- الأم مشاعل: لم أشعر بسعادة كسعادتي بسماع كلمة «يما» وهذه هبة من الله تعالى
- الأم فايزة: نتعامل كأسرة واحدة من أمهات وخالات ونقدم ما نستطيع لتربية الأبناء
بشرى شعبان
من قال ان الأم والأمومة محصورة فقط في المرأة التي انجبت؟ فكم من ام حضنت وسهرت الليالي واعتنت وعلمت ابناء لم تنجبهم، فكانت الأم البديلة او الأم الفعلية هي التي خففت الآلام وضحت بوقتها من أجل أبناء لا ذنب لهم سوى ان امهاتهم اللاتي انجبنهن تخلين عنهم دون رحمة، فمنحتهم الحياة أم بديلة، نعم فهناك امهات نذرن أنفسهن لتعويضهم شيئا مما افتقدوه وقد يكن أكثر حنانا عليهم من أمهات انجبنهن.
«الأنباء» طرقت أبواب بيوت الأمهات البديلات في دار الأطفال التابعة لإدارة الحضانة العائلية، تلك البيوت التي اطلقت وزارة الشؤون العمل بها كمشروع انساني يلبي الاحتياجات العاطفية للام والأبناء معا، وقضت مع الأمهات البديلات وقتا من يومهن مع ابنائهن، وكانت البداية مع الأم مشاعل وهي ام لثلاث بنات تتراوح اعمارهن بين 3 و5 سنوات، والتي تصر على ان تقوم بعمل كل ما تحتاج اليه بناتها بنفسها رغم وجود المساعدات لها من عاملات منزليات، إذ تقول مشاعل: لم اشعر بسعادة كسعادتي بسماع كلمة «يما» ولا متعة اكثر من تنظيف البنات وتسريح شعرهن، انهن بنات وهبني الله تعالى إياهن لأشعر بمعنى الحياة، وعن طبيعة تعامله معهن تقول مشاعل: انا من اختار ملابسهن وأفضل ان «اطبخ لهن داخل البيت رغم وجود المطبخ المركزي، كما اسهر على تعليمهن في البداية على المشي والكلام والنظافة الذاتية وبعدها اتابعهن في الحضانة، وفي إجازتهن اخرج معهن الى الألعاب ونقوم بـ«زوارة» إلى البيوت المجاورة لقضاء اوقات ممتعة مع اخواتهن وإخوانهن الصغار من الأسر الاخرى.
وتضيف مشاعل: رغم انني اقضي معهن 5 ايام ويومين اذهب لأسرتي، وصدقا لولا وجود الاهل لبقيت معهن كل الأيام، وتدمع عيوني عند عودتي من الإجازة الأسبوعية عندما أسمع عبارة «يما لا تتركينا» علما ان الأبناء يحبون الأم الثانية التي ترعاهن يوم اجازتي.
وأعتبرها تجربة جميلة وممتعة، وأتمنى ان تجربها كل فتاة ظروفها تسمح لها بالقيام بهذا العمل، انه اجر من رب العالمين والحمد الله على هذه النعمة.
وعن رأي عائلتها، قالت مشاعل في البداية عارض اخواني الفكرة، ولكن بعدما شاهدوا العمل والأيتام وافقوا على ان اكون اما بديلة.
سعادة الدنيا
أما الأم أمل والتي ترعى 5 بنات فقالت: انا اخترت ان اكون اما للبنات لعشقي لهن، والحمد لله على نعمة شعور الأمومة، وأن يوما معهن يساوي العمر، وأنا اتابع تفاصيل حياتهن في البيت والمدرسة، وأسهر على تدريسهن وأشعر بسعادة الدنيا عندما يحصلن على مجموع علامات جيدة، إنها تجربة جميلة وبالتأكيد أنا غير نادمة أبدا عليها، واشجع المتقاعدات على ان يجربن هذا العمل الإنساني لما فيه متعة وشعور بتقديم أشياء مفيدة للمجتمع ولهؤلاء الأبناء.
وأيضا بالنسبة للأم فايزة التي ترعى ابنتين فإن تجربتها لا تختلف كثيرا عن تجارب زميلاتها من الامهات، وتؤكد ذلك قائلة: اننا نتعامل كأسرة واحدة من امهات وخالات، ونهتم ببناتنا معا ونشكر وزارة الشؤون التي اتاحت لنا معايشة هذه التجربة المميزة بالحياة، وشكرا للبنات اللاتي شكلن لنا سعادة لا يمكن وصفها.
وأوضحت فايزة ان الأمهات يسكن ضمن مجموعة من البيوت المنفردة ضمن «بلوك» واحد، ولكل ام استقلالية بالسكن مع ابنائها وبناتها والبيت يضم غرفة لكل ابن او ابنة وغرفة للأم وصالة ومطبخا، بحيث يشكل منزلا مستقلا.
الاندماج في المجتمع
وعلى هامش الجولة، التقت «الأنباء» رئيس دار الأطفال مبارك العنزي الذي بين انه بعد نجاح تجربة «الأم البديلة» اصبحت لدينا 7 امهات بديلات وأب بديل، موزعات على كل بيت من بيوت دار الطفولة، وتتولى كل ام وبناء على رغبتها رعاية مجموعة من الأبناء او البنات، ويتم توزيع «العيال» عليهن وفق المراحل العمرية من اليوم الأول للطفل الى اعمار 14 سنة للأولاد و15 للبنات، وتقضي الأم معهم 5 ايام في الاسبوع وتأخذ اجازة يومين تنوب عنها ام اخرى او مشرفات وأخصائيات من دار الطفولة.
درجات الديوان
وتمنى العنزي ان يتم تعيين الأمهات البديلات بالوزارة عبر درجات الديوان لانهن حاليا يعملن على بند المكافأة من الصندوق الخيري الذي لم يقصر يوما، ولكن هناك حاجة لموظفات والعمل على أن تتوسع التجربة اكثر، مؤكدا ان جميع ابناء دار الطفولة يعيشون مع امهات بديلات، وهذا التجربة ساهمت في تحقيق التوازن النفسي للأبناء، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على مستوى دراستهم واندماجهم مع اقرانهم في المجتمع سواء بالحضانات او المدارس التي يدرسون فيها.