- المناع: إيران ستكتفي بالتهديدات والتوعد لأميركا وربما يقومون من خلال وكلائهم ببعض الأعمال التي قد يكون لها آثار وقتية
- الغبرا: الكويت لديها علاقات متوازنة في كل المحيط بما في ذلك إيران وبات لزاماً عليها أن تبذل ما تستطع للدفع نحو التهدئة
- الغانم: على الكويت أخذ الحيطة والحذر والاستعداد بالتعاون مع الجانب الأميركي لحماية الأمن الكويتي وتحصينه من أي بلبلة
آلاء خليفة
توقع عدد من الأكاديميين وأساتذة العلوم السياسية ان يكون هناك رد فعل عنيف وشرس من الجانب الايراني على ما قامت به الولايات المتحدة الاميركية من اغتيال للقائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ«الأنباء» ان رد الفعل لن يكون في الغالب صادرا من الأراضي الإيرانية بل من وكلاء ايران في دول المنطقة المختلفة، مؤكدين ضرورة ان تأخذ دول الخليج الحيطة والحذر من اي اعمال ثأرية قد تقوم بها ايران للرد على الجانب الأميركي خاصة في الدول التي لديها قواعد أميركية. التفاصيل في السطور التالية:
في البداية، أوضح الاكاديمي والباحث السياسي د.عايد المناع ان عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الايراني «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني قد فاقم من حدة التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران وجعل احتمال وقوع مواجهات عسكرية بين الطرفين امرا محتملا.
وذكر المناع في تصريح خاص لـ«الأنباء» أن الجنرال قاسم سليماني بالنسبة للقيادة الايرانية شخصية في غاية الاهمية سياسيا لا يقل اهمية عن المرشد خامنئي ولذلك فإن الخسارة كبيرة جدا وأحلام التمدد الايراني أعتقد انها بمقتل الجنرال سليماني قد اصيبت بمقتل خطير مع التأكيد ان خليفته العميد اسماعيل قاآني لا يقل شراسة وخطورة عنه.
وأوضح المناع ان قاسم سليماني هو القائد الفعلي لمؤسسات كبرى في العراق ولبنان وله دور كبير في سورية ومحاولات في اليمن وتمدد في مناطق افريقية، موضحا ان الامر الآن اصبح في عهدة رجل آخر لا يقل اهمية وخطورة عن افكار قاسم سليماني.
وتابع: قاسم سليماني وان كان يقوم بعمل سري لكن سمعته وجبروته وقوته وتوفير الدعم الكامل ماليا ولوجستيا للميليشيات الموالية لايران يميزه عن غيره، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة الاميركية قامت بصيد كبير وأحرجت الحكومة العراقية كون الاغتيال تم على اراض عراقية قرب مطار بغداد لكن الولايات المتحدة دولة كبرى ولديها الامكانات التكنولوجية وايضا التواجد سواء في العراق او على مقربة من العراق وبالتالي فهي تستطيع ان تقوم بهذا العمل وتحتج الحكومة العراقية لكن اميركا تنفذ عمليات اما دفاعا عن مصالحها او للقضاء على اعداء محددين.
وأشار المناع إلى عدم رد الولايات المتحدة الاميركية على ايران فيما يخص اسقاط الطائرة المسيرة في الخليج وضرب ميليشيات ايرانية الهوى لمناطق نفطية في السعودية والامارات، موضحا ان هذا الوضع استدرج الايرانيين لمواصلة عملياتهم.
وأضاف: يبدو انه كان لدى الاميركان معلومات بان قاسم سليماني يخطط للقيام بأعمال ضدهم، وهذا الاحتمال وارد خاصة بعدما وصلت الامور الى تظاهرات مكثفة وشديدة ومعادية للنفوذ الايراني في كل من العراق ولبنان وهذا مؤشر خطير بان مناطق النفوذ الايراني ستكون في طريقها الى الانتفاض والتمرد على التواجد الايراني او الممثل للاتجاه العقائدي الايراني في كل من العراق ولبنان.
وشدد المناع على أن هذا الوضع بالتأكيد يزعج بشدة النظام الايراني وربما كان يخطط للقيام بأعمال ضد الاميركان بسبب ما حدث وقد تمثل ذلك في مقتل المتعهد الاميركي وايضا في رد الفعل الاميركي على ذلك بقتل ما لا يقل عن 25 من قوات كتائب حزب الله في الأنبار العراقية وكذلك رد الفعل الميليشياوي العراقي المدعوم ايرانيا بمحاصرة السفارة الاميركية ومهاجمتها مما اعتبرته الولايات المتحدة الاميركية نوعا من العمل العدائي السافر ضدها وانه لا يمكن ان يقوم هؤلاء بهذا العمل لولا انهم مدعومون من الادارة الايرانية وبالتأكيد من قاسم سليماني الذي كان يخطط كما يقول الاميركان للقيام بأعمال عدائية ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وأفاد المناع بأن بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني ومقتل نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ابومهدي المهندس وآخرين فإن ايران حاليا غاضبة ومستاءة وتوعدت وتعهدت بالقيام بأعمال انتقامية لأخذ ثأرها من الولايات المتحدة الاميركية، وفي المقابل فإن الرئيس الاميركي حذر من القيام بأي اعمال ايرانية سيكون لها رد اميركي اعنف واشرس، كما جاء على لسان وزير الخارجية الاميركي بومبيو ووزير الدفاع الاميركي مارك اسبر الذين كشروا عن انيابهم ولم يعد لهم صبر اطول على ايران خاصة ان الرئيس الاميركي يواجه مشاكل في الداخل الاميركي من خلال الادانة في الكونغرس الاميركي وايضا الانتخابات القادمة لها جانب ضغط وان كان لا يريد ان يدخل في حرب طويلة ستكون لها خسائر عدة.
وأوضح المناع ان الرئيس الاميركي يقوم حاليا بعمليات خاطفة لحشد جماهير مؤيدة له والاميركان بطبيعتهم يميلون للقوة وخاصة عندما يكون شعار اميركا الدفاع عن المواطنيين الاميركان والمصالح الاميركية، لذلك فان الايرانيين حاليا يفكرون في القيام بعمل ما والاميركان كذلك على اهبة الاستعداد ليس فقط بإرسال قوات الى المنطقة، فقواتهم وقواعدهم وقوتهم التكنولوجية متواجدة منذ زمن ومحيطة بايران من كل اتجاه.
وتابع: لذلك اعتقد ان ايران ستكتفي بالتهديدات والتوعد لأميركا وربما يقومون من خلال وكلائهم ببعض الاعمال التي قد تكون لها آثار وقتية في هذا الجانب، وباعتقادي فإن بالنسبة للوجود الاميركي في العراق يواجه ازمة حاليا ولكن لن يتم الاتفاق الكامل بين المكونات العرقية والسياسية في البرلمان العراقي على طلب انهاء التواجد الاميركي في العراق، وعلى فرضية انه تم فلن يكون له تأثير كبير على الوضع الاميركي، لافتا الى ان اميركا تتواجد في كل المنطقة، وبالتالي فلن يؤثر عليها الخروج من العراق بل ان ذلك الوضع قد يفتح المجال للأميركان وللمخابرات الاميركية على وجه الخصوص بزعزعة الوضع في العراق.
وشدد المناع على انه ليس من مصلحة العراق التورط في هذا الموقف، لافتا الى ان العراق من حقه الاحتجاج فيما يخص الجانب السيادي ولكن الوجود الاميركي الحالي الذي يطالب بعض العراقيين بإجلائه هو في الحقيقة الذي اتى بالذين يحكمون العراق الآن الى السلطة وليس القوة الايرانية، متابعا: قد تكون القوة الايرانية مساندة ولكنها لم تكن الفاعل الرئيسي لاسقاط الديكتاتور صدام حسين، موضحا ان الردود الايرانية ستكون محدودة لان ايران في ظل اوضاعها الاقتصادية وموازين القوى التي لاشك انها لصالح الولايات المتحدة الاميركية لن تجرؤ على القيام بعمل كبير، وقد تقوم ببعض العمليات هنا وهناك فقط للتنفيس عن حالة الغضب التي لاشك بانها تصاعدت في ايران نسبيا بالرغم من انه قد لا يكون الرأي العام الايراني ككل مع التوجه نحو التصعيد خاصة ان معظم الايرانيين لم يكونوا على ود ووفاق مع قاسم سليماني الذي كان له دور كبير في قمع الانتفاضات الايرانية في الداخل الايراني، لذلك لابد على دول الخليج العربي الاستعداد الكامل والفوري لمواجهة أي اعمال قد يقوم بها وكلاء ايران خاصة ان ايران قد تكون حذرة من القيام بأي اعمال من اراضيها ضد المصالح الاميركية لانها تعي تماما بأن رد الفعل الاميركي سيكون ساحقا وماحقا وسيكون وضع النظام الايراني في مهب الريح خاصة ان هناك معارضة ايرانية لم تعد صغيرة ولديها حلفاء وامكانيات من الممكن ان توظف لزعزعة النظام الايراني وربما حتى اسقاطه.
مزيد من التوتر
من جانبه، افاد استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.شفيق الغبرا بأن اغتيال قاسم سيلماني فتح الباب لمزيد من التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، موضحا ان عملية الاغتيال هي في اطار صراع مفتوح بين اميركا وايران بدأ منذ انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي مع ايران، وبالتالي فإن سياسة ترامب بعد ذلك بفرض العقوبات وضعت ايران بحالة من الانحباس والاحتباس، وبالتالي بدأت في محاولة تغيير هذا الوضع كما شاهدنا في الشهور القليلة الماضية ما حصل مع ناقلات السفن والطائرة الاميركية، لذا يجب ان نرى هذا الحدث بالتحديد في اطار هذا السياق.
وقال الغبرا في تصريح خاص «للانباء» إن الكويت لديها علاقات متوازنة في كل المحيط بما في ذلك ايران، موضحا ان الكويت سيكون لزاما عليها ان تبذل ما تستطع للدفع نحو التهدئة.
وتابع: إن كان الواضح لي ان المرحلة القادمة لن تكون مرحلة تهدئة ومن الآن وحتى الانتخابات الاميركية سنشهد فصولا من التوتر الايراني الاميركي، وبالتالي فإن دور الكويت هو ان تستمر في سعيها للحفاظ على افضل علاقات ممكنة مع المحيطين من حولها ومع الطرفين الاميركي والايراني، موضحا ان الكويت لديها مصلحة في التهدئة في منطقة الخليج وليس التصعيد او التغيير.
مواجهة مستقبلية
بدوره، اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم احتمالية حدوث مواجهة مستقبلية بين الولايات المتحدة الاميركية وايران لاسيما ان ايران سيكون لها رد فعل تجاه ما حدث من مقتل قاسم سليماني.
وأضاف الغانم في تصريح خاص لـ«الأنباء»: من المتوقع ان تقوم ايران باستهداف القوات الاميركية اينما كانت المنتشرة في الشرق الاوسط ومن بينها دولة الكويت لاسيما ان اكبر تواجد للقوات الاميركية في منطقة الخليج في الكويت، وبالتالي فانه من المتوقع ان يكون اماكن تواجد تلك القوات احد المراكز المحتملة للاستهداف.
وشدد الغانم ان على الكويت اخذ الحيطة والحذر الفترة الحالية تجاه تلك الاحداث والاستعداد لها بالتعاون مع الجانب الاميركي لحماية الامن الكويتي وتحصينه من اي اعمال ربما قد تؤدي لإثارة البلبلة في البلد.
وعلى صعيد متصل، اشار الغانم إلى انه من المحتمل وجود اطراف داخل الكويت موالية لايران وقد تقوم بأعمال ارهابية وتخريبية ،وبالتالي فان القاعدة السياسية تقول«نتمنى الافضل ولكن نأخذ احتياطاتنا الى الاسوأ»
وذكر الغانم ان السياسة الكويتية الخارجية يجب ان تكون سياسة متحفظة تجاه ما يحدث بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران.
الغبرا: علاقات الكويت متوازنة مع محيطها
أفاد استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.شفيق الغبرا بأن اغتيال قاسم سيلماني فتح الباب لمزيد من التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، موضحا ان عملية الاغتيال هي في اطار صراع مفتوح بين اميركا وايران بدأ منذ انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي مع ايران، وبالتالي فإن سياسة ترامب بعد ذلك بفرض العقوبات وضعت ايران بحالة من الانحباس والاحتباس، وبالتالي بدأت في محاولة تغيير هذا الوضع كما شاهدنا في الشهور القليلة الماضية ما حصل مع ناقلات السفن والطائرة الاميركية، لذا يجب ان نرى هذا الحدث بالتحديد في اطار هذا السياق.
وقال الغبرا في تصريح خاص «للانباء» إن الكويت لديها علاقات متوازنة في كل المحيط بما في ذلك ايران، موضحا ان الكويت سيكون لزاما عليها ان تبذل ما تستطع للدفع نحو التهدئة.
وتابع: إن كان الواضح لي ان المرحلة القادمة لن تكون مرحلة تهدئة ومن الآن وحتى الانتخابات الاميركية سنشهد فصولا من التوتر الايراني الاميركي، وبالتالي فإن دور الكويت هو ان تستمر في سعيها للحفاظ على افضل علاقات ممكنة مع المحيطين من حولها ومع الطرفين الاميركي والايراني، موضحا ان الكويت لديها مصلحة في التهدئة في منطقة الخليج وليس التصعيد او التغيير.
الغانم: التعاون مع أميركا لحماية أمن الكويت
اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم احتمالية حدوث مواجهة مستقبلية بين الولايات المتحدة الاميركية وايران لاسيما ان ايران سيكون لها رد فعل تجاه ما حدث من مقتل قاسم سليماني.
وأضاف الغانم في تصريح خاص لـ«الأنباء»: من المتوقع ان تقوم ايران باستهداف القوات الاميركية اينما كانت المنتشرة في الشرق الاوسط ومن بينها دولة الكويت لاسيما ان اكبر تواجد للقوات الاميركية في منطقة الخليج في الكويت، وبالتالي فانه من المتوقع ان يكون اماكن تواجد تلك القوات احد المراكز المحتملة للاستهداف.
وشدد الغانم ان على الكويت اخذ الحيطة والحذر الفترة الحالية تجاه تلك الاحداث والاستعداد لها بالتعاون مع الجانب الاميركي لحماية الامن الكويتي وتحصينه من اي اعمال ربما قد تؤدي لإثارة البلبلة في البلد.
وعلى صعيد متصل، اشار الغانم إلى انه من المحتمل وجود اطراف داخل الكويت موالية لايران وقد تقوم بأعمال ارهابية وتخريبية ،وبالتالي فان القاعدة السياسية تقول«نتمنى الافضل ولكن نأخذ احتياطاتنا الى الاسوأ»
وذكر الغانم ان السياسة الكويتية الخارجية يجب ان تكون سياسة متحفظة تجاه ما يحدث بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران.