لا نتوقع أي هجوم عسكري أميركي على بلادنا فواشنطن متورطة في العراق وأفغانستان
الدعوة إلى فرض عقوبات على إيران لا تؤثر على الجمهورية الإسلامية في الاستمرار بتطوير برنامجها النووي
الجرف القاري لا يشكل شوكة في خاصرة العلاقات بين الكويت وطهران ونترقب تشكيل لجنة خاصة بالقضية
نشر صواريخ أميركية مضادة في عدد من دول الخليج فكرة قديمة ويكفينا وجودها في قواعدها للرد عليها
لا نستغرب التصعيد الأميركي ـ الأوروبي غير المبرر ضد إيران لأنها أطراف مصابة بـ «إيرانو فوبيا»
بشرى الزين
أعلن السفير الايراني علي جنتي ان اللجنة المشتركة الايرانية ـ الكويتية ستتشكل لتعمل على الترتيب والتحضير للزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى طهران خلال العام الحالي.
وتوقع جنتي في مؤتمر صحافي أقيم صباح امس في مقر السفارة بمناسبة العيد الوطني لبلاده ان تكون هذه الزيارة حدثا مهما باعتبار ان الكويت ترأس مجلس التعاون الخليجي في دورته الحالية ما يمهد لدور كبير ورئيسي في تعزيز العلاقات الثنائية وكذلك مع باقي دول المنطقة، لافتا الى ان بلاده مهتمة دائما بالتشاور مع الكويت وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي يتمتع بخبرة وتجربة طويلة ديبلوماسيا وسياسيا.
ونفى جنتي ان يكون ملف الجرف القاري بين الكويت وبلاده شوكة في خاصرة العلاقات الثنائية، مشيرا الى متابعة تسوية هذه القضية عبر تشكيل لجنة مختصة.
وفيما أعلنت طهران رفع درجة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وتجاوز 4% التي كانت سابقا، اشار جنتي الى ان هناك مراوغة من الجانب الأوروبي والولايات المتحدة للضغط على ايران متجاهلين تنازل طهران لتخصيب اليورانيوم خارج ايران، مؤكدا ان من حق بلاده انتاج الوقود النووي والاستفادة منه، موضحا ان العقوبات التي تنادي بها القوى الكبرى لا تؤثر على الجمهورية الاسلامية الايرانية في متابعة هذه المسيرة.
وعلق الديبلوماسي الايراني على الاتهامات الموجهة الى طهران بشأن خلق بؤر توتر في المنطقة انطلاقا من المشاكل الحدودية مع الكويت والجزر الاماراتية وما سبقها من تصريحات حول ضم مملكة البحرين الى ما يثار حول التدخل الايراني ومساندة المتمردين الحوثيين في اليمن وتداعيات ظهور الملف النووي، قائلا ان هذه الاتهامات واهية ولا اساس لها، مضيفا ان جهات تقف وراء ذلك وتحاول دق اسفين الخوف بين ايران ودول الجوار لأغراض خاصة.
واذ استبعد السفير الايراني قيام الولايات المتحدة بأي هجوم عسكري ضد بلاده اوضح ان اميركا متورطة في العراق وافغانستان وفشلت في ارضاخ ايران لعقوبات دولية انطلاقا من ان انشطة ايران النووية لا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما امل جنتي ان تكون العلاقات الايرانية ـ السعودية جيدة، مشيرا الى ان المملكة العربية السعودية دولة مهمة جدا في المنطقة ولها دور كبير في العالم الاسلامي.
كما أكد السفير الايراني اهمية الدور الاقليمي الذي تلعبه الكويت التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، لافتا الى عمق العلاقات الثنائية بين الكويت وايران.
وقال جنتي ان بلاده حريصة على أمن واستقرار منطقة الخليج، مؤكدا ان التوترات السياسية مع اميركا والدول الغربية غير مبررة.
واكد السفير الايراني ان بلاده تنتظر بفارغ الصبر زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وقال جنتي ان ايران تأمل كثيرا في الدور الكبير الذي ستلعبه زيارة صاحب السمو الأمير ذي الدور الكبير والذي يتمتع بخبرة فذة وتجربة كبيرة وهي الخبرات التي تأمل ايران الاستفادة منها في ان تلعب الكويت دورا اقليميا مؤثرا في العلاقات بين ايران ودول الخليج، مشددا على اهمية الدور الاقليمي الذي تلعبه الكويت، حيث لفت جنتي الى الثقة الكبيرة لدى ايران في نتائج زيارة صاحب السمو الأمير والدور الذي ستلعبه في توثيق العلاقات بين الكويت وايران، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة وجود تعاون مثمر على مستوى العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية، لافتا الى ترقب تشكيل اللجنة التجارية المشتركة بين الكويت وايران والتي تهدف لمتابعة القضايا الامنية والسياسية المهمة.
