- الأمير هارون بن عبدالكريم: الرئيس التركي الأسبق توركوت أوزال أنصفنا وأعطانا الجنسية
- الأمير أورهان: جدتي وصفت أحوالنا: «كنا مجموعة من البشر بلا وطن بلا بيت بلا مأوى»
ثامر السليم
نظم مركز «طروس» لدراسات الشرق الأوسط أول من أمس لقاء بعنوان «الأسرة العثمانية في المنفى»، حاضر فيها كل من حفيد السلطان عبدالحميد الثاني وعميد الأسرة العثمانية الأمير هارون بن عبدالكريم بن سليم بن عبدالحميد الثاني وابنه أورهان بن هارون بن عبدالكريم بن محمد سليم بن عبدالحميد الثاني، وذلك في مقر مركز «طروس» بمنطقة الري مقابل مجمع الأفنيوز وسط حضور كثيف.
في البداية، قال حفيد السلطان عبدالحميد الثاني وعميد الأسرة العثمانية الأمير هارون بن عبدالكريم بن سليم بن عبدالحميد الثاني: عندما خرج والدي من تركيا ذهبنا إلى سورية، وواجهنا الكثير من الآلام والجراح بعد فراقنا لتركيا، مشيرا إلى أن والده حاول التأقلم مع الوضع، ومع ذلك لم يستطع، لكن الأمور كانت تستوجب عليهم التعايش مع الوضع الحالي.
وأضاف: رجعنا إلى تركيا بعد صدور العفو عنا حيث رفض كثيرون العفو ولكن بفضل الله ثم نجم الدين أربكان، تم التحرك للعفو عن العثمانيين وعودتهم إلى ديارهم، والحمد لله عدنا في عام 1977 وأصبحنا بشكل رسمي في تركيا، والبلاد أصبحت غريبة عنا وقمنا بتقديم المعاملة بطلب الجنسية التركية ومرت السنوات لكن دون أي رد، ووسط كل مدة وأخرى يتم استدعاؤنا والتحقيق معنا دون أي أسباب أين كنتم ولماذا أتيتم إلى تركيا وما الأسباب وإلى أي أحزاب تنتمون.
وزاد: حرصنا على ألا يزورنا أحد أو أن نزور أحدا خلال تلك الفترة خوفا من أن يتضرر أحد بسببنا خاصة أننا كنا تحت المراقبة، مبينا أنه بعد أن أتى الرئيس التركي في ذاك الوقت توركوت أوزال وكان يحب العثمانيين وعلم بالأمر عن طريق أخيه وقابلني، وطلبت منه الحصول على الجنسية وقال لي انتظر بعد شهر ستتسلمها وبالفعل تسلمنا الجنسية صبرنا والصبر مفتاح الفرج وحصلنا على حقنا.
ولفـت إلى أننا قمنا برفع دعوى ميراث وإلى الآن تجاوزت التسع سـنـوات ويتم تأجيلها وإلى الآن لم يبت فيها.
أوضاع صعبة
من جانبه، قال الأمير هارون بن عبدالكريم بن سليم بن عبدالحميد الثاني: إن أجدادي واجهوا في المنافي الكثير من المصاعب والمعوقات، حيث لم تكن عندهم حسابات بنكية يدخرون فيها النقود بعد أن صودرت منهم كل أملاك السلطان عبدالحميد الثاني، كما أنهم لم يكونوا يحملون أي جوازات سفر أو وثائق ديبلوماسية، إلى جانب عدم وجود أقارب أو أصدقاء لهم في المناطق التي هجروا إليها، مما أدى إلى وقوعهم في أوضاع صعبة جدا، فمنهم من عاش في فقر شديد، وقد وصفت جدتي عائشة سلطان ابنة عبدالحميد الثاني، التي عاشت أياما عصيبة في فرنسا، أحوال آل عثمان في المنفى، وقالت في مذكراتها التي نشرت «كنا مجموعة من البشر بلا وطن، بلا بيت، بلا مأوى، كان تاريخ عائلتنا في المنفى سلسلة من حلقات الموت المأساوي».
وزاد: خرجنا من الدولة ومعنا فقط مبلغ 2000 استرليني، أكثر شخص حافظ على المبلغ ظل معه لمدة 5 أشهر، والذي لم يحافظ على المبلغ أنفقه في شهر واحد فقط، لافتا الى ان جميعهم كانوا دارسين ويتحدثون أقل شيء ثلاث لغات من ضمنها الفرنسية والإنجليزية، لكن لا يجيدون أي مهنة أو حرفة لم يتاجروا أو يتعاملوا بحسابات الربح والخسارة يوما ما في حياة النعيم التي كانوا يعيشونها في قصور الدولة العثمانية.
وتابع قائلا: جدتي عائشة سلطان كانت تغسل الصحون والملابس للأسر الثرية في فرنسا، وحفيد السلطان عبدالحميد اسمه على اسمي محمد أورهان كان يغسل السيارات، وعمل سائقا بين بيروت ودمشق، بينما عمل حفيد السلطان رشاد حارس أمن في مكتبة، وآخر أبناء السلطان عبدالحميد الثاني اسمه محمد عابد أفندي كان يبيع شفرات الحلاقة والصابون، وعانت البنات والنساء العثمانيات من الجوع في المدن الأوروبية، لكنهن لم يتنازلن أبدا عن شرفهن وأعراضهن.
وقال: ولدت في العام 1963 بدمشق، ودرست المرحلة الابتدائية هناك، ولم يكن التاريخ العثماني ضمن المناهج الدراسية، وحتى إذا ذكر في المدارس كانوا يطلقون عليه الاستعمار التركي، وأذكر أنني كنت أتشاجر مع زملائي في الصف والمعلمين عندما يصفون العهد العثماني بالاستعمار، لكن مصدر معلوماتي الأول في ذلك الوقت كان جدتي زوجة جدي الأمير عبدالكريم، فهي التي كانت تطلعني على تاريخ العائلة، وتحكي لي الحكايات قبل النوم، وتسرد لي القصص عن جدي السلطان عبدالحميد الثاني، وعندما حضرت إلى إسطنبول لأول مرة في العام 1974م، وجدت أن التاريخ الذي كانت تسرده لي جدتي في حكايات ما قبل النوم كله صحيح، وجدتي رحمها الله بالرغم من أنها لم تكن سلطانة وكانت لبنانية الجنسية إلا أنها استطاعت أن ترسم في ذهني الصورة الحقيقية لتاريخ أجدادي.
يذكر انه في العام 1922 ألغيت الخلافة العثمانية، وأعلن عن قيام جمهورية تركيا الحديثة على يد كمال الدين أتاتورك، بعد حكم عثماني استمر زهاء 600 عام.
وفي العام 1974 صدر قانون يسمح لذكور العائلة بالحصول على الجنسية التركية، حيث تقدم أفراد السلاسة بالطلب وعادوا إلى إسطنبول، بينما فضل الرئيس الجديد البقاء في دمشق، رغم أنه حصل أيضا على الجنسية التركية، وكان قد ولد السلطان عبدالحميد الثاني عام 1842 في مدينة إسطنبول، وهو السلطان العثماني الـ 34، و26 من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة.
وتولى الحكم بين 1876 و1909، ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير1918.