أشاد مستشفى الراشد (الرائد الاول لرعاية العائلة) بضرورة الاهتمام بالتوعية لليوم العالمي لمرض السرطان 4 فبراير، وحث الناس في جميع انحاء العالم، خصوصا في بلدنا الحبيب الكويت على اذكاء الوعي وابداء تضامن دولي من اجل التصدي لهذا المرض الخطير، اذ يمثل تعاطي التبغ اهم العوامل المؤدية الى الاصابة بالسرطان.
وصرح استشاري الجراحة العامة والمناظير د.احمد طارق بأن خطورة مرض السرطان من اسباب الوفيات الرئيسية في جميع انحاء العالم، والسرطان يمكنه ان يصيب اي جزء من اجزاء الجسم بما يسمى بالاورام الخبيثة، ومن السمات التي تطبع السرطان التولد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام اجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار الى اعضاء أخرى.
وأشار د.احمد طارق الى ان الزيادة الكبيرة التي شهدتها عوامل الاختطار، مثل تعاطي التبغ والسمنة، تسهم في رفع معدلات السرطان، وبخاصة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ويؤدي التغير السريع الحاصل حاليا في البيئة العالمية بسبب عولمة الاسواق والتوسع العمراني الى زيادة استهلاك الاطعمة المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر والملح، فضلا عن زيادة استهلاك منتجات التبغ، والى انخفاض نسبة استهلاك الخضر والفواكه، وانخفاض مستويات النشاط البدني. وينجم عن ذلك ارتفاع عدد حالات السرطان وغيره من الامراض المزمنة، ومن بين عوامل الاختطار الاخرى التي يمكن توقيها العديد من العناصر البيئية المتسرطنة وأنواع العدوى الناجمة عن ڤيروس التهاب الكبد «باء» وڤيروس الورم الحليمي البشري.
وتابع: لابد لنا اولا وقبل كل شيء، الحد من التفاوت الهائل القائم بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية فيما يخص الوقاية من السرطان وعلاج مرضاه ورعايتهم. وعلى الرغم من ادراكنا لإمكانية توقي العديد من الحالات أو علاجها عندما يتم الكشف عنها في مراحل مبكرة ومعالجتها وفقا لأفضل البيانات العلمية، فإن ما يؤسف له ان الاورام لا تكتشف لدى العديد من الناس الا بعد فوات الاوان والعلاج المناسب يظل غير متوافر في كثير من الاحيان.
ويمكن، علاوة على ذلك، تحسين نوعية حياة الكثيرين من مرضى السرطان بشكل كبير عن طريق تسكين الالم والرعاية الملطفة.
ودعا د.أحمد طارق الى اتباع نهج متكامل ازاء الوقاية والعلاج والرعاية، اذ ان من الضروري اتباع نهج متكامل يجمع بين خدمات الوقاية من السرطان وتشخيصه وتدبيره العلاجي، وذلك نظرا لوجود عوامل اختطار مشتركة بين جميع تلك الامراض (تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني) والتدخين والسمنة المفرطة والمواد المسرطنة الموجودة في المبيدات الحشرية المخلوطة بالخضراوات والفاكهة، مما يقتضي من النظام الصحي مواجهتها بطرق مماثلة. واتباع نهج متكامل ليس السبيل الافضل للوقاية والعلاج فحسب، بل هو ايضا نهج عالي المردود. واختتم بأن التقرير الذي أصدرته المنظمة في الآونة الاخيرة بعنوان «توقي الامراض المزمنة: استثمار بالغ الاهمية» يؤكد ضرورة اتباع ذلك النهج مع ضرورة الامتناع عن استخدام التبغ وممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي.