- مناهجنا تحتاج إلى التطوير لمواكبة التحديات وإعداد الجيل الجديد للمستقبل بشكل أمثل
- 3 برامج قدمتها جمعية المعلمين لتحفيز أولياء الأمور على التفاعل مع التعليم عن بُعد بإيجابية
- تنمية وابتكار برنامج مميز لتطوير مستوى المعلمين سعياً نحو تنفيذ رؤية الكويت 2035
- بادرنا بإطلاق برامج للارتقاء بالمستوى المهني والتكنولوجي للمعلمين لمواكبة النظام الحديث
- تقييم الطلاب بعد تعليمهم «أونلاين» بنفس طريقة التقييم التقليدي سيؤثر سلباً على تحصيلهم
- شراكة الجمعية مع وزارة التربية هدف مشترك وأساس للعمل المؤسسي بالمنظور الحديث
ألين البيطار - العلاقات العامة
في ظل ما نشهده من تغيرات في مختلف الأصعدة بسبب جائحة كورونا وما فرضته من تغيير مسارات واتباع أنظمة جديدة مواكبة لنظام الحياة الحالي الذي نعيشه ونحاول التكيف مع ظروفه، تظهر مشكلة أساسية في مجتمعنا تعوق التقدم الفكري والثقافي للجيل الجيد، وتجعله يقف حائرا أمام هذه التغييرات المفاجئة التي تمس أساس حياته ونقطة ارتكاز مفهومه للحياة وهي مشكلة التعليم التي لم يظهر أثرها فقط على الطلبة بل طالت المعلمين وأولياء الأمور أيضا لتخلق رؤية غير واضحة لمستقبل المتعلمين التعليمي، والمهني للمعلمين، فأصبح، التفكير في البدائل الصحيحة ورسم خطة مسار تعليمي جديدة مواكبة للمنهج الجديد للتعليم عن بعد الأولوية لدى أهل الاختصاص في المجال التربوي.
هذا ما أكده عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين حمد عدنان الهولي في لقاء خاص مع «الأنباء» انطلاقا من دورها في مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع الكويتي وبمناسبة اليوم العالمي للتعليم.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا التربوية المهمة، منها الحاجة إلى تغيير المناهج وإطلاق نظام تعليم جديد بعد انتهاء جائحة كورونا يجمع بين التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد والتعليم التقليدي، كما تناول إشكالية تقييم الطلاب عن الفصل الدراسي الأول والتي طغت خلال الأيام الماضية، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية، حدثنا عن دور الجمعية في تعزيز «التعليم عن بُعد» للطلاب.
٭ تقدم الجمعية برامج تكنولوجية بالشراكة مع مؤسسة «ريثكرز» لرعاية الموهبة والابداع وتضم برامج تنمية وابتكار وبرامج أخرى تحتوي على مميزات يتمكن من خلالها المتعلم من استخدام بعض الأدوات والمفاتيح التكنولوجية، حيث تهدف هذه البرامج الى تشجيع المتعلمين على استخدام التكنولوجيا وعدم الرهبة منها عن طريق برامج تعليمية تكون على نظام ألعاب تحديات أو ألغاز تعلم الطالب التفاعل مع الطريقة الجديدة الالكترونية للتعليم في الكويت.
هل ترى أن مناهجنا تحتاج إلى تنقيح أو تعديل لتحسين المستوى التعليمي والثقافي لطلبة الكويت خصوصا عند وصولهم إلى المرحلة الجامعية؟
٭ بالفعل، تحتاج مناهجنا إلى تعديل لنواكب المشاكل الجديدة التي نواجهها واستحداث التكنولوجيا والأجهزة والعديد من الأشياء الموجودة عالميا والتي لسنا على علم بها، على سبيل المثال مناهجنا التي أعدت بطريقة قديمة حيث تم التوقف عن استخدامها منذ اجتماع دول العالم في عام 2015 في نيويورك والذي تم من خلاله اعتماد برنامج التنمية المستدامة والذي يهدف الى التعليم الجيد، مرتكزا على ثلاثة أساسيات أولها المسؤولية الاجتماعية والابتكار ثم الإبداع أو ما يعرف بـ «كفايات القرن الـ ٢١» التي بنيت عليها مناهج المعايير وسيتم تطبيقها في العام المقبل في 24 مدرسة، كما أتى في تصريح وكيل المناهج صلاح دبشة باعتبار هذه المناهج حديثة ومواكبة للتحديات المطالب من الدول مواجهتها، وبالتالي، تكون المناهج الجديدة قادرة على إعداد الجيل الجديد لحمل لواء التنمية والتقدم في المستقبل.
