات بالإضافة إلى كتب في مجالات أخرى وهو الذي يقول: لقد حملت معي من قريتي الصغيرة 3 أشياء هو عشق الطبيعة بكل ما تحمله من مظاهر للجمال والبساطة في الحياة والصدق مع الله، ويقول أيضا: ما زلت أكتب عن القدس وما زلت ضد التطبيع وما زلت ضد عملية السلام مع إسرائيل ولو تم فسأرفع يدي من القبر إذا لم يكن سلاما عادلا.
نخلة تنمو في الصحراء
من جهته، قال الشاعر فاروق جويدة إن الكويت رغم صغر مساحتها لكنها اختارت أن تكون بيتا من بيوت الثقافة، مشيرا إلى أن الكويت وشعبها كانوا ملاذا لعقول كثيرة واجهت ظروفا صعبة في بلادها والتي استوطنت الكويت ووجدت فيها البيت والملاذ، مضيفا أن الكويت أيضا فتحت أبوابها للكثير من الرموز المصرية التي عملت في الجامعة أو في الصحافة الكويتية، مشيرا إلى أن الكويت احتفظت بهامش كبير من الحرية اختلف عن الكثير من العواصم العربية، مؤكدا أن منصة كلمات هي كالنخلة في الصحراء تنمو، ولم أتوان عن دعمها، مؤكدا انه متوقف عن إقامة الأمسيات الشعرية لكنه حريص على دعم هذه التجربة وان يقف بجانبها.
وقف الجمهور دقيقة حداد على روح الكاتب ناصر الظفيري، ثم ألقيت القصيدة التالية للشاعر فاروق جويدة:
وأعلم أنني يوما
سأرحل في ظلام الليل يحملني جناحان
ويلقيني رفاق العمر في صمت
تطوف عليه أحزاني
وقد أمضى على حلم
قضيت العمر يسكرني
ويلهو بين وجداني
يصير بريقه شبحا
فيلقي رأسه ألما
ويهدأ فوق شطآني
جمهور عاشق للشعر
وفي تصريح خاص لـ«الأنباء»، قال الشاعر فاروق جويدة إن الشعب الكويتي عاشق للشعر، وهو جمهور مثقف ومتفتح، وهذا ما يميزهم عن بلدان كثيرة، مشيرا إلى أنه شخصيا متابع للحركة الثقافية في الكويت وهي فاعلة على المستوى العربي ولها دور كبير في إبرازها.
وأضاف جويدة ان منصة كلمات تجربة ناجحة وبداية موفقة لو عممت على البلدان العربية فستكون مفيدة للشباب العربي وفرصة لزيادة النشر وفرصة أيضا للتعبير عن الرأي.
بناء الحركة الثقافية
وكان الكاتب أحمد الزمام قد أعرب في بداية الأمسية عن تطلع منصة كلمات إلى المساهمة الحقيقية في بناء الحركة الثقافية وتطويرها وتنشيطها والعمل على نبذ كل ما يسبب تفرقة في المجتمع، مضيفا أن منصة كلمات ليست حزبا أو تيارا أو تجمعا يسعى لنشر فكر معين بل ترحب بالجميع بلا استثناء، مضيفا أن المنصة اتجهت لإنشاء صالون كلمات الثقافي والذي يندرج منه العديد من الصالونات الثقافية تم توزيعها على جميع مناطق الكويت، لافتا إلى أن منصة كلمات تضم حوالي 200 عضو من خارج وداخل الكويت، مؤكدا أن المنصة لا تعمل على زيادة عدد أعضائها، بل الاهتمام بالكتاب والقراء والموهوبين والمبدعين في الكويت ورعاية الأعمال ومنحهم التقدير المستحق دون أي اعتبارات مرجوة وأيضا إعطاءهم المساحات لإبداء الآراء ووجهات النظر.