ونوه كذلك بأهمية الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، مشيرا الى نتائج زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى طهران والتي أعقبتها زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني د.علي لاريجاني بدعوة من رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي.
وأوضح السفير جنتي ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء تناولت قضايا ثنائية مهمة وتطرقت الى ملف الجرف القاري بين الكويت وايران، حيث اكد جنتي انه تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة هذه المحادثات، مؤكدا استعداد ايران لاتمام اتفاقيات ترسيم الحدود بين البلدين.
وفي رده على سؤال حول وجود وساطة ايرانية في العلاقات بين الكويت والعراق قال السفير علي جنتي ان العلاقات الكويتية ـ العراقية لا تحتاج الى وساطة، فالبلدان يتمتعان بعلاقات طيبة على المستويين الديبلوماسي والشعبي.
وردا على آخر تطورات العلاقة بين ايران والدول الكبرى والتي تشهد توترا ملحوظا، قال جنتي ان ايران متمسكة بحقوقها النووية والتي تهدف الى استخدام الطاقة النووية لتحقيق اهداف سلمية، مؤكدا ان اعلان الرئيس الايراني احمدي نجاد البدء في تخطيب اليورانيوم بنسبة 20% جاء بعد ان منحت طهران الدول الكبرى مهلة شهرين للرد على المقترحات التي تقدمت بها طهران لاتمام صفقة تخصيب اليورانيوم ولم تجد ردا من الدول الكبرى.
وردا على العلاقات مع دول الجوار قال السفير علي جنتي ان طهران تتمتع بعلاقات ودية واخوية مع جيرانها، وكل الدول العربية والاسلامية.
مؤكدا ان التصريحات التي تطلقها الولايات المتحدة الاميركية حول التهديدات الايرانية في المنطقة نتيجة لاصابة واشنطن والدول الغربية بما يعرف بـ «ايرانوفوبيا» نسبة لحرص ايران على استقرار وامن جيرانها وقال جنتي ان بلاده تستغرب هذا التصعيد غير المبرر من قبل الغرب حيث قال ردا على تصريحات ايرانية بضرب مصالح اميركية في دول الخليج ان طهران لن تقدم على اي عمل عسكري يضر بأمن المنطقة طالما ان بلدان الخليج لم تسمح باستخدام اراضيها لتوجيه ضربة على ايران حيث لفت جنتي الى تصريح رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الذي اكد ان الكويت لن تسمح باستخدام اراضيها للعدوان على ايران.
ولفت كذلك الى ان التصريحات التي تتناقلها بعض الصحف الايرانية حول تهديد ايران للمنطقة بتوجيه ضربة عسكرية في الخليج بعضها تصريحات مفبركة وغير رسمية حيث قال جنتي ان هنالك بالمقابل صحفا كويتية تكتب تقارير تمس سيادة طهران.
وحول قيام طهران بتنفيذ مناورات عسكرية في المنطقة وما اذا كان ذلك ردا على نشر البوارج والآليات العسكرية في منطقة الخليج قال جنتي ان هذه المناورات عبارة عن تدريبات عسكرية روتينية تقوم بها طهران لرفع جاهزيتها العسكرية خاصة ان واشنطن تكرر في تصريحاتها منذ ولاية الرئيس السابق جورج بوش الاحتفاظ بالخيار العسكري تحت طاولة الحوار مع طهران.
وحول تفاصيل ازمة الملف النووي الايراني قال السفير جنتي ان قرار طهران انتاج الوقود المخصب بنسبة 20% من المفترض الا يثير المخاوف بهذه الطريقة نافيا تماما ان تكون هذه الخطوة تمهيدا لانتاج قنبلة نووية مؤكدا ان القنبلة تحتاج الى يورانيوم مخصب بنسبة 99%.
السفير جنتي لفت الى ان طهران لن تسمح بتخصيب اليورانيوم خارج اراضيها وهو الامر الذي تصر عليه الدول الكبرى حيث قال ان ايران لا تثق في الغرب لذا تشترط وتصر على اتمام التخصيب داخل اراضيها لكنه ابقى الباب مواربا امام الغرب حيث قال ان ايران مستعدة للاتفاق واتمام صفقة التبادل وفق الشروط التي تقدمت بها.
