أسامة أبوالسعود
واصل الملتقى الإعلامي العربي أمس جلسات دورته الـ16 لليوم الثاني على التوالي، وسط حضور إعلامي وفني وثقافي ورياضي كبير، وقد ركزت مجموعة من الجلسات على عدد من التجارب الواقعية لبعض المشاهير من مختلف المجالات مع الإعلام، ومدى تأثير الإعلام على تفاعلهم مع الجمهور، حيث كانت إحدى الجلسات عن ضرورة استيعاب الحكومات العربية التغيير الهائل في التكنولوجيا والتقنيات وان قوة الشباب لا تقهر.
بدأ اليوم الثاني والأخير من فعاليات الملتقى بجلسة حوارية للأكاديمي والداعية والإعلامي د.محمد العوضي بعنوان «تجربتي مع الإعلام» وأدارها الإعلامي الكويتي محمد السداني.
وقال د.محمد العوضي: «ليس من السهل أن يأتي إنسان ويتحدث أمام جماهير شابة تخصصها فيما هو مهتم به ومحترف.. وما طلبه مني الإعلامي ماضي الخميس، هو شيء خفف عني الخوف في المهنية لكي أنقل تجربتي الإعلامية. وقال العوضي: «تجربتي الإعلامية علمتني تقدير الناس وكلامي عن الوافدين وحاجاتهم وكلامي عن السجناء والبؤساء والمظلومين يجعلني أرضي ضميري».
الإعلام والمستقبل
وكانت هناك جلسة بعنوان «مستقبل الإعلام وإعلام المستقبل» والتي أدارها الإعلامي أحمد الفضلي، بمشاركة كل من د.عبدالحميد الأنصاري كاتب ومفكر من قطر، د.محمد العريمي مدير وكالة الأنباء العمانية ورئيس جمعية الصحافيين العمانية، د.إحسان الشمري إعلامي ورئيس مركز التفكير السياسي بالعراق، وزياد كريشان الإعلامي التونسي.
وأشار المشاركون إلى أن الإعلام المستقبلي او مستقبل الإعلام سيكون قائما على عدة امور منها أنه سيكون هناك تطور أكثر في التقنيات، وسيصاحب ذلك حريات أوسع، واستقلالية أكبر، وسيكون مستقبل الإعلام والتطور في الصناعة الإعلامية ليس في التقنية فقط ولكن أيضا في المضمون.
ولفتوا إلى أن هناك ما يقارب 6 مليارات أو اكثر مستخدم للهواتف الذكية وهذا يضع الإعلام على المحك.. ومع ذلك تبقى رسالة وأهداف الإعلام مستمرة، ولكن أدوات الإعلام تتغير والأهداف ثابتة حتى في قضية التحول.
وبالنسبة للصحف الورقية، لفتوا إلى أنه خلال الثلاثة عقود القادمة يمكن أن نرى عزوفا كاملا عنها، بينما سيكون الإعلام المؤسسي بعيدا عن التدخل عن العنوان الصحافي والمواطن العادي.. فالكل قد تحول إلى صحافي.
المشاكل النفسية
وخلال جلسة حملت عنوان «مهارة التعامل مع الإساءة في وسائل التواصل الاجتماعي رؤية نفسية»، قال استشاري الطب النفسي والأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب البروفيسور طارق الحبيب إن كثيرا من رواد التواصل الاجتماعي يعتدون على بعض، لافتا إلى أن هناك طرقا طبية وطرقا علمية يجب تطبيقها لتلافى المشاكل النفسية. وأشار إلى أن الصناعة النفسية للرائد الإعلامي لها عوامل استثارة الانفعالات والمرونة النفسية، لذلك بعضهم يحتاج خمس دقائق لكي يعود لمزاجه الطبيعي، لأن بعد الدقيقة السادسة يعي ويدرك مشاكله وعيوبه المنظار الإيجابي، كلما أصر الناس على رميك بحجارة الشياطين الملتهبة أصر على الإجابة فإن مركب النفس السوية يحتاج إلى منظار إيجابي، لان المحترم لا يخرج منه إلا الاحترام الوعي الذاتي.. أن اعي ذاتي انا فلذلك لا أتأثر نفسيا، وحينما يقال لي كلمة، ممكن لا انام في ليلة من تقدير أحد، الانتباه.. انت تختار ما تسمع وتختار ما ترى، لا سيد لانفعالاتـي إلا أنـا لأن افكــاري لا تتحكـــــم إلا بانفعالاتـــي.. لا ارضى بأفكارك أن تتحكم بي.
