أسامة أبوالسعود
في لمسة وفاء لمن خاطروا بأرواحهم من اجل رسالة انسانية سامية قام رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي العم حمود الرومي بتكريم كوكبة الزملاء ابناء مهنة المتاعب وفد جمعية الصحافيين الذين زاروا قطاع غزة قبل ايام وقدموا المساعدات ونقلوا بأقلامهم مشاهد من ارض الواقع في القطاع المدمر بأكمله.
واشاد الرومي خلال التكريم في مقر جمعية الصحافيين مساء امس الاول بحضور رئيس جمعية الصحافيين الزميل احمد بهبهاني وامين الصندوق الزميل عدنان الراشد وعدد من اعضاء جمعية الاصلاح وقدمه رئيس لجنة الرحمة العالمية د.وليد العنجري، اشاد بالدور الذي قام به وفد جمعية الصحافيين الكويتية وزيارتهم الى غزة المحاصرة مثمنا جهودهم المباركة التي بذلوها نيابة عن شعب الكويت واهلها الكرام تجاه اهلنا في فلسطين.
واعتبر الرومي ان هذه الزيارة تؤدي شيئا من الواجب المفروض على المسلمين تجاه اخوانهم المسلمين في كل مكان مطبقين لقول الله عز وجل (انما المؤمنون اخوة) ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».
وقال الرومي «ان جمعية الصحافيين الكويتية قامت بواجبها الذي تأمله منها الكويت بل الامة الاسلامية جمعاء حيث لم تكتف بالقلم الصادق والكلمة المعبرة، بل تجاوزت ذلك الى الحركة وحمل همّ اهلنا في فلسطين، وتحويل الكلمات الى افعال جليلة حميدة، ترجمتها بصدق زيارة هذا الوفد الكريم».
واكد ان هذه البادرة الطيبة تعبر عن اصالة الشعب الكويتي وتحمل تبعات النصرة لاخوانهم المسلمين في بقاع الارض والتي تأتي تحقيقا لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، مؤكدا ان زيارة الوفد وقيامه باستطلاع احوال اهل غزة الذين يعانون من الحصار الظالم عليهم منذ سنوات والوقوف على ما يعانون من مصاعب حياتية ومعيشية نتيجة هذا الحصار، تبعث الامل من جديد في تلاحم الامة الاسلامية وترابطها، «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى».
كما اشار الرومي الى دور جمعية الاصلاح الاجتماعي منذ نشأتها في مناصرة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الاولى للامة الاسلامية والعربية، حيث تقوم جمعية الاصلاح الاجتماعي بدورها في الذود عن تاريخ القضية والحفاظ عليه حتى لا ينحرف عن مساره الطبيعي، كما تقوم جمعية الاصلاح ايضا بالتذكير والتعريف بقضية فلسطين في كثير من الانشطة الدورية التي تجعل للقضية مكانها البارز والحاضر في ذاكرة الامة، وخاصة اجيالنا الناشئة الصاعدة، ومن ذلك ملتقيات الاقصى، التي شارك فيها المعنيون والمختصون، للوقوف على آخر المستجدات حتى لا ينسى ابناؤنا هذه القضية، وتقام هذه الانشطة كذلك مؤازرة لاخواننا واهلنا في فلسطين، ليعلموا ان الامة معهم ولن تخذلهم ابدا، مهما طال ليل الظالمين المعتدين الاشرار، وحتى ينفك عن غزة والضفة وكل فلسطين ذلك الحصار.
وقال «اسعدنا زيارة الوفد الصحافي للمشاريع الخيرية التي نفذتها الامانة العامة للجان الخيرية بجمعية الاصلاح الاجتماعي باسم الكويت واطلاعهم على ما تحققه تلك المشاريع من دعم للشعب الفلسطيني في الجوانب المعيشية وبشكل خاص مشروع «بيرحاء الكويت» الذي يستهدف تحقيق الامن الغذائي من خلال زراعة خمسين الف نخلة وغيرها من المشاريع».
واعرب الرومي عن امله في شباب الامة الذين يجاهدون في سبيل نصرة القضية بدعمهم لاهل فلسطين، وانه سيأتي اليوم الذي يعود فيه الاقصى لاحضان المسلمين مرة اخرى باذن الله تعالى، داعيا المولى عز وجل ان يرزقنا فيه صلاة مباركة، مادامت هذه الروح الوثابة في امتنا.
واثنى على جهود السفارة الكويتية في القاهرة، وكل من كان له جهد في انجاح زيارة وفد جمعية الصحافيين الكويتية.
وفي ختام حديثه اعلن الرومي انه سيتم التعاون مع جمعية الصحافيين لاختيار وفود اعلامية لزيارة مشاريع جمعية الاصلاح المنتشرة في مختلف بقاع العالم من آسيا الى افريقيا الى اوروبا في البوسنة والهرسك.
ومن جهته رحب رئيس جمعية الصحافيين الزميل احمد بهبهاني برئيس جمعية الاصلاح والوفد المرافق مؤكدا ان زيارة غزة تحققت بفضل الله وتوفيقه ثم حماس من تطوعوا للقيام بهذه الزيارة، مؤكدا ان هذه الزيارة تفتح الباب لزيارات اخرى في المستقبل القريب لفلسطين وغيرها من المناطق الاسلامية المختلفة لرؤية الاعمال الخيرية. واكد بهبهاني ان هذه الزيارة بادرة تعاون بين جمعية الصحافيين وجمعية الاصلاح الاجتماعي.
ومن جانبه قال الزميل سامي النصف ان زيارة الوفد الصحافي الكويتي لغزة والضفة ورام الله كانت لها فوائد عدة منها رؤية المشاريع الخيرية الكويتية هناك ومتابعة احوال اخواننا الفلسطينيين على ارض الواقع منتقدا هجرتنا كمسلمين لاخواننا في فلسطين منذ 40 ـ 50 سنة، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني شعب مظلوم ويعيش في اسوأ الظروف حاليا.
وقال النصف «حاول الوفد الدخول للقدس ومع انه قد تم منع الكثير قبلنا، الا انه ـ وبتوفيق الله ـ تمت الزيارة وشاهدنا ارض القدس وبيت المقدس وكيف تغيرت معالم الارض، فلا يوجد مكان الا وفيه مستوطنون وتغيرت ديموغرافيا القدس».
ونقل النصف عن أهالي القدس تساؤلهم «اليهود يأتون من كل فج لزيارة الاسرائيليين، ولماذا تهجروننا أنتم يا عرب يا مسلمون؟».
وتحدث عن مأساة غزة، مؤكدا ان الوضع هناك سيئ جدا، فالمصانع والمزارع كلها مدمرة والناس لا تجد فرص عمل، ووصلت نسبة البطالة الى 90% محذرا من يأس الفلسطينيين من البقاء في أراضيهم بسبب العدوان الاسرائيلي والاستيطان، مؤكدا انهم لن يصمدوا امام هذا التعنت والاذلال على المعابر الذي يصل الى 18 ساعة فقط من اجل الدخول والخروج. وحذر النصف ايضا من التغير الديموغرافي الواسع في فلسطين، مشيرا الى ان ما تنقله وسائل الاعلام لا يتعدى واحدا على الالف من حقيقة الوضع هناك، داعيا جمعية الاصلاح الاجتماعي الى تكثيف اعمالها الخيرية هناك من بناء المدارس والمزارع والمصانع وان تعطي المدن الفلسطينية من غزة والخليل والقدس وغيرها اولوية عن غيرها من المناطق الاخرى في العالم ككل لعدم هجرة اهل فلسطين لبلادهم، واصفا الوضع هناك في ختام حديثه بأنه «لا يسر».
من جهته أشاد د.عصام الفليج بالجهود التي بذلها الزميل عدنان الراشد في ترتيب الزيارة مع السلطات المصرية وسفارتي الكويت في مصر والاردن وعلى رأسهما السفير الشيخ فيصل المالك والسفير د.رشيد الحمد والسفارة المصرية في الكويت، مشيرا الى انه جهد متواصل منذ شهر فبراير 2009 الى يناير 2010 لتحقيق الزيارة التي تمت بفضل الله. كما توجه بالشكر لرئيس جمعية الصحافيين الزميل احمد بهبهاني والى رجل الاعمال عبدالاله عبدالله المطوع الذي تكفل بنفقات الزيارة والى الزميلة منى ششتر التي قامت بجهد كبير في تسجيل وبث الاخبار عن الزيارة اولا باول. ولفت د.الفليج الى ان رؤيته المسجد الاقصى والصلاة فيه لها رمزية كبيرة جدا مشيدا في هذا الاطار بالاعمال الخيرية الكويتية في المناطق الفلسطينية ومنها مستشفى الكويت التخصصي الذي يرفرف عليه علم دولة الكويت في غزة.
أعضاء الوفد
يذكر ان الوفد الصحافي الذي زار قطاع غزة ضم امين صندوق جمعية الصحافيين ونائب رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل عدنان الراشد ـ رئيسا للوفد، والكاتب الصحافي بـ «الأنباء» الزميل سامي النصف، والكاتب بصحيفة الوطن د.عصام الفليج ومدير التحرير في وكالة الانباء الكويتية «كونا» منى ششتر ومدير عام صحيفة كويت تايمز الناطقة باللغة الانجليزية الزميلة بدرية درويش.
مشاريع خيرية
والتقى الوفد خلال الزيارة عددا من الشخصيات الرسمية والشعبية في القطاع، كما تفقد في زيارته المشاريع الكويتية المنفذة هناك بدعم وتمويل أهل الكويت، وتنفيذ وإشراف الرحمة العالمية بجمعية الاصلاح الاجتماعي عبر مكتبها الاقليمي في قطاع غزة. وزار الوفد مستشفى الكويت التخصصي في رفح وتفقد أقسام المستشفى واستمع لشرح مفصل عن عمله، وقد بلغت موازنته التشغيلية السنوية مبلغا وقدره 335.000 دولار ويستفيد منها سنويا قرابة 16 ألف مريض ومراجع، فيما بلغ عدد العمليات الجراحية التي يجريها سنويا 1200 عملية جراحية. كما زار الوفد مزرعة «بيرحاء الكويت» والتي تحوي 30.000 شجرة من النخيل وأشجار الفواكه المثمرة الاخرى، وهي مساهمة من الشعب الكويتي الكريم لتحقيق الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة.
جهود الرحمة
تقوم «الرحمة العالمية» عبر مكاتبها في قطاع غزة بجهود كبيرة في سبيل التخفيف من معاناة الانسان الفلسطيني في قطاع غزة عبر مشاريعها الزراعية والطبية والمعونات النقدية والعينية لآلاف الاسر المحتاجة وحفر الآبار وإنشاء المخابز الخيرية والكفالة الشهرية للايتام والأسر والمشاريع الموسمية من افطارات وأضاح وحقائب مدرسية ونحوها، علاوة على مشاريع اعادة الاعمار وإزالة الانقاض، حيث تعتزم الرحمة العالمية خلال عام 2010 ترميم 1000 منزل مهدم.