إيمان الهيلم الظفيري
كلية العلوم ـ جامعة الكويت
مقرر تربية بيئية
إن مقياس الحضارة الإنسانية لا يكتفي بالجوانب العمرانية والدخل القومي، بقدر ما هو مرتبط بتصرفات افراد المجتمع الحضارية واهتمامهم بالجوانب الإنسانية والبيئية والثقافية.
وقد تكون إعادة التصنيع من اهم مظاهر التحضر المدني الذي يميز الكثير من مجتمعات العالم الأول، فعلى سبيل المثال، تقوم الكثير من الدول لتشجيع مواطنيها والمقيمين فيها على دعم ثقافة اعادة التصنيع والتدوير، عن طريق تعليم الاطفال وهم في مرحلة الحضانة والتعليم الابتدائي أهمية العناية بالبيئة وإعادة المواد الصناعية الى مواد أولية، من اجل الاستفادة منها مرة اخرى، دون استنزاف موارد الارض الطبيعية مرات عديدة برمي النفايات التي يمكن الاستفادة منها، بما يؤثر سلبا في النظام البيئي بشكل كبير.
وربما تجـــاوزت بعــض الدول مجــرد التشجيع الى فرض اعـــادة التصــنيع بشـــــكل غير مبــاشر فعلى سبــيل المثــال تـــدرس مديــنة بيركلي في ولاية كاليفـــورنيا خــطة لوضــع جـــزاءات مالية على البيوت التي ترمي جميـــع النفـــايات في صندوق الزبالة دون عزلها في صناديق إعادة التصنيع.
إذن، فمجتمعنا بالفعل في أمس الحاجة لحملات تثقيفية بيئية وصحية تديرها الجامعة أو المستشفيات أو حتى المدارس لكي يكون هاجس البيئة والصحة حاضرا في أذهان الناس.