أكدت الكويت أن المجتمع الدولي يقف الآن أمام مسؤولية اخلاقية تجاه تحديات بالغة التعقيد تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت كلمة الكويت أمام الدورة الـ 71 للجنة التنفيذية لبرنامج مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمتواصلة من 5 وحتى 8 الجاري ألقاها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم.
وقال الغنيم ان «الوضع الراهن يتطلب منا جميعا تعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن الغذائي ومعالجة أوضاع النازحين داخليا وتأثيرات التغير المناخي والتداعيات السلبية لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19).
وأضاف أنه «نتيجة لجسامة التحديات التي تواجه عالمنا اليوم ندرك تماما أن جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منفردة ليست بكافية ما يتطلب منا دعم جهود الوكالات الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية الدولية وكذلك الوطنية وذلك في اطار استجابتها الشاملة للحد من معاناة اللاجئين والنازحين ودعم البلدان المستضيفة».
ولفت السفير الغنيم الى ان الكويت تؤكد اهمية دعم المسارات السياسية عبر تشجيع الديبلوماسية الوقائية وحل النزاعات عبر الحوار السياسي ودعم جهود الوساطة، وأن لغة السلاح والإقصاء لن تؤدي الى سلام وحلول دائمة.
في هذا الصدد، قال السفير الغنيم إن الكويت والعالم والمجتمع الانساني قد ودعت قبل أيام قائدا انسانيا عالميا هو المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، الذي كرس حياته لخدمة الانسانية مساهما عبر ديبلوماسيته الوقائية ووساطته لحل النزاعات والخلافات على مدى اكثر من خمسة عقود.
واضاف ان الأمير الراحل قد سعى دوما الى تجنيب العالم مزيدا من الحروب والصراعات والمآسي الإنسانية.
واشار الى المساهمات المالية التي قدمتها الكويت منذ بداية الأزمة العالمية لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) بمبلغ 290 مليون دولار والتي تأتي في إطار تحملها مسؤولياتها في دعم جهود المجتمع الدولي لمحاربة هذا الوباء.
واوضح ان اجمالي المساعدات الانسانية والتنموية التي قدمتها الكويت خلال السنوات العشر الماضية بلغ مستويات عالية وسخية، اذ سبق ان خصص منها 434 مليون دولار فقط للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال ان هذا الدعم يأتي تثمينا لدور المفوضية الإنساني الكبير والفعال الذي تقوم به لتخفيف معاناة ملايين المنكوبين والمتضررين حول العالم ولصون الكرامة الإنسانية.
واكد حرص الكويت على مواصلة دعمها لجهود المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وكل الوكالات الدولية الاخرى للتخفيف من حدة تدهور الوضع الإنساني.
كما اكد استمرار نهج الكويت الإنساني والتنموي في هذا المجال وحرصها على مشاطرة المجتمع الدولي المسؤوليات والأعباء الإقليمية والدولية عبر تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية إضافة الى الدعم السياسي لمختلف الأزمات الإنسانية.