بشرى الزين
بروح رياضية جاء الرد النسائي على مواقف عدد من النواب الذين استنكروا مشاركة فتيات كويتيات في مباراة لكرة القدم.
وبغير روح رياضية أبانت هذه المواقف عن تهديد نيابي بمساءلة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي ورمت بـ «المستديرة» في ملعب الحكومة.
فيما كانت الرياضة النسائية ـ المشاركة النسائية ـ في ستينيات القرن الماضي تحرز البطولات في رمي الجلة والوثب العالي.. ولم تخرج الفتاة الكويتية حينها عن تقاليد وعادات مجتمعها ولم ترم بهويتها خارج اسوار الدائرة الدينية، كان ذلك بعض آراء عدد من الناشطات السياسيات الكويتيات.
وأكدت آراؤهن أن مشاركة المرأة الكويتية في لعبة كرة القدم لن تجعلها في وضع تسلل عن عادات وتقاليد المجتمع الكويتي بل ستعود بها إلى احراز اهداف لنهضة رياضية طالما كانت عميدة لها إلى جانب اخيها الرجل في فترة كانت البلاد لا تركن إلى دحرجة للوراء وترنو إلى تمثيل بلدها رياضيا والرمي برغبات ترجيحية تنافس فيها الرجل وتعلي من شأن البلاد في المحافل الدولية.
وفيما يلي تفاصيل الآراء:
أعربت الناشطة السياسية فاطمة النهام عن استغرابها إقحام عدد من النواب مشاركة فتيات كويتيات في بطولة نسائية لكرة القدم في وقت تشهد جميع مجتمعات العالم تغيرا وتطورا في العلوم والتكنولوجيا وغيرها، مشيرة الى وجود نواب ينتمون إلى التيار الإسلامي في مجلس الأمة، منحهم هذا الوجود التدخل في حريات المواطنين ومناقضة ما يوجد في الدستور وخاصة في (م30) بأن الحرية الشخصية مكفولة.
وأضافت النهام ان هؤلاء النواب ابتعدوا عن تفعيل مواد الدستور لما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين وأصبحوا ينطقون بما يخدم أجندتهم السياسية ورغباتهم الدينية، لافتة الى ان الدستور الكويتي ضمن الحريات الشخصية للجميع مادامت لا تؤذي الآخرين.
وذكرت ان خروج هؤلاء الفتيات للمشاركة في بطولة رياضية أتى بموافقة أسرهن ولا حق لنواب ان يكونوا أوصياء عليهن، موضحة ان مشاركة الكويت في أي بطولة رياضية هي مسؤولية حكومية يمارس من خلالها منتخب الكويت النسائي لكرة القدم رياضة يمثل فيها الكويت بين عدة دول، مشيرة الى جهود نادي الفتاة الذي يهتم بشؤون الرياضة النسائية المختلفة.
وأضافت ان لعبة كرة القدم لا تختلف عن باقي الرياضات مثل التايكواندو أو الجودو أو المبارزة أو الفروسية التي أبدعت فيها الفتاة الكويتية، واصفة إثارة هذا الموضوع بأنه «نظرة دونية للمرأة الكويتية» مذكرة بأن المرأة الكويتية أصبحت تزامل النواب تحت قبة عبدالله السالم فلماذا يستنكر هؤلاء النواب مشاركتها رياضيا؟
وتابعت ان البعض يريد ان يقلب أي فرحة للكويتيين الى غم وحزن، ويتمادون في ذلك عبر اطلاق تصريحات حول تفاهات لا ترقى الى العمل النيابي الذي يتطلب إعطاء الأولوية لأمور تنموية والتعاون بين السلطتين وتسريع مسيرة التنمية وليس الرجوع بالبلاد الى الوراء.
وعلّقت النهام حول تصريح البعض بأن مشاركة الفريق النسائي في بطولة لكرة القدم بأنه تمييع لهوية المجتمع، بأنه كلام عار عن الصحة، مشددة على ألا يزايد أحد في محافظة المجتمع وتمسكه بهويته وثوابته الإسلامية.
ودعت إلى التفات النواب الإسلاميين الى أمور ذات قيمة سياسية تخدم مصلحة الوطن، متسائلة: لماذا يتعاون هؤلاء مع نساء نائبات تحت قبة البرلمان ويجدون مبررات لهذا التعاون؟ موضحة ان الموقف يجب ان ينسحب على جميع المواقف وألا يخضع للانتقائية، مؤكدة ان مشاركة الفتيات الكويتيات في بطولة لكرة القدم لا تعني أي انفلات أو فوضى، مؤكدة ان الكويت دولة ديموقراطية وبلد للحريات آملة ان يعدل النواب عن طرح قضايا بعيدة عن صلب أعمالهم.
اما المحامية سلمى العجمي فقد رأت ان إثارة هذه الضجة حول الرياضة التي لا تفرقة فيها بين الرجل والمرأة لا علاقة لها بهوية المجتمع، موضحة ان الرياضة في حد ذاتها لا ترتبط بأي هوية، مشيرة الى ان لعبة الجودو هي صينية والكاراتيه يابانية، مؤكدة انه لا علاقة بين أي رياضة وأي هوية مجتمعية.
وذكرت العجمي ان الفتاة الكويتية شاركت وتنافست في عدة رياضات مثل رمي الجلة والغولف والوثب العالي وغيرها في ستينيات القرن الماضي وأحرزت تفوقا عاليا وأحدثت نهضة رياضية الى جانب الرجل ضمن بطولات مدرسية وغيرها، معبرة عن اندهاشها لما يثار حول الرياضة النسائية واصفة ذلك بأنه مضيعة للوقت والانشغال بأمور هامشية، لافتة الى انه كان الأولى بهؤلاء النواب الدعوة لفتح تحقيق في قضايا الفساد واهدار المال العام في عدة مرافق ووزارات والاهتمام بما هو اشد ضررا.
واضافت العجمي أنه لا علاقة لهذا الموضوع بالشريعة الاسلامية او الهوية الدينية، مذكرة بمشاركة الفتاة الكويتية في بطولات مختلطة ضمن رحلات مع زملائها الشباب الكويتيين في رحلات للكشافة، مشيرة الى انها كانت دائما فتاة متحضرة اجتماعيا ورياضيا وثقافيا وأن ما يحدث الآن هو دحرجة الى الوراء.
ومن جهتها، قالت الناشطة السياسية د.خالدة الخضر ان مسؤولية مشاركة الفتاة الكويتية في بطولة لكرة القدم تعود الى ناديها والى اسرتها ولا يحق لأحد ان يكون وصيا عليها.
واضافت الخضر ان التزام الفتاة بلباس شرعي يرتبط بقناعتها اذا كانت ملتزمة فإنها تختار لباسا مناسبا لذلك، مبينة ان القول ببعد المجتمع عن هويته الاسلامية يعد تدخلا في الحريات الشخصية.
وذكرت ان المجتمع الكويتي اصبح منفتحا ومختلطا فنجد الكويتي الذي امه اميركية وسويدية وبنغلاديشية.. الخ لافتة الى ان العالم اصبح قرية صغيرة والكويت جزء من العولمة التي يعيشها العالم كله.
واضافت ان المشاركة في لعبة ما هو اختيار ذاتي داعية اعضاء مجلس الأمة الى الاهتمام بأولويات التنمية في البلاد وعلى رأسها تنمية القدرات البشرية والتعليمية ولمواجهة التحديات الاقتصادية وغيرها.
ومن جهتها اكدت المحامية نجلاء النقي أن المرأة لا تقل كفاءة وقدرة عن الرجل، موضحة ان كرة القدم رياضة لها فائدة للذهن والجسم، معربة عن فخرها واعتزازها بمشاركة الفتاة الكويتية في البطولات الرياضية وتمثيل الكويت خليجيا وعربيا ودوليا.
وتابعت: نثق في قدرة المرأة والتزامها ونكن لها كل الاحترام والتقدير ولا نقبل المساس بسمعتها او كرامتها وحبها وولائها وعطائها للكويت واعلاء شأنها في كل المحافل.
واشارت الى ان الكويت في غنى عن اثارة تأزيم جديد داعية الى الاهتمام بأمور اعمق تعود بالنفع على الوطن والمواطنين وتحقيق الرغبة الأميرية السامية بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي والا يتم اهتمام الشارع والسلطتين بأمور ترهق الجميع وتأخذ من وقتنا الكثير دون جدوى.
وبدورها رأت الناشطة السياسية نجاة الحشاش ان ادخال مشاركة الفتيات الكويتيات في بطولة لكرة القدم في متاهة سياسية وبرلمانية يعد امرا غير ذي منفعة.
واضافت ان المجتمع الكويتي سيظل محافظا بهويته العربية والاسلامية والخليجية ولا يمكن لرياضة ان تبعده عن هذه الهوية، موضحة ان جميع المجتمعات انفتحت على كل الرياضات وعلى عوالم التكنولوجيا والتطور ولا يمكن للكويت ان تنعزل وتتقوقع على ذاتها في ظل هذا الانفتاح العالمي. واشارت الى ان من يطلق هذه الضجة هم الاكثر التصاقا بالغرب وبابتعاث ابنائهم للدراسة في الجامعات الغربية ويسلكون النمط الغربي في حياتهم اليومية.
المطوع: كنا نتمنى الفوز والكويت منفتحة على العالم
أبدى النائــب عدنــان المطــوع اســفه لهزيمة المنتخب الكويتي النسائي لكرة القدم من نــظيره الفلسطيني امس الأول قائلا للاعـبات المنتخب «هارد لك». وقال المطوع في تصريح خاص لـ «الأنباء» كنا نتمنى في هذه التجربة الأولى فوز منتخبنا النسائي متمنيا اداء افضل واحسن في المرات القادمة ومطالبا في الوقت نفسه هيئة الشباب والرياضة بالاهتمام وزيادة الدعم لتدريب شابات الكويت لتكون مساهمتهم فعالة مستقبلا. واكد المطوع ان الكويت منفتحة على العالم وحققت فرق اخرى نسائية ارقاما جيدة في الرماية والفروسية ونتائجها كانت مشرفة، مؤكدا ضرورة دعم جميع الفرق الرياضية التي تشارك باسم الكويت دوليا ومحليا واقليميا لرفع اسم الكويت عاليا خفاقا.
الملا: المشاركة النسائية مطلوبة
قال النائب صــالح الملا: الحــركة الرياضية والمشاركة النسائية ليست بحاجة الى فتاوى البعض، ولم ينصِّب الشعب ولا ذوو اللاعبات البعض أوصياء عليهم والمشاركة النسائية امر مطلوب، وادعو هؤلاء النواب الى الالتفات للتشريعات المهمة ورفع وصايتهم عن المجتمع، فالـشعب ملَّ من فرض الوصاية عليه.
«التحالف الوطني»: تمادي النواب على الحريات أخذ أبعاداً خطيرة
قال امين عام التحالف الوطني الديموقراطي خالد الفضالة ان تمادي النواب على حريات المواطنين اخذ ابعادا خطيرة، مؤكدا انه ليس من حق النواب التدخل في خيارات الفتيات وأهاليهن في ممارسة الرياضة.
واضاف الفضالة في تصريح صحافي امس تعليقا على ردود الافعال النيابية على مشاركة منتخب الكويت لكرة القدم للسيدات في بطولة عربية ان مثل تلك التصريحات طعن في مواطنين كويتيين وتدخل في شؤونهم. وأكد ان الوقت حان لتكون هناك حركة رياضية نسائية منافسة كما كنا في السابق. وشدد الفضالة على ضرورة ان يعرف النواب حدودهم والا يتدخلوا في حرية الأسر الكويتية وممارسة بناتهم للرياضة، معربا عن رفضه ان يزايد عليهم احد، مؤكدا ان تمثيل الفتيات للكويت شرف نفتخر به ولا سلطان عليهن سوى اسرهن.