وحول العقوبات التي تلوح الدول الكبرى بتطبيقها على ايران قال السفير جنتي ان بلاده جاهزة لأي عقوبات مستبعدا قيام اميركا بتوجيه ضربة عسكرية الى طهران حيث قال ان اميركا متورطة في عدة جبهات حربية في كل من افغانستان وباكستان والعراق، مؤكدا ان واشنطن لا تستطيع الاقدام على فتح جبهة عسكرية جديدة، اما بالنسبة للعقوبات السياسية والاقتصادية فقال السفير جنتي ان ايران لا تأبه بالعقوبات والتجارب اثبتت ذلك.
وفي رده حول الاتهامات التي توجه الى ايران بالتدخل في شؤون بعض الدول المجاورة نفى جنتي هذه الاتهامات، مؤكدا ان ايران تعنى بشؤونها الداخلية فقط لافتا في الوقت ذاته الى ان واشنطن تتدخل في الشأن الداخلي الايراني حيث قال السفير الايراني ان احداث الشغب الاخيرة التي شهدتها بلاده اثبتت بالوثائق تورط اياد خارجية حيث كشفت التحقيقات مع بعض المعتقلين والمتورطين في التظاهرات ان بينهم من ينتمي لمنظمة مجاهدي خلق بالاضافة الى وجود عناصر اجنبية وعدد من المنظمات.
السفير الايراني اشار الى ان تربص الولايات المتحدة الاميركية بإيران له علاقة مباشرة بعدم اعتراف طهران بالنظام الصهيوني حيث قال جنتي ان طهران تعتبر ان النظام الاسرائيلي نتاج الدعم الاميركي وردا على احداث حقل الفكة العراقي قال السفير علي جنتي ان حقل الفكة يضم عشر آبار والخلاف كان حول البئر رقم اربعة حيث قال جنتي ان بئر حقل الفكة واقعة ضمن الحدود الايرانية وان العراق قام باحتلال البئر ورفع العلم عليها مؤكدا انه خلال حرب الخليج تمت ازالة العلامات الحدودية لذلك شدد جنتي على ضرورة اتمام ترسيم الحدود بين العراق وايران وكشف السفير الايراني حول هذا الموضوع عن تورط جهات حكومية وبرلمانية عراقية في تأزيم مشكلة بئر الفكة حيث قال ان هنالك جهات تستثمر هذا الملف في اجندة انتخابية.
الإصلاحيون والحوار
قال السفير الايراني ان الحركة الاصلاحية في ايران جزء من النظام الايراني، وهناك تيارات دخلت على الخط وحدثت اضطرابات واحداث شغب في بعض المناسبات وآخرها في عاشوراء، ما ادى الى اعتقال عدد من المتورطين في هذه الاحداث من الذين ينتمون الى منظمة مجاهدي خلق والبعض الآخر الى بعض المنظمات الموالية للملكية وكذلك عدد من البهائيين ما نتج عنه مظاهرات مصاحبة من الشعب الايراني تندد بهذه الاحداث، مشيرا الى انه اذا كانت هناك احتجاجات من الاصلاحيين على نتائج الانتخابات فإنها تحل بالحوار.
رفع نسبة التخصيب
في حديثه حول رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20%، قال علي جنتي ان المفاعل النووي يعمل منذ اربعين عاما والغرض الوحيد منه هو تطوير مجالات سلمية وصحية، مشيرا الى ان بلاده حصلت على الوقود النووي مرتين من الولايات المتحدة لدى انشاء المفاعل، وكذلك من الارجنتين، وقد وجدت ذاتها بعد 20 عاما بحاجة الى شراء الوقود، لكن تدخل بعض الدول الاوروبية واقتراحها تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب مع الوقود ادى الى بداية محادثات بين ايران ودول الـ 1 + 5 لمدة طويلة ولم يحصل اي اتفاق معها، مبينا ان انعدام الثقة يرتبط بتجربة سابقة مع شركة فرنسية لم تلتزم بتسليم 10% من الوقود النووي الى طهران على مدى 30 عاما وقبل شهرين اعلن الرئيس احمدي نجاد رفع نسبة التخصيب الى 20%، مشيرا الى ان انتاج قنبلة يحتاج نسبة 99%.
تصدير فكر لا ثورة
رد السفير الايراني علي جنتي على الاتهامات التي توجه دائما الى بلاده بتصدير الثورة بأنها اتهامات واهية، موضحا انه بعد انتصار الثورة الاسلامية في العام 1979 قررت ايران الحفاظ على استقلالها دون الانجرار وراء اي قطب دولي.
واضاف: نعتقد اننا لسنا بصدد تصدير الثورة الى الخارج الا اذا كان هناك تصدير للفكر، مؤكدا التزام بلاده بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، لافتا الى حرص طهران على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والاسلامية خاصة دول الجوار.