وأشار الى أن مراحل ضبط الانفعال تمر بخمس مراحل الإدراك.. بعد ان ادرك آتي للتقدير، فالإنسان السوي يفكر، لأنه بذلك يتحكم في انفعالاته.. الإصرار على المهارة وليس الضعف.
الجسمي: أعتزم تقديم حفل ضخم في بيت لحم
ياسر العيلة
الجلسة السادسة، التي أدارها الأمين العام للملتقى الإعلام العربي ماضي الخميس كان ضيفها النجم الإماراتي حسين الجسمي، للحديث عن الإعلام والقيم الإنسانية.
وقال الجسمي: أنا والإعلام علاقة خاصة، لاسيما أنني من أسرة فنية سواء كانت صحافية أو موسيقية، مضيفا ان الإعلام العربي ثري بأخلاقه، ويتميز بالبعد عن السلبيات، مؤكدا ان الإعلام والفن وجهان لعملة واحدة.
وذكر أن الفنان جزء من المجتمع وقادر على تقديم للمجتمع عطاء كبير، ولكن البعض يأخذ على الفنانين انهم يقومون بالأعمال الإنسانية من أجل كسب تعاطف الجمهور في مختلف البلدان العربية، مشددا على ان الأعمال الإنسانية شيء مهم للفنان، وهي الجسر الحقيقي بين الفنان والجمهور، ولكن حينما يكون صادقا.
وتابع الجسمي: علاقتنا في الإمارات بين الحكومة وأصحاب القرار علاقة البيت الواحد، وأنا دائما ابحث عن أن أشرف ناسي وأهلي وشيوخي، وقد زرت الفاتيكان بداعي فكرة التسامح التي أطلقتها دولة الإمارات في عام التسامح بين الأديان، وهو هدف لكل إماراتي وعربي وخليجي، وأنا فخور بهذه الزيارة.
وأعلن انه يعتزم تقديم حفل ضخم، في الصيف الجاري، في بيت لحم بدولة فلسطين، لمشاركة الإخوة الفلسطينيين، أحزانهم ومحاولة بسيطة لرسم البهجة على وجوههم.
وتابع: الفنان جزء من المجتمع سواء في مجالي أو في أي مجال آخر، ويجب ان يقدم للمجتمع تحت بند الحب والعطاء، فالأعمال الإنسانية قد تؤخذ مأخذ التعاطف، ولكنني أرى ان الأعمال الإنسانية للإنسان وليس للفنان فقط.
وعلى هامش الجلسة، أعرب الجسمي عن سعادته بمشاركته في الملتقى الإعلامي العربي واصفا الندوة بأنها كانت ذات حضور إعلامي وراق وان الحوار معهم كان وديا وصحيا، وهناك جهد كبير مبذول، والإعلام الكويتي بشكل عام له كل المحبة والتقدير.
وعن قلة أعماله الغنائية المصورة، قال: أنا افضل الغناء على التصوير، وأنا اعتقد أن كل إنسان يستمع لأعمالي يفضل ان يضع لها فيديو كليب خاص بها بمشاهد وصور خاصة به، وأنا أرى ان اكبر توثيق لأعمالي هي مشاعر الناس. وكشف الجسمي ان لديه مشاركة في عمل فني في شهر رمضان المقبل رافضا الإفصاح عن تفاصيله، لكنه اكد أن هذه المشاركة ستنال إعجاب الجمهور.