«التعليم عن بُعد» وضع الأهالي تحت ضغط كبير من المتابعة والتوجيه لكن بعضهم غير متخصص، وبالتالي سيؤثر ذلك على مستوى الطلبة النفسي والتعليمي، فكيف تواجهون ذلك؟
٭ قدمنا في الجمعية أكثر من ثلاثة برامج، منها برنامجان من مركز التطوير العالمي وبرنامج مع مؤسسة ريثكرز للموهبة والابداع حسب شراكتنا معهم في التنمية والابتكار، وهذه البرامج مختصة بكيفية علاج الرهبة النفسية لأولياء الأمور المترتبة على نظام التعليم الالكتروني الجديد (عن بُعد) وشرح هذه المهارات وتبسيطها لهم لتمكينهم من التغلب على هذه المخاوف خاصة أن هذا النوع من التعليم موجود في دول العالم وليس شيئا جديدا خارج الكويت، إضافة إلى تشجيعهم من خلال برنامج مشترك بين أولياء الأمور والمتعلمين على شكل ألعاب لتحفيز روح المنافسة وإضفاء طاقة إيجابية على نفسياتهم بهدف مساعدتهم على التأقلم مع نظام التعليم الجديد.
ماذا عن التعزيز المستمر لمستوى المعلمين خصوصا مع تطور التكنولوجيا ومقترحات الجمعية بهذا الصدد؟
٭ من خلال المسؤولية الاجتماعية للجمعية، تم إطلاق الكثير من البرامج الهادفة للارتقاء بالمستوى المهني والتكنولوجي للمعلمين، مثل إعداد دورات خاصة في برنامج تيمز وبرامج خاصة أيضا في برنامج زووم لتعزيز هذه المهارات الوطنية للمعلمين وتشجيعهم، إضافة الى البرامج الخاصة بالمنصات الجديدة المستخدمة من قبل وزارة التربية وكانت الجمعية مواكبة للأحداث التي كانت تطرحها الوزارة وكيفية الارتقاء بمستوى المعلمين وتمكينهم من المهارات الأساسية من خلال البرامج التي تطرحها الجمعية بشكل يتناسب مع مكانة المعلمين مع النظام الجديد للتعليم الالكتروني.
إلغاء الاختبارات وتقييم درجات الطلاب عن الفصل الأول أثار مشكلة.. ما تقييمكم لهذا الملف؟
٭ يعتبر هذا الملف بالنسبة لأهل الميدان وأولياء الأمور مربكا، حيث سبب موضوع ترحيل درجات الفصل الدراسي الأول ضبابية وعدم وضوح في القرار بشأن ترحيل درجات نصف السنة إلى آخر العام وإلغاء الاختبارات الورقية باعتباره لا يراعي نفسية أولياء الأمور ونفسية أبنائهم المتعلمين، وكلها كانت مثار جدل على مواقع التوصل الاجتماعي ولم يتم نشر أي نشرات خاصة في هذا المجال، وأهل الاختصاص على استعداد تام في حال تم طلب تجهيز الاختبارات الورقية من قبل وزارة التربية.
ومن أبرز المشاكل التعليمية التي سببت ارتباكا وعدم أريحية للطلبة وأولياء أمورهم أن المناهج التي تدرس قبل التعليم الالكتروني كانت تدرس في مدة زمنية لا تقل عن 45 دقيقة أما مع تطبيق نظام التعليم عن بعد فتقلصت إلى 15 دقيقة فقط بنفس كمية المحتوى، فليس من المنطق تقييم الطالب المتلقي العلم عن طريق التعليم الإلكتروني بنفس طريقة التقييم للتعليم التقليدي مما سيؤثر سلبا على مستواه الدراسي وتحصيله العلمي.
وبالنسبة للمعلمين والموجهين فقد تم تدريبهم في بداية العام بفترة زمنية لا تتعدى الشهر والنصف الشهر على كيفية استخدام برامج التعليم عن بعد وتطويعها بشكل مناسب للتعامل مع الطلاب، إضافة الى أن التحديثات الجديدة أيضا سببت ربكة نظرا لحدوث بعض المشاكل التقنية في بعض البرامج التعليمية الالكترونية من ناحية الصوت أو عدم التزام المتعلمين بحضور الحصة الالكترونية، فجميعها أمور تسبب اختلالا في العملية التعليمية ويجب أن توضع بعين الاعتبار للمسارعة في معالجتها.
