عبدالهادي العجمي
لقد قامت وزارة الدفاع بتسخير جميع إمكانيات وقدرات قطاعاتها العسكرية والمدنية لدعم جهود الدولة في مكافحتها لانتشار جائحة ڤيروس كورونا المستجد (COVID-19) ومن صور ذلك الدعم ما قامت به القوة الجوية الكويتية من دور مميز وعمل متواصل من خلال تنظيمها لرحلات جسر جوي مع العديد من دول العالم لشحن الأجهزة والمعدات الطبية التي تتطلبها الظروف الصحية الراهنة، بالإضافة لقيامها بنقل الأطقم الطبية، والمشاركة كذلك في خطة الإجلاء الحكومية للمواطنين الكويتيين بالخارج.
وفي هذا الصدد أوضح مساعد آمر القوة الجوية العميد الركن طيار دخيل باني المطيري، أن من ضمن واجبات القوة الجوية الأساسية تقديم خدمات الإسناد والنقل لكل ما من شأنه دعم جهود الدولة في مختلف الظروف والأوقات وبناءً على توجهيات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد المنصو، وبمتابعة مباشرة من رئيس الأركان العامة للجيش ونائب رئيس الأركان ، قامت القوة الجوية الكويتية فور صدور التعليمات لها بتسخير كل إمكانيات اسطول النقل الخاص بها لمساندة ودعم جميع جهود الجهات الرسمية بالدولة في مثل هذه الظروف الطارئة.
وأضاف العميد باني: إن القوة الجوية قامت بالعديد من عمليات النقل الجوي للأجهزة والمعدات الطبية لصالح وزارة التجارة ووزارة الصحة، وفي فترات زمنية سجل من خلالها طياروها أزمنة قياسية بمعدلات الطيران تجاوزت في بعض رحلاتها الـ 41 ساعة من العمل المتواصل، بالإضافة إلى قيامها بإنشاء مركز طبي بجهود مشتركة مع هيئة الخدمات الطبية وهندسة المنشآت العسكرية بهدف فحص العسكريين والمواطنين الذين يتم إجلاؤهم من الخارج وفق خطة الإجلاء الحكومية والمعتمدة من وزارة الخارجية، وحسب الاشتراطات والإجراءات الصحية المعتمدة من قبل وزارة الصحة.
كما أكد العميد باني أن الإجراءات التي تم اتخاذها في عملية إجلاء العسكريين والمواطنين من العاصمة الإيطالية روما في الرحلة الأولى من عمليات الإجلاء تعكس حجم التزام القوة الجوية في اتخاذ أقصى درجات الجاهزية والاستعداد الوقائي للتعامل مع مثل هذه الرحلات، والتي تمثل تحدياً بالنسبة لنا كونها تأتي من دولة سجلت بها معدلات إصابة عالية بڤيروس كورونا المستجد.
وأوضح العميد دخيل أن منتسبي القوة الجوية من طيارين وأطقم جوية قد أثبتوا خلال هذه الظروف الصحية الطارئة جدارتهم وتفوقهم من خلال مهام الطيران التي قاموا بها، وهو ما يعكس بدوره مستوى التدريب الاحترافي الذي يخضع له جميع منتسبي القوة وبشكل دوري، بهدف المحافظة على تحقيق أعلى معدلات الدقة والإنجاز لمختلف الواجبات والمهام التي يكلفون بها.
بدوره، أفاد آمر قاعدة عبدالله المبارك الجوية العميد الركن طيار فيصل حمود الشمري بأن القاعدة قد قامت ومنذ اللحظات الأولى لبدء الجهود الحكومية في مكافحة جائحة ڤيروس كورونا المستجد بتسخير كل إمكانياتها لدعم ومساندة مختلف الجهات الرسمية بالدولة كوزارة الصحة ووزارة التجارة والهيئة العامة للصناعة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، وذلك من خلال نقلها للمعدات والأطقم الطبية والمستلزمات الخاصة بمكافحة الأوبئة من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مشاركتها في عمليات إجلاء المواطنين من بعض الدول الخليجية و الأوربية وذلك عبر طائراتها من نوع C-17 و C-130 ، ويأتي هذا الدور للقاعدة إلى جانب دورها الأساسي في توفير الدعم اللوجستي لجميع القطاعات العسكرية.
من جانب آخر، بين رئيس لجنة متابعة جائحة كورونا في القوة الجوية العقيد الركن طارق شاكر الجزاف أن دور اللجنة يتمثل بقيامها بمتابعة كل الإجراءات الوقائية التي يتم تطبيقها في جميع قواعد القوة الجوية ومعسكراتها وتوفير كل المستلزمات الخاصة لتنفيذ مثل هذه الإجراءات، بالإضافة إلى التعاون مع هندسة المنشآت العسكرية وهيئة الخدمات الطبية بوزارة الدفاع في إنشاء مركز طبي في قاعدة عبدالله المبارك الجوية والذي يختص بفحص وتأمين الركاب العسكريين الذين يصلون إلى مطار القاعدة، بالإضافة للمواطنين الذين يتم تحويلهم عند وصولهم عبر رحلات الإجلاء للتأكد من سلامتهم، من خلال فرزهم عند وصولهم وادخال جميع بياناتهم، وإجراء الفحوصات الطبية المقررة لهم، ومن ثم القيام بعملية إخلائهم.
إن العمل بشكل متواصل وتحقيق معدلات طيران قياسية، وإنجاز مختلف المهام والواجبات بدقة متناهية، وتقديم مختلف أشكال الدعم لكافة الجهات الرسمية في الدولة في مثل هذه الظروف الصحية الطارئة، يعكس في حقيقته الهدف الأسمى لمنتسبي القوة الجوية وهو توفير الأمن والسلامة والاستقرار لهذا الوطن المعطاء وشعبه الكريم، تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله.