القاهرة ـ هناء السيد
أكد وكيل وزارة التعليم العالي د.خالد السعد هنا اليوم أن جودة التعليم العالي في الوطن العربي والاسلامي أصبحت ضرورة ملحة تمليها حركة الحياة المعاصرة.
وقال د.السعد في تصريحات على هامش مشاركته في اعمال الاجتماع الاقليمي لخبراء التعليم العالي في الدول العربية بالقاهرة ان «التعليم العالي الجيد يعتبر الخيار الاستراتيجي الوحيد لتجنب الكوارث الاقتصادية التي قد تواجه الشعوب العربية والاسلامية مستقبلا».
وطالب بضرورة اصلاح أنظمة التعليم وتطويرها من خلال دراسة أوضاع هيئة التدريس وتطوير مهاراتهم ومعلوماتهم ووضع المناهج ومدى مواءمتها مع الاتجاهات الحديثة في جميع الحقول المعرفية.
كما دعا الى مراعاة حاجة سوق العمل ودراسة وضع الطلبة ومدى تفاعلهم مع التطور الحديث الى جانب ثقافة الجودة وبرامجها مما يتطلب اشراك كل المسؤولين في ادارة المؤسسة التعليمية والطلبة وأعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور.
وأشار الى أنه استعرض في اجتماع الخبراء الإقليمي حول استراتيجية تطوير التعليم العالي والذي تنظمه اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بالتعاون مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية استراتيجية تطوير التعليم العالي في الكويت.
واوضح السعد أن الورقة تشير الى جهود وزارة التربية في توفير نظام تعليمي حديث لمراحل التعليم العام الأساسي (ما قبل الجامعي) باعتباره يحرص على التزام معايير الجودة وإعداد أبناء وبنات الوطن اعدادا عصريا يضمن لهم الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية.
وقال ان التعليم يعمل على تمكين الطلبة من مهارات التفكير بكل أنواعه العلمي والإبداعي والناقد ويزودهم بأدوات التعليم الذاتي والتعليم المستمر التي تجعل منهم مواطنين إيجابيين مضيفا ان التعليم يخلق من الطلبة مشاركين فاعلين يواكبون المتغيرات المتلاحقة التي تموج بها الحياة في المجتمعات العالمية والمستحدثات المعرفية والعلمية والتقنية ويحسنون الاستفادة منها في تطوير الحياة في مجتمعهم.
وأشار إلى أن وزارة التربية وضعت لأول مرة استراتيجية للتعليم في الدولة (2005 ـ 2025) معبرة عن التطلعات المجتمعية ومستهدفة تلبيتها بالتحول إلى مجتمع المعرفة وامتلاك القدرة التنافسية في الاقتصاد العالمي وإطارها المرجعي يستند إلى دستور الكويت وطبيعة المجتمع.
واضاف السعد ان هذه الاستراتيجية تنظر الى نظام التعليم العام على انه نظام يوفر الاساس لاعداد النشء في وحدة منهجية تضمن تحقيق اهداف الدولة، كما حددت رسالة نظام التعليم العام بانها تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة المتعلمين على النمو الشامل والكامل.
وذكر ان وزارة التربية قد اتخذت سياسة تعيد بها منظومة التعليم في جميع مستوياتها كما انشأت مركزا وطنيا مستقلا للتقييم والقياس لجميع مراحل التعليم وفعلت دور المجلس الاعلى للتعليم في تطوير التعليم العام وتنمية اجهزته بالاضافة الى انشاء ثلاثة مراكز لتدريب المعلمين في مختلف المناطق التعليمية.
وحول دور وزارة التعليم العالي قال د.السعد ان الوزارة تبذل جهودا كبيرة للارتقاء بجودة التعليم العالي ودفعها نحو المستويات الأعلى وذلك من خلال نظام البعثات ونظام اعتماد الجامعات مشيرا الى وجود نظام بعثات التميز الذي يهدف إلى التحاق الطلبة بأفضل الجامعات الأميركية في التخصصات المختلفة.
وأضاف وكيل وزارة التعليم العالي د.خالد السعد ان الوزارة قد انشأت لجنة الاعتماد الأكاديمي قبل عام لتكون نواة للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي حيث قامت بدراسة الجامعات في الخارج وتصنيفها ودراسة برامجها لتحديد الجامعات المناسبة لإلحاق طلبتنا بها وتجنب التحاقهم بالجامعات ضعيفة المستوى الأكاديمي أو التجارية منها.
واشار في هذا السياق الى دور مجلس الجامعات الخاصة الذي انشئ في العام 2000 للقيام بتنظيم سوق ونشاط التعليم العالي الخاص وذلك من خلال منح الرخص ومراقبة عمل مؤسسات التعليم العالي الخاصة حيث منحت رخص لـ 12 مؤسسة للتعليم العالي الخاص.
وعن جامعة الكويت قال السعد ان للجامعة دورا كبيرا في تطوير عناصر منظومة التعليم العالي لكونها الجامعة الحكومية الوحيدة وذلك من خلال تحديدها لأهدافها الاستراتيجية والمترجمة في مجموعة من السياسات القائمة على تهيئة مخرجات الجامعة وملاءمتها لمتطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل.
وقال ان جامعة الكويت تطمح إلى تحقيق التميز من خلال الارتقاء بجميع النواحي الأكاديمية والإدارية للجامعة للوصول إلى مكانة عالية ومرموقة بين الجامعات في العالم من خلال وجود نظام يساعد جامعة الكويت على تقييم كل ما تقوم به من وظائف.
وقال د.خالد السعد ان الورقة تعرضت لتصور تطبيقي لعلاقة التعليم العالي بسوق العمل لاهمية تحديد مستوى مواءمة مخرجات نظام التعليم العالي لاحتياجات سوق العمل والتوافق مع الاحتياجات التنموية والتغيرات البيئية وصولا لتطوير الأساليب الفاعلة بمواءمة مخرجات جامعة الكويت لمتطلبات ومستجدات سوق العمل ومؤسسات المجتمع.
واضاف ان ورقة العمل تعد محاولة لتلخيص دور مؤسسات التعليم العالي في النهوض بجودة التعليم العالي وذلك من خلال تطوير مناهجها وبرامجها ورفع مستوى الكفاءة في أجهزتها الإدارية ونظم المعلومات مشيرا في هذا السياق الى الدور الذي يقوم به معهد الكويت للابحاث العلمية والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
وأوضح أن هذه المؤسسات تعمل جاهدة على إصلاح أنظمة التعليم العالي وتطويرها وذلك عن طريق دراسة أوضاع أعضاء هيئة التدريس وإمكانية تطوير مهاراتهم ومعلوماتهم وتطوير المناهج لتوائم الاتجاهات الحديثة في جميع الحقول المعرفية وربط المناهج بقطاع الأعمال ومدى حاجة سوق العمل للتخصصات المختلفة.
كما بين ان هذه المؤسسات تعمل كذلك على دراسة وضع الطلبة وتهيئة الجو المناسب لهم للجد والاجتهاد والمنافسة وتفاعلهم مع التطور الحديث إلى جانب زرع ثقافة الجودة وبرامجها مما يتطلب إشراك كل المسؤولين في إدارة المؤسسة التعليمية والطلبة وأولياء أمورهم وأعضاء هيئة التدريس.
وطالب السعد بضرورة غرس ثقافة الجودة والإتقان في العمل سواء على مستوى أعضاء هيئة التدريس أو على مستوى الطلبة فغرس ثقافة الجودة يدفع إلى النهوض بكفاءة الإنفاق على التعليم العالي.