وآخر ما تم الوصول اليه في هذا الشأن من خلال اجتماع الجمعية مع الإدارات الإشرافية كالموجهين ومديري المناطق والمراقبين مع وكلاء الوزارة للبحث في بعض المقترحات التي تمت مناقشتها أيضا في الاجتماع الذي عقد في مجلس الأمة من خلال اللجنة التعليمية برئاسة د. حمد المطر أن أي قرار يصدر بشأن هذا الملف يجب أن تراعى فيه بالدرجة الأولى مصلحة الطلبة، وعليه تم توزيع آلية التقييم التي تخص المرحلتين الابتدائية والمتوسطة 40 درجة للأعمال و60 درجة للاختبار والمرحلة الثانوية 100 درجة، ولكن نظرا لعدم وجود اختبارات سبب في حدوث ربكة في الإدارات انتقلت للمعلمين ومنها لأولياء الأمور، فمازالت الرؤية في هذا الملف غير واضحة ما يتطلب من أهل الاختصاص تقديم الاقتراحات المناسبة، مما ترتب عليه قيام جمعية المعلمين بتقييم الطلبة خلال الفصل الدراسي الأول بنسبة 100% كما تم طرحها من قبل الوزارة بحيث لا يتحمل الطالب الأخطاء أو المتغيرات التي حدثت خلال الفصل الدراسي الأول ويكون الأساس اللجوء الى اللائحة الأساسية 30 درجة للأعمال و70 درجة للاختبار في حال عودة الطلبة الى الدوام المدرسي، وفي حال عدم دوامهم تحسب نتيجة الفصل الدراسي الثاني بنفس طريقة الفصل الدراسي الأول ليكون قرارا عادلا في مصلحة الطلبة.
حدثنا عن برنامج تنمية وابتكار ودوره في تطوير المستوى المهني للمعلمين.
٭ «تنمية وابتكار» هو برنامج يختص بتثقيف المعلمين بثقافة التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية ويرتكز على الدورات التدريبية والأنشطة وبنك الهمم للعمل التطوعي من خلال زيارة المدارس وشرح التنمية المستدامة وكيفية تحقيقها للارتقاء بمكانة الكويت على المستوى العالمي، حيث يتم قياس مدى تقدم المعلم في البرنامج من خلال وضع منصة الكترونية بالتعاون مع اتحاد المدربين العرب والاتحاد يعمل تحت منصة جامعة الدول العربية يتم من خلالها تقييم التحديات الخاصة بمدى استفادة المعلم من ثقافة العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية وتحديات رؤية الكويت التي تقوم على ستة ركائز وهي: رأسمال بشري وإبداعي، الاقتصاد المستدام، البنية التحتية، مكانة عالمية، الحوكمة والإدارات الالكترونية، حيث يبين أيضا تقييم كيفية تحقيق المعلم لهذه الركائز لتليها المرحلة الثالثة وتسمى بالذهبية من خلالها تبين المسؤولية الاجتماعية وخطة الكويت في تحقيق الرؤية الأممية، بعدها يتم تقييم المعلم باستحقاقه في تمثيل الكويت خارجيا وتتكفل به جمعية المعلمين الكويتية واتحاد المدربين العرب.
برأيك، ما العوامل التي ترفع من المستوى التعليمي لطلبة الكويت؟
٭ مهارة التفكير الإبداعي وكيفية صقل هذه المهارة وتحويلها الى ممارسة للوصول الى الابتكار مع وضع الشروط والمؤشرات التي تحكم استمرار العملية التي تؤدي الى التنمية المستدامة وهذه المهارات يجب تعلمها في الكويت بالشكل الصحيح، وهذا ما اتجهت اليه الجمعية من خلال منهج المعايير.
هل فتحت تجربة التعليم عن بُعد المجال للتفكير في نظام جديد يدمج التعليم عن بعد مع التعليم التقليدي في الفصول الدراسية بعد انتهاء أزمة كورونا؟
٭ تقدمت الجمعية بمقترح أسمته بمقترح «التعليم بعد جائحة كورونا» يحتوي على نموذج تعليمي مدمج طبق في أكثر من دولة كقطر والأردن والمملكة المتحدة، ويهدف الى دمج التعليم التقليدي مع التعليم الالكتروني مع التعليم عن بعد مما يؤدي الى تحقيق المرونة في التجاوب مع بعض الأمور والأحداث الجديدة التي تطرأ على المستوى التعليمي لتفادي أي انقطاع كونه تعلما لا يقترن ببيئة محددة، حيث يتكيف مع جميع المتغيرات.
هناك شراكة دائمة بين جمعية المعلمين ووزارة التربية لخدمة العملية التعليمية وأهل الميدان، فما ملامح هذه الشراكة، وما مدى حرصكم على تفعيلها؟
٭ لدينا العديد من البرامج التي تملك تاريخا عريقا تقوم تحت رعاية وزير التربية وبرنامج التنمية والتواصل، برنامج يقوم على دورات تدريبية في المدارس برعاية وكيل الوزارة والوكيل المساعد للتعليم العام، ولدينا بعض اللجان الأساسية كاللجنة التنسيقية بين جمعية المعلمين ووزارة التربية لبحث الملفات العالقة والمطالبات المتعلقة بأهل الميدان، أيضا في المجلس الأعلى للتعليم تتواجد الجمعية كشريك أساسي مع وزارة التربية كمركز تطوير التعليم، فالشراكة بين جمعية المعلمين ووزارة التربية شراكة أساسية وهي أساس العمل المؤسسي في المنظور الحديث.