اخذ التلوث البيئي بشكل خاص والمشكلات البيئية المعاصرة الاخرى بشكل عام صفة العالمية حيث ان انواع الملوثات لا تعترف بحدود سياسية او اقليمية بل تنتقل من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وقد يظهر التلوث في دولة لا تمارس النشاط الصناعي او التعديني وذلك نتيجة لانتقال الملوثات من دولة صناعية ذات تلوث عال الى دولة اخرى، وتسهم الرياح والسحب والتيارات المائية في نقل الملوثات من بلد الى آخر مثل الابخرة والدخان والغازات الناتجة عن المصانع التي تنفثها المداخن وتنقلها الرياح الى بلاد نائية واماكن اخرى بعيدة، كما تنقل امواج البحر بقع الزيت التي تتسرب الى البحر من غرق الناقلات من موقع الى آخر مهددة بذلك الشواطئ الآمنة والاحياء البحرية بمختلف انواعها، فلم يشهد العالم من قبل تلوثا بيئيا بمثل حجم التلوث البيئي الناجم عن احتراق آبار البترول في الكويت فلقد تم تدمير واشعال النيران في 732 بئرا من بين 1080 بئرا كانت تتركز في المنطقة الشمالية والغربية والجنوبية، وتقدر كمية النفط المحترق في هذه الآبار بنحو 6 ملايين برميل يوميا وكان جزء منها يشتعل والجزء الآخر ينبعث من الآبار على شكل نفط خام ادى الى ظهور بحيرات نفطية تغطي مساحات شاسعة، وقدرت كمية الدخان الاسود الناتج عن النفط المحترق بنحو 14 ـ 40 ألف طن في اليوم، ويتفق علماء البيئة على ان آثار هذه الكارثة لا تقتصر فقط على الكويت او الخليج وحدهما وانما تتعداهما الى مناطق وبلدان تقع بعيدا عنهما، واخيرا، ان الله سبحانه قد خلق لنا الكون كله، وابدع لنا الطبيعة من حولنا، فهي امانة بين ايدينا، واستغلالها يجب ان يقترن بقدر تحقيق المنفعة الخاصة مع الحفاظ على المصلحة العامة، فعلينا نشر الوعي البيئي بين الابناء لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول حب العالم والكون بما فيه، والتعاون على مواجهة هذا الخطر لما فيه من مصلحة الفرد، والمجتمع، بل والعالم أجمع.
أنفال الكندري جامعة الكويت ـ كلية التربية مقرر التربية البيئية