- تجربة تعليم النساء بدأت عام 1937 وكانت الأولى بالمنطقة
- ضرورة تغيير الصورة النمطية عن المرأة في المناهج الدراسية
دارين العلي
مسيرة المرأة الكويتية في الماضي ودورها في البناء والنهضة والبحث في بدايات الحركة النسوية في البلاد اجتماعيا، ونضالها لتحقيق حقوقها السياسية كلها عناوين عريضة تصدت لها مساء أمس الأول رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا في «حديث الاثنين» الذي أداره الباحث فهد العبدالجليل في مركز الشيخ جابر الثقافي.
وفي سرد تسلسلي لدور المرأة ما قبل النفط قالت الملا إن بدايات نضال المرأة الكويتية كان جليا في أيام الغوص، فدورها لا يخفى على احد فكانت تدير شؤون المنزل وهي المسؤولة عن الأسرة ما ساعدها على أن تتمتع بشخصية قوية وتتمرس في ذلك، مؤكدة ان دورها لم يقتصر على ادارة شؤون الأسرة بغياب زوجها، بل أخذت أيضا أدوارا كبيرة مثل التدريس عن طريق «المطوعات» وكذلك عملت بإنتاج بضائع خاصة بالمرأة لبيعها في سوق واجف أو «سوق الحريم» حيث كن يجلسن على الأرض في البدايات ويبعن منتجاتهن.
وتحدثت الملا عن دور التعليم في نهضة المرأة، لافتة الى ان الكويتية من أولى النساء واللاتي بدأ تعليمهن النظامي في الخليج من خلال اول مدرسة للبنات وهي الوسطى عام 1937 وتعد من اوليات المدارس بالمنطقة، لافتة الى أن عدم وجود جامعات في الكويت لم يعق المرأة فكانت اول بعثة دراسية خارجية للطالبات إلى جامعة القاهرة عام 1956 حيث عادت الطالبات الخريجات آنذاك بمفاهيم جديدة وأسسن لبدايات المجتمع المدني ومنها انبثقت الجمعية النسائية التي بدأت عملها في غرفتين داخل جمعية كيفان.
بدايات الجمعية
وتحدثت عن دور الجمعية، مؤكدة أن المجتمع المدني هو السلطة الثالثة، متحدثة عن المؤسسات الأولى للجمعية، حيث تشكلت من 14 مؤسسة وكانت أول رئيسة لها دلال المشعان عام 1936، مبينة ان الجمعية عملت على تمكين المرأة اقتصاديا، فافتتحت مشغلا للحياكة عملت به النساء ثم ساهمت بمحو أمية السيدات عن طريق فتح صفوف صباحية لهن للتعلم والدراسة بالإضافة إلى انشاء حضانة البستان النموذجية عام 1964 والتي حصلت على جائزة من «اليونيسف»، وقامت مع البلدية عام 1966 بمشروع التوعية البيئية فكانت العضوات يزرن المنازل مع سيارات البلدية لتوعية الناس وربات البيوت بكيفية التعامل مع النفايات.
وعن نضال المرأة لتحصيل حقوقها السياسية قالت ان العمل على ذلك بدأ في مرحلة قديمة ولم يقتصر على النساء بل بدأ من بعض النواب في حقبة السبعينيات، لافتة إلى تقديم مذكرة لمجلس الأمة عام 1970 من قبل الجمعية حول حقوق المرأة السياسية وكذلك فعلت أيضا جمعية النهضة في ذلك الوقت، وأول نائب قدم مشروع قانون بإعطاء المرأة حقها بالانتخاب فقط عام 1970هو النائب سالم المرزوق تبعه النائب جاسم القطامي.
حقبة الثمانينيات
وقالت إن حقبة الثمانينيات شهدت حراكا كبيرا في مجال الحقوق السياسية عبر اجتماع الناشطات السياسات من خريجات الوسط الديموقراطي بشكل متكرر والدخول في مناقشات عن أسباب ابعاد المرأة الكويتية عن العمل السياسي وكانت هذه الاجتماعات أكثر ما تتم في بيت المرحومة نجاة السلطان ونشاط النساء في ذلك الوقت لم يقتصر على الاجتماعات بل كانت تذهب إلى المقار الانتخابية وتجلس خارجها للاستماع إلى الطرح الذي يقدمه المرشحون، مشيرة إلى أن الأمر تطور بعد ذلك، حيث بدأ المرشحون برفع ندواتهم عبر الإذاعة لمساعدتنا على الاستماع لها وبدأ الرأي العام يتقبل وجودنا في الندوات.
وتحدثت عن دور المرأة عندما تعطلت الحياة السياسية عام 1986 حيث كانت تشارك في تجمعات الاثنين للمطالبة بعودة الحياة الديموقراطية للكويت وتوجهت مع 30 امرأة في باص إلى منطقة الفروانية، حيث يتم السير في مقدمة الحشود ما منع القوات الخاصة من اطلاق قنابل مسيلة للدموع صوبنا.
الاحتلال العراقي
ولفتت إلى أن مرحلة ما بعد الاحتلال العراقي شهدت العمل النظامي في مجال النضال لتحقيق الحقوق السياسية حيث شكلت الجمعية لجنة متابعة الحق السياسي من رجال ونساء يرأسها عامر التميمي وبدأ العمل بشكل ممنهج، متحدثة عن المظاهرات والاعتصامات التي نظمتها الحركة النسوية في ذلك الوقت ومنها عام 1992 على جسر الغزالي للمطالبة بحقوق المرأة، كما أشارت إلى مواظبة النساء على تسجيل أنفسهن في السجلات الانتخابية عند كل انتخابات، بالإضافة الى قيام 1220 امرأة بتوقيع عريضة تطالب بالحقوق السياسية تم تسليمها لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية.
وذكرت أن تحركات المرأة زادت في ذلك الوقت حيث سعت لحضور الندوات الانتخابية والتحدث فيها الا أن بعض المرشحين الذين كانوا مقتنعين بدور المرأة يرفضون حضورنا في الندوات الانتخابية بسبب خوفه من خسارة أصوات ناخبيه، وكانت أول محاضرة نسائية في ندوة د.صالح الياسين، حيث تمت دعوة د.بدرية العوضي ود.موضي الحمود إلى الندوة، إلى أن أصبح وجود المرأة في المقار الانتخابية شيئا ممكنا.
مطالب عديدة
ولفتت إلى أن تحقيق المرأة لحقوقها السياسية لم يكن آخر المطاف، مشيرة إلى أن هناك قوانين كثيرة لصالح المرأة لا تنفذ، وهناك قوانين ليست لصالح المرأة يجب تعديلها، كما ان الجمعية قامت بحصر هذه القوانين وجار العمل على التعامل بشأنها، مشيرة إلى أن هناك العديد من المطالبات للمرأة كالسكن والمناصب القيادية.
وحول تضاؤل أعداد النساء في مجلس الأمة والحكومة، قالت إن الأمر ليس بسبب قدرة المرأة وكفاءتها، فقد أدت المرأة ادوارا رائعة وأثبتت قدراتها ونجاحها إلا أن ضعف تمثيلها في المراكز القيادية يعود لظروف اخرى ومنها الموروث الثقافي، مطالبة بضرورة تغيير المناهج الدراسية التي عادة ما تصور المرأة بشكل نمطي، فمثلا عادة ما يخرج في النصوص أن الولد متفوق في دراسته والفتاة تقوم بمساعدة والدتها في المطبخ.
الملا صالح الملا
واستذكرت الملا والدها المرحوم الملا صالح الملا الذي كان له دور كبير في حياتهم مع والدتها حيث ساهما في تعليمها وتطوير قدراتها وفتح جميع الآفاق لمساعدتها على اكتساب المهارات واللغات والتعليم الجيد.
وروت الملا خلال حديثها عن دور المرأة في مواسم الغوص، قصة نقلا عن احدى الصديقات وكانت تتحدث عن كيفية تعامل جدتها مع الوضع عندما يكون «الفريج» موحشا وخاليا من الرجال في أيام الغوص، فتقوم هذه الجدة بارتداء الدشداشة والشماغ وحمل السلاح وتسير في الليل لحراسة الفريج لتعطي انطباعا بأن هناك رجلا مازال يقوم بعمل الحراسة لتخفف من الوحشة وتعطي لأهل الفريج من النساء والأطفال الأمان.
مؤسسات الجمعية
ذكرت الملا المؤسسات الأوليات للجمعية النسائية وهن: سبيكة أحمد الفهد وسعاد سيد رجب الرفاعي ودلال مشعان الخضير وليلى حسين القناعي ونجيبة محمد جمعة وفاطمة حسين بن عيسى وشيخة العنجري وشريفة عبدالوهاب القطان ومنيرة خالد المطوع ولطيفة عيسى الرجيب وغنيمة ياسين الغربللي ولولوة عبدالوهاب القطامي، وكان أول مجلس منتخب برئاسة دلال مشعان الخضير والأمين العام سعاد سيد رجب الرفاعي وامين الصندوق سبيكة أحمد الفهد وعضوية شريفة عبدالوهاب القطامي وغنيمة ياسين الغربللي ولولوة عبدالوهاب القطامي وفضة أحمد سعود الخالد وذلك عام 1963.
توثيق بالصور
تم خلال الجلسة عرض صور قديمة لعدد من الانجازات والأعمال التي قامت بها الناشطات سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي كأول مشغل خياطة وغيره، كما ظهرت صورة للناشطة لولوة القطامي وهي تستقل سيارة البلدية وتجلس إلى جانب السائق خلال مشاركتها في التوعية البيئية.
دور عربي وعالمي
عرجت الملا على دور الجمعية الثقافية في القضايا العربية والعالمية، مشيرة إلى تشكيل لجنة «كويتيون لأجل القدس» عام 1988 التي تهدف للمساهمة في عدم تهويد القدس ولديها 11مشروعا داخل المدينة، بالإضافة إلى أنشطة اللجنة في المخيمات في ألبانيا وترميم المدارس في كوسوفــو، والمساهمة في ترميم الــمدارس المتضررة مــن الزلازل في ايران، بالاضافــة إلى مشــروع «دعــم الياسمـين» لمساعـــدة اللاجئين السوريين في جنوب لبنان، وفي السودان أيضــا.