- المذكور: يجوز شرعاً ما قامت به المملكة حفاظاً على أرواح الحجاج
- العصيمي: قرار موافق لمقاصد الشريعة للحفاظ على النفس وخشية انتقال الوباء
- الشطي: السعودية حريصة على سلامة المسلمين وأمنهم وأمانهم
- الكوس: موافق للاحترازات الصحية حسب وزارة الصحة وحماية للحجاج
- المرداس: إجراء تشكر عليه ونشدّ على يدها بهذا الإجراء حتى لا تعطل الفريضة
ليلى الشافعي
أعلنت المملكة العربية السعودية إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة للمقيمين داخل المملكة نظرا لتفشي ڤيروس كورونا المستجد، وانطلاقا من حرص المملكة على تمكين ضيوف بيت الله الحرام في أمن وصحة وحمايتهم من الوباء، فما رأي علماء الشرع في هذه الخطوة؟ «الأنباء» استطلعت آراء عدد منهم فكانت هذه الحصيلة:
في البداية يقول د.خالد المذكور، ان قرار المملكة العربية السعودية لإقامة الحج لهذا العام بأعداد محدودة من داخل المملكة ولجنسيات مختلفة جاء نظرا لجائحة ڤيروس كورونا وعدم وجود لقاح له إلى الآن، وخشية من انتقال العدوى وعليه، يجوز شرعا ما قامت به المملكة حفاظا على الأرواح.
قرار مدروس
وأضاف د.محمد ضاوي العصيمي ان هذا القرار جاء مدروسا ومتأنيا خاصة انه اعلن عنه قبل الحج بوقت قصير وكان طوال الفترة الماضية هناك توقع بأن يقل الوباء او يخف ولكن قدر الله ان يستمر الوباء، وأرى ان هذا القرار موافق لمقاصد الشريعة للمحافظة على النفس وخشية انتقال الوباء والعدوى.
وقال: الحمد لله ان الشعيرة لم تعطل وتقام بالحد الأدنى من حجاج الداخل. ولفت د.العصيمي الى انه قد يحزن ويؤلم قلوب الكثير الذين كانوا حريصين على اداء الفريضة هذا العام، ونقول لهم الامر بنيتكم ونسأل الله ان يثيبكم اجر الحجاج.
وأكد ان الواجب على الجميع ان يعلموا ان هذا وضع استثنائي وأن كثيرا من هذه النوازل لم تمر في التاريخ ومع ذلك فالواجب على الجميع الرجوع لأهل العلم الذين افتوا بهذه الفتوى وهي تقليص عدد الحجاج مع بقاء فريضة الحج.
من أجل السلامة والوقاية
من جهته، قال د.خالد المرداس إن ما قامت به السعودية من اجراء لفتح اداء فريضة الحج وهو الركن من اركان الاسلام للداخل فقط هو اجراء نشكرها عليه ونشد على يدها، وحتى لا تعطل الفريضة ولما حدد للداخل فقط فهذا اجراء من اجل السلامة والوقاية وعدم انتشار الڤيروس فيمن يريد اداء الحج، وكلنا يعلم لو فتح باب الحج على مصاريعه للجميع وجاءوا من كل فج عميق ومن كل الدول لحصلت كارثة صحية لا مثيل لها في التاريخ، وعلى كل مسلم ومسلمة ان يقدم المصلحة العامة وهي حفظ الارواح على المصلحة الخاصة وهي اداء فريضة الحج التي ممكن ان تؤدى في الاعوام القادمة وبالتعاون مع الجهات المعنية هناك مع احتساب الاجر والثواب من الله عزّ وجلّ. قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).
وأضاف: خلاصة القول فإن هذا الوباء منتشر في كل دول العالم بما فيها المملكة، فهناك نصوص توضح أننا لا نذهب الى اماكن الوباء ولا نخرج من اماكننا التي فيها الوباء حتى لا ننشره من حيث لا نعلم. عن عبدالرحمن بن عوف ÿ قال: ان عندي من هذا علما سمعت رسول الله ژ يقول: «إذا سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه» متفق عليه. وعن أسامة بن زيد ÿ عن النبي ژ قال: «إذا سمعتم الطاعون بأرض، فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض، وأنتم فيها فلا تخرجوا منها» متفق عليه.
فالعالم كله يسمع ويرى بل ويعاني من ڤيروس كورونا القاتل والذي اصبحت الحياة بسببه شبه معطلة او معطلة بالكامل، فعلينا بالاتباع للنصوص الشرعية والتعاون من الجهات المختصة هناك وكلنا شركاء في حفظ الارواح من خلال المكث والجلوس في منازلنا وأماكننا، وقد ذكر إمام الامة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، كلاما اورد فيه ان اختلاط المرضى بالأصحاء قد يكون سببا في اصابتهم بالوباء والمرض. قال ژ «لا يورد ممرض على مصح» وقال ژ «فر من المجذوم فرارك من الاسد»، فالأمراض التي جرت العادة بأنها تنتقل لا يخالط اهلها من باب قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وحتى يقضي الله امرا كان مفعولا، مع عدم الاصرار على الذهاب بحجة اداء الفريضة، قد يستاهل بهذا كثير من الناس لكن نتائجه وكلفته قد تكون عليهم باهظة الثمن وهو حصد الارواح ونشر الوباء هناك.
والله سبحانه وتعالى هو من امر بالحج وهو الذي يعلم الاحوال والظروف وهو الغفور الرحيم.
وهو الذي يخفف عن عباده ولا يكلفهم فوق ما لا يطيقون.
قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
دعواتنا لإخواننا الاشقاء في المملكة بالتوفيق والسداد والامن والسلامة والنجاح في اجراءاتهم لحجاج بيت الله الحرام.
حفظ الله المملكة من كل سوء، ومن كل بلاء ووباء وسائر بلاد المسلمين.
ضمان لصحة الجميع
ويرى الخطيب بوزارة الأوقاف د.احمد عبدالرحمن الكوس ان اعلان المملكة العربية السعودية لموسم الحج هذا العام واقتصاره على الحج من داخل المملكة العربية السعودية، في ظل جائحة كورونا امر تشكر عليه المملكة وهو موافق للاحترازات الصحية حسب وزارة الصحة.
ولا شك ان هذا العمل هو حماية للمواطنين والحجاج سواء بالداخل او بالخارج من خطورة هذا المرض الذي ينتشر بسرعة، فلابد من الاقتصار على اعداد ونسب معينة لضمان صحة الجميع.
وهو موافق لمقاصد الشريعة في الكتاب والسنة. قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم).
وجاء في الحديث «لا ضرر ولا ضرار» وقد اتخذ العلماء هذا الحديث قاعدة فقهية، حيث ان كل ما يضر المسلم يمكن اعفاؤه او تركه، او التخفيف منه، سواء بالعبادات او المعاملات.
وشكر الله جهود حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه البادرة وعلى هذه الجهود المباركة في اقامة الحج هذا العام.
ونسأل الله تعالى ان يرفع البلاء والامراض والاسقام عن هذه الامة والعالم اجمعين، اللهم آمين.
من جهته، قال د.بسام الشطي ان السعودية حريصة كل الحرص على سلامة المسلمين وامنهم وأمانهم فهي أثبتت للعالم انها لا تتاجر في قضايا ولا يهمها رأي الشامتين والطاعنين وترجع الى اجتهاد العلماء ووحدة كلمة المسلمين والمصلحة العامة.
ووباء كورونا خطير وفتاك ومؤذ، والعالم كله عمل بالاحترازات حتى لا ينتشر ويتفشى ومازالت معدلاته ومؤشراته عالية سواء المصابون او الموتى.
ومن المعلوم ان الحج يجمع الناس من كل دول العالم ففيهم الضعيف والمريض والغني والفقير والرجل والمرأة والصغير والكبير على اختلاف ألسنتهم وكانت هناك اجراءات تتخذ قبل موسم الحج بأشهر والآن هناك صعوبة.
والسعودية امام خيارين إما أن تلغي الحج تماما أو تحصره على الداخل او دول مجلس التعاون او تختار من كل دول العالم بأدنى الاعداد في ظل ظروف الجائحة.
فالحمد لله انها لم تلغ الحج ورفعت الحرج عن الدول واكتفت في اعداد قليلة من حجاج الداخل، والسعودية اثبتت انها خبرة عريقة في تسيير الحج في جميع الحالات من حروب وفتن وأوبئة وفي السلم وهي تدفع الملايين على بناء وتطوير ونظافة وسلامة الحجاج.
ونسأل الله ان يبارك في جهودهم ويوفقهم ويسددهم ويسلمهم ويسلم الحجاج ويسلم المسلمين من جميع الجائحة والفتن والأوبئة ومن